الأربعاء، 29 أغسطس 2018

3 اشياء هامة

الحق خزن.. تمرن.. سوي الحسابات.
تداريب
الحق حوّش. اول تدريب هو حوّش
اتمرن. مش اي واحد يعرف يصلي
حياتنا مع الله ليست سهلة يجب ان تعرف ان تصلي.
كنت مرة في اجتماع وابونا اعطى الميكروفون لشخص يصلي. ويقول يا رب.. يا رب.. وسكت قليﻻ ثم قال يا رب.. لسانه مربوط .والناس تنتظر يقول شئ. هو يريد ان يكلم ربنا، لكن الكلمة مش راضية تخرج.. الصﻻة والمزامير تفك لسانك "حينئذ يتكلم لسان اﻻخرس"
انت ابونا؟ مع اﻻسف لكن نشكر ربنا بقينا حبايب.
اعطني يا رب نعمة عند افتتاح الفم. تحتاج الى معونة.
ثالث تدريب: سوي حساباتك.
احدهم قال لﻻب الكاهن هذه اﻻيام انا اعمل سﻻم. الغاضب مني اصطلح معه. من لم اتكلم معه من شهور ارفع سماعة التليفون واكلمه. انا ﻻ اضمن عمري. ابتدأت ابحث في دفاتري القديمة.
المديون لي يا اما ان اساعده او اتنازل.
هل سابقى طول عمري مخاصم وزعلان. يا خسارة! اين احساسك انك مديون للمسيح؟ هل ستبقى طول عمرك مديون؟ الحق سدد. الحق سوي حساباتك. يا بخت اﻻنسان الذي يصالح انسان متخاصم معه.
ﻻ تضيع عمرك فممن المخطئ وممن على صواب.

هنيئا لك لو قبلت المسيح


هنيئا لك لو قبلت المسيح يسكن فيك
راح يتجدد ما فيك
راح يسكن جواك الفرح وينطفئ للحال نرك
متى جاءك قل له كل شئ في داخلك
كل شئ في داخلك ﻻ تستحي ان يعرف بداخلك ويعرف اسرارك.
متى جاء ارجوك ﻻ تتركه يخرج.
امن به تخلص انت واهل دارك
متى جاءك قل له احبك قل له اعشقك ﻻننك شلت عارك
اترك كل خطاياك وتب وغير مسارك
ما مجبور تقدم للناس اعذارك
صدقني بالمسيح وحده الخﻻص
ارجوك خذ اليوم قرارك
المسيح واقف يدق على بابك
رب المجد اختارك ﻻ تضيع ابديتك
حط ايده في ايده كمل وياه مشوارك
كمل وياه مشوارك

مسرحية: الامير كابو

كابو
اركض يا كابو.. اركض!
ما مصدر هذا الصوت؟
تعالوا تعالوا يا خطاة من العالم اﻻثيم.. تعالوا ذوقوا السعادة.
اوه..
البس هذه…
هل هربت من اﻻعداء الذين هجموا عليّ؟
هجموا علينا ونحن نصطاد وايضا قتلوا ابي؟
لكن كيف هربت منهم؟
اههه..!
يبدو انك مرهق. يمكن ان تستريح اﻻن وتروي لي فيما بعد. هيا نشكر ابونا!
وركع على اﻻرض ليصلي:
ماذا تفعل؟
انا اصلي للرب.
ومن هو الهك؟
ابويا.
ها ابوك اله؟
ﻻ. افصد نعم. اسمع! غدا سنذهب الى مكان معين. وهناك ستعرف كل شئ.
يكمل صﻻته:
اشكرك يا رب ﻻنك انقذت كابو..
**
في خيمة الصﻻة.
شكرا يا رب.
انسة نولز.
اليوم اريد ان اشارككم بقصة من الكتاب المقدس. الله يحرسنا ويرعانا ويحبنا.
القصة عن شخص يدعى شاول. حدث شئ غريب. فجأة نور عظيم اضاء حوله. وقع شاول على اﻻرض. كان النور من السماء، وسمع صوت من السماء غير كل حياته لﻻبد.
شاول.. شاول..
يسرح كابو في الصوت الذي سمعه من قبل:
اجري يا كابو .. اجري.
الصوت كان صوت يسوع.. الصوت الذي كان مصاحب للنور.. صوت يسوع
يسوع
اصمت يا بني.. ﻻ يصلح ان تفعل هذا في الكنيسة.
يسوع هو من انقذني.
اعدائي اخذوني اسيرا وكانوا سيقتلوني. وفجأة..
ويرتفع صوت من شخص داخل الكنيسة يقول:
نور ظهر..
ويصيح كابو متعجبا:
افرام! صديقي العزيز!
ويتعانق الصديقان. ثم يكمل افرام كلامه:
نور ظهر.. وانحلت قيودك.. وسمعنا صوت يقول:
اجري يا كابو.. اجري.
ورأيتك تركض مبتعدا. وكل اﻻعداء خافوا وهربوا، وانا ايضا ركضت. الصوت كان صوت يسوع يا افرام.
انا عرفت صوت يسوع بقلبي. يسوع انقذني.
**
تربت ماريا على كتف كابو وتقول برقة:
هل ﻻ زلت تدرس يا كابو؟
صموئيل! هذا اسمي الجديد. ناديني به.
اه، صمويل موريس اسم من ساعدني على القدوم ﻻفريقيا ﻻخدم.
**انا كنت اشكر الله كل يوم عليه. لوﻻ الخدام لم اكن ﻻعرف ابي السماوي.
**
ما الذي يضايقك يا صمويل؟
كنت اود ان اعرف هل من الممكن ان يشعر احد بالفرح والحزن في نفس الوقت؟
انا تعلمت ان ابي السماوي يقدر يعمل ما ﻻ يقدر ان يعمله ابي اﻻرضي.
واطرق براسه ﻻسفل للحظة ثم انتصب وقال:
فقط لو يعرف شعبي وحتى اعداءنا الله لتوقفت الحروب وتغيرت الحياة.
ونحن نصلي من اجل هذا اﻻمر كل يوم.
لكن القبائل محتاجين يعرفوا ربنا اﻻن يا انسة نول.
لكن الخدام  ونحن نعمل هذا.
لكن انا ﻻ اعمل. علميني اكثر. لو عملت هذا حينها سوف اعرف اخدم شعبي.
الم اعلمك يا صمويل الكثير واجبت على كل اسئلتك؟
هل يمكن ان تعلميني من علمك كل هذا.
اﻻستاذ ستيفن ميريت.
انا محتاج ان يعلمني انا ابضا. اين هو؟
انه موجود في نيويورك.
ويتركها وينصرف.
تنادي نول عليه:
صمويل، الى اين انت ذاهب؟
الى نيوريوك.
انتظر يا سامي. انها في الجانب اﻻخر من المحيط. انا ﻻ افهم كيف..
يقاطعها:
شعبي ﻻ يعرف الله هل تستطيعين ان تقولي كيف اخدم شعبي ان لم اعرف اكثر عن الله. انا ﻻ اعرف اين نيورك. لكني سوف ابحث عنها واجد استيفن ميريت. ﻻ يهم التكلفة . ﻻ يهم.
**
في السفينة تهيج العواصف.
يهتف القبطان:
احد منكم يصعد على الصاري. انزلوا الشراع قبل ان ينكسر الصاري.
ﻻ يصلح ان يبقة هكذا سوف يغرق.
جيد. لكي نخلص منه. انا مخطئ ﻻني سمحت له ان يركب على متن سفينتي. طوال الوقت صدع رأسي بكلامه عن ابيه. انا ﻻ اعرف من ابوه. فليساعده ابوه ان كان يقدر.
ارجوك يا ابي ساعدني. ارجوك
العاصفة العنيفة كانت هتقضي علينا . ايه اللي هنحتاجه لكي نتحرك ثانية؟
ابي ارجوك ساعدني.
يعني لسة مامتش. ابوك ثانية؟ يالﻻ خدوه. ورانا شغل كتير.
هو كان يقصد ايه ابوه؟
قال لي ابي يقول لك خذني معك . ولما سألته تقصد مين بابيك؟ قال لي ابي في السماء. على اﻻقل اشتغل معي مجانا.
ما اراه انه ليس لديه خبرة في البحر. ما اراه هو انه اخذ توصيلة مجانا ويبدو ايضا ان ابوه الذي يقول عنه سمع صﻻته فعﻻ.
اسف.
وانا ايضا اسف ولكمه فسقط ارضا.
تظاهر انك تعبت! لما ننتهي اسرع اكيد سنصل اسرع.
ولم العجلة؟ هل السبب المال؟
ﻻ الله. الله !
نعم، انا مسافر لكي اتعلم اكثر عن الله. وبهذا اساعد شعبي.
البحارة عملوا بجهد. لم يأخذ راحة ابدا. قال انه سيعمل حتى نصل ﻻمريكا.
**
احتفظ بالنغمة هذه في سرك.
انا اسف جدا. احيانا ﻻ اخذ بالي. ارنم ﻻبي السماوي.
اه.
على فكرة ارى ان الله سوف يساعدهم اكثر من الشرب.
الشرب بيساعدني . يعطيني سلام.
**
ما هذا.
اثبت.
الحمى يا ريس.
انت بتعمل ايه ؟ انزل المسدس.
ابعد عني.
ﻻ. ربنا ﻻ يريد قتل.
هل تحامي عنه؟ لقد كان يعاملك مثل فأر!
   ابعد عن طريقي.
ربنا ﻻ يريدنا ان نقتل بعضنا. ﻻ يوجد اي داع لهذا.
انزل البحارة مسدسه.
امر القبطان:
خذوه احبسوه.
كيف فعلت هذا؟ ﻻ لماذا فعلت هذا؟
انا اسف. انا لم اعمل شئ. الله هو من عمل.
نحن لسنا في كنيسة. هذه سفينة عليها رجالة ﻻ يمكن ان ينظر اليهم الله ابدا!
يا ريس. لما انا كنت بعيد ووصلت للموت. لكن الله انقذني . لما نصل الى الموت. الله يصل الينا ويخلصنا. يا ريس الله موجود هنا.
قل لي. اين هو؟
**
وصلت السفينة الى الميناء.
انت ﻻ تعرف اي شخص هنا. انا خائف عليك. انك تعرض نفسك للخطر.
يا ريس انا كنت امير وكنت على وشك الموت ونجوت وعشت في الغابات اسابيع كثيرة. وبعدها..
يقاطععها:
جعلت من على سفينتي يعيش ايضا.
يضحك و يقول:
عارف من الذي ينقذني في كل مرة؟
ابوك السماوي.
انا هتعلم هنا وبعدين ارجع واكلم اهلي عن الله.
**
انا اريد ان اقابل ستيفن مريت؟
انت محظوظ جدا.
انه مسؤل عن خدمة. سوف اخذك الى هناك. لكن.. شكلك تعطيني مال.
استاذي . انه يريد مقابلتك.
الولد ده في اول مرة وصل الى نيويورك كان مع عشرين شخص يكلمهم عن الله. عنده رغبة شديدة انه يتعلم ويرجع الى اهله لكي يعلمهم عن الله. هذه الجامعة كانت ستغلق ابوابها.
معقولة؟
لدينا مشكلة مالية يا ستيفن وهذا ما كنت احاول ان اشرحه لك. الطلبة محبطين.
لكن صمويل يفضل هنا.
انا اعرف ان ظروفه صعبة ويريد الدراسة هنا. لكن ﻻ يوجد مكان يدرس فيه.
انا هسلم عليه وسوف احاول ان اشرح له.
ممكن يمكث هنا.
**
ابي استجاب لصلاتي وانا اؤمن انه
عزيزتي انسة نول
ابي كان طيب معي. من ساعة ما جئت الى جامعة تيلور وانا احكي لزمﻻئي.. وناس كثيرين يريدون ان يعرفوا عن ابي السماوي. كنت مشغول بالدراسة ومشاركة حياتي، لدرجة ان اناس ثيرين اشتروا الكتاب. الجامعة لن تغلق.
انا مشتاق ان ارجع الى اهلي لكي اخبرهم عن الله.
**
سامي صامي.. انت ذاهب الى اين؟
هناك اجتماع في الكنيسة سوف اشاركهم بحكايتي.
لكن الجو بارد ونسيت البالطو  الخاص بك.
ﻻ تقلق سوف اكون بخير.
**
لﻻسف حالته صعبة. الطبيب يقول ان اﻻجهاد من الدراسة ومشاركته بحكاية وانه يكلم الناس عن الله في الفترة اﻻخيرة اثر عليه بشدة.
ﻻ تبكي يا سامي
ابي السماوي يريدني ان اذهب اليه. انا ﻻ استطيع ان امنع نفسي من الفرح.
لكن يا سامي ماذا ستفعل باهلك في افريقيا.
خدمتي انتهت خﻻص. وربنا سوف يختار خدام اخرين سوف يخدمون بطريقة افضل مني.
**
هل هذه هي السفينة هي التي ستذهب الى افريقيا.
نحن مسافرين معك يا ريس.
تعالوا. انتم طلبة؟
خدام. سوف نخدم في افريقيا.
قل لي يا ريس هل الرحلة صعبة؟
احتمال كبير. لكن ابي السماوي سيعتني بنا.
ابوك؟
من كم سنة سافر معي صبي افريقي وقتها كنا مسافرين الى امريكا. ومرة واحدة عواصف شديدة وامراض خطيرة ولكن نجونا من كل هذا.
**
صمويل موريس كان مﻻك ربنا ارسله الى جامعة تيلور وكل افريقيا. كان يظن انه يعد نفسه للخدمة في افريقيا لكن وجوده كا يع نفسه للخدمة في العالم كله. كل من تقابل معه تأثر بعمق  شخصيته وقوة ايمانه.

تأملات في المزامير: مز 110


يتحدث عن المسيا واستخدمه السيد المسيح في حديثه مع اليهود (مت22ك 43). كان واضحا ان هذا المزمور يتحدث عن المسيا ابن داود.
“قال الرب لربي..”. انه ربي الذي يولد من نسلي. “اجلس عن يميني" كملك وانت قد قبلت هذا المجد (2بط1: 17) من الله اﻻب. وما يقوله الله ﻻ تغير فيه، انه سياخذ الملك وﻻ احد يستطيع ان يقاوم ملكه.
“وهو اذ اخذ مجدا مثل هذا جلس عن يمين اﻻب في اﻻعالي..”. واصبح اعداؤه تحت بطن قدميه. ونحن نﻻحظ اﻻتي:
حتى المسيح له اعداء. انهم البشر الذين تبعوا ابليس.
سوف يخضعهم الله بكل سهولة تماما مثلما نضع ممسحة القدم في مكانها الصحيح.جاء في مﻻخي اﻻتي "وتدوسون اﻻشرار ﻻنهم يكونون رمادا تحت بطون اقدامكم"(مﻻ4: 3).
هذا لم يحدث حتى اﻻن "ﻻننا ﻻ نرى العالم بعد مخضعا له"(عب2: 8).
الجلوس عن اليمين يعني موضع الكرامة والمجد والقوة.
سوف يبدأ ملك المسيا من اورشليم "عصا قوة يرسل لك من صهيون" انه قضيب الحكم او الملك في يديه (مز2: 6). وهذا على النقيض من جبل صهيون حيث استلم موسى العهد اﻻول في خوف ورعدة 0عب12: 18 و 24).
اﻻنجيل اتى بقوة. انها قوة الله للخﻻص (رو1: 16). والمسيح استعلن بقوة "لمن استعلنت ذراع الرب" وذراع الرب قوية . حقا ان ملكوت الله قد اتى بقوة.
يجب علينا ان نطيع ونخضع لمن بيده هذه العصا القوية. انها الروح القدس الذي ارسله الرب يوم الخمسين "روح القوة"، فمن هناك بدأت الكرازة اتماما لقول الرب "مبتدئين من اورشليم" وهو ايضا اتماما للنبوة "من صهيون تخرج الشريعة"(اش2: 3).
البعض يلمح الى ان العصا ليست عصا ملك وانما عصا الرعاية، انها اعﻻن مجد المسيح من خﻻل تعامﻻته الحانية مع كنيسته "عصاك وعكازك هما يعزيانني"(مز23).
يجب ان يقيم ويحفظ كنيسته في العالم على الرغم من قوات الظﻻم. سوف يتمم الله مقاصده "قصد الدهور" اي له خطة على مدى اﻻجيال. سوف تتثبت مملكته وسط اعدائه.
الله في السماء يحيط بعرشه احبائه "وسمعت صوتا من المﻻئة والكائنات اﻻربعة والشيوخ: عددهم ربوات ربوات والوف والوف"(رؤ5: 11). ولكن على اﻻرض سوف يملك رغم ما يحيط به من مقاومة اعدائه. ان كنيسة المسيح تشبه السوسنة وسط اﻻشواك ورسله مثل "الخراف وسط الذئاب" بل انهم يسكنون "حيث كرسي الشيطان"(رؤ2: 13). ان قوات الظلمة ﻻ يمكن باي حال ان تزحزح الصخرة التي بنيت عليها الكنيسة.
“في بهاء القديسين" حوله القديسون في مجد. انهم شعبه وخاصته وهكذا دعا الرب الذين له في كورنثوس حتى قبل ان يؤمنوا "ﻻن لي شعبا كثيرا في هذه المدينة". انهم "شعب مسرته" مشيرا الى طقس العبد الذي يحب سيده وﻻ يريد ان يعتق في سنة اليوبيل. انهم جنود متطوعون وليسوا مأجورين وكل منهم لسان حاله "هانذا ارسلني"(اش6).
“في يوم قوتك" اي في يوم نصرتك. حتى اﻻمم سيطلبونك (اش11: 10 و 60: 3). سوف يتب

تأملات في الموامير: مز74

مقدمة:
هذا المزمور يصف خراب اورشليم والهيكل على يد نبوخذ نصر، وعلى ذلك فيمكن ان يكون كتب على يد اساف اخر غير الذي عاش في زمن داود او ربما يكون كتب على يد ارميا كقطعة من مراثيه او اي نبي اخر ثم بعد العودة من السبي سلم الى يد بنو اساف الذين دعوا باسم ابيهم ونحن نعرف انهم اشهر المرنمين في زمن عزرا (نح11).
يتكلم المرنم بصوت الجماعة فيشكو من الالم والمعاناة، ولكنه ايضا يعود فيبث روح الرجاء والتشجيع (ع12-17). ثم في النهاية يتوسل الى الله طالبا الخلاص (ع18-23). ونحن ايضا كنيسة المسيح يمكن ان نصليه في اوقات الضيق التي نشعر فيها ان الله هجرنا.
***
“لماذا رقضتنا يا الله؟". انها صرخة المرنم بصوت الجماعة. انها صرخة المسيح على الصليب بلسان حال البشرية "الهي الهي لماذا تركتني؟"
“لماذا يدخن غضبك؟". هذا يدل على حمو غضب الله، ان غضبه كنار اكلة. والمرنم يعود فيذكر الله بمعامﻻته مع شعبه "اذكر جماعتك التي اقتنيتها..”.
“ارفع خطواتك الى الخرب"، اي تعال بسرعة الى الهيكل الذي تهدم بشدة، فالعدو قد حطم في القدس. "قد زمجر مقاوموك" رفعوا اصواتهم بجلبة في هذا الموضع المقدس الذي يقف فيه شعبك صامتين او يتلون الصلوات باصوات خاشعة.
”يبان كنه رافع فؤوس" يظهرون وهم يمسكون بمعاول الهدم وكانهم يقطعون اشجار غليظة.    
ان اكثر ما يؤثر في نفس المرنم ليس ان المدينة قد هدمت او ان البيوت قد خربت بل ان الهيكل هو الذي تخرب. حتى ان العدو افسد وازال المنقوشات من على جدران الهيكل. “احرقوا كل معاهد الله" وهي هنا مدارس اﻻنبياء التي تعلم فيها الشريعة او ربما تطلق على المجامع او كل تجمع لشعب الله في اي مكان.
“اياتنا ﻻ نرى" لم نعد نرى الرايات المقدسة. بل انه "ﻻ نبي بعد. وﻻ بيننا من يعرف حتى متى". ﻻحظ انه لم يشتكي قائلا "اين هم جنودنا؟" بل اين انبياؤنا؟ ﻻنه الى متى يعير اسم الله. والحقيقة ان الله ارسل لهم انبياء حتى في فترة السبي بل انه حدد مدة السبي في اكثر من موضع. ولكن يبدو ان المرنم في غمرة حزنه وياسه نسى هذا. وهذا ما يحدث اذا المت بنا الضيقات فاننا ننسى او ﻻ نصغ الى صوت الله..
من عدد11 يبدأ المرنم يطلب من الله الخلاص .  “لماذا ترد يدك زيمينك؟" “لماذا تبدو كجبار ﻻ يقدر ان يخلص"(ار14: 9). عندما نقابل بتهديدات العدو من الجيد ان نهرع الى قوة الله.
والله ملكي منذ القدم" من الجيد ان نتذكر معاملات الله معنا في القديم. “انت شققت البحر بقوتك" وفعل الله العكس ايضا "انت يبست انهارا دائمة الجريان". يفعل الله كل اﻻمور ﻻجلنا. “سحقت رؤوس لوياثان" وهو فرعون بينما المصريين هم "التنانين". وقد تشير الراس الى الحكمة بمعنى اباد الله حكمتهم كما ورد ايضا في (حز31: 18). انه رمز لنصرة الكنيسة على مكر الشيطان كما ورد في (رؤ12). كسر رؤوس اعداء الكنيسة هو بمثبة فرح لقلوب محبي الكنيسة. وبالتالي هو وليمة لهم "جعلته طعاما ﻻهل البرية"(اي41: 6).
الله يغير مجرى الطبيعة في كلا اﻻتجاهين من اجل شعبه كما ذكرنا. حقا “جزنا في النار والماء..”. الله هو اله الطبيعة. انه هو  الذي ينظم عملها. يحفظ تتابع الليل والنهار. انه من وضع الشمس لحكم النهار والقمر والنجوم لحكم الليل. ان الله من له القوة لحفظ الطبيعة وحركة اﻻجرام السمائية اليس له القوة للحفظ او اﻻهلاك: حفظ كنيسته واهلاك اعدائها.  
“انظر الى العهد" اذكر عهدك مع شعبك ﻻن "مظلمات اﻻرض" اي "ارض بابل" قد امتلات ظلما. ان العدو حقا جاهل "اذكر تعيير الجاهل" وهكذا الوثنيين ومن قالوا في قلوبهم "ﻻ اله"(مز14: 1 و 74: 1). الله ﻻ ينس صوت اعدائه و ضجيجهم الصاعد دائما. انه فقط يمتحن اهتمامنا بمجده وايماننا بقوته.

الجمعة، 10 أغسطس 2018

صلاة يسوع الوداعية



نقرأ فيها هذه الكلمات (لست اسأل من اجل العالم بل من اجل الذين اعطيتني.. انا ممجد فيهم.. ليكون لهم فرحي).
فالتلميذ هو عطية الاب للابن. وما معنى هذا؟ معناه ان روح الله يحرك القلوب لتستجيب لنداء الابن. وعن طريق هذه التلمذة وعن طريق هؤلاء التلاميذ يتمجد الابن. فالمريض الذي يشفى تمجيد للابن والطالب الذي ينجح هو تمجيد للمعلم.
لكن يسوع يقول انه لا يطلب من اجل العالم. ومع ذلك نعرف انه اتى الى العالم، لان الله احب العالم. ترى هل نجد تناقضا؟ اعتقد ان مفتاح حل هذا المشكل نجده في كلمة العالم. فالعالم عند يوحنا هو المجتمع او المجتمعات التي رتبت نظامها على عدم الاعتراف بالخالق، وبالتالي عدم الخضوع له.
تخبرنا الصلاة الوداعية ايضا عما يقدمه يسوع لتلاميذه. انه يقدم لهم الفرح.. ولكنه يتقدم لهم بتحذير .. انهم ليسوا من العالم ، وانهم بسبب تميزهم عنه، لن يجدوا منه سوى النفور والاضطهاد. عليهم الا ينتظروا طريقا مفروشا بالورود. ولكنهم حتى في صراعهم مع العالم سيملا الفرح قلوبهم. انه فرح الانتصار في المعركة.
***
ما هي مطاليب الصلاة؟ اي ماذا طلب يسوع؟
  1. يسوع لم يطلب من الاب ان ينتزع تلاميذه من هذا الوجود. ان يسوع لا يصلي ابدا ليهرب اتباعه.
    ان مسيحيتنا ينبغي ان تظهر لا في العزلة والتوحد فقط بل في البيت .. في الشارع وفي مكان العمل. وسط صخب الحياة وضجيجها. اننا بحاجة الى فترات نختلي فيها مع الله مطيعين قوله "ادخل مخدعك واغلق بابك.." ولكن هذا ينبغي ان يكون وسيلة لا غاية.

    ان المسيحية لا تمهد لنا سبيل الهروب من المشكلانت. انها تقدم لنا المفتاح لحل المشكلات. ان المسيحية لا تقدم لنا سلاما زائفا مبنيا على الهروب والانزواء. انها تقدم لنا معركة نهايتها النصر.

    2- ولقد طلب يسوع لاجل وحدة تلاميذه. لقد كانت طلبته ان يكونوا واحدا. وللاسف لقد مر الفا عام ولم تتحقق هذه الصلاة بسبب المطامع والحزبيات والذات الي تعيقنا عن تحقيق مقصد الله.

    3- لقد طلب يسوع من اجل حماية تلاميذه من مهاجمات عدو الخير. ان الكتاب المقدس ليس كتاب فلسفة. انه لا يبحث مشاكل فلسفية مثل نشأة الشر واصله وغير ذلك. لكنه لا ينكر ان في الوجود قوة شريرة هدامة تناقض قوة الله للصلاح..

    4- وطلب ايضا ان يتقدس تلاميذه ي الحق. معنى يتقدس مفرز او مختلف. ولا تعني فقط الفرز لاجل خدمة او عمل ما، ولكنها تعني ايضا اعداد الانسان للقيام بهذا العمل. تكريس الانسان لعمل الله يتطلب ان يتزود هذا الانسان بصلاح الله وحكمة الله (العبد الصالح هو العبد الامين والحكيم). ان من يخدم الاله القدوس ينبغي ان تكون له قداسة الله.

    لمحة من المستقبل:

    "ولست اسأل من اجل هؤلاء بل من اجل الذي يؤمنون بي بكلامهم.."

    هنا نرى يسوع يوس دائرة صلاته لتشمل اقاصي الارض. في البداية نراه يصلي لاجل ذاته ثم لاجل تلاميذه ثم يفتح احضانه ليضم المستقبل البعيد، والاجيال القادمة.

    وماذا كانت طلبته لاجل الكنيسة؟ طلب ان تكون واحدة، لكن ما نوع هذه الوحدة؟ انها ليست وحدة التنظيم. انها وحدة صلة وعلاقة ذاتية. فالوحدة الكائنة بين يسوع والاب تظهر في امرين: الطاعة والمحبة..

    وهكذا فان الوحدة التي يريدها لكنيسته العتيدة هي وحدة يربطنا فيها جميعا رباط المحبة والتضامن.

    انها ارتباط القلب بالقلب. هذه الوحدة لا تعني على الاطلاق الانضواء تحت لواء هيئة معينة ، ولكنها تعني الانضواء تحت علم المحبة. وحدة يحب فيها احدنا الاخر حتى ان كان كل واحد يحتفظ بطابعه الخاص وهويته المميزة.

    الوحدة المقصودة تتخطى كل الشكليات وتسمو على كل الفروق. المحبة وليس سواها هي التي تحطم كل الحواجز. وان هذه الوحدة هي التي تقنع العالم اننا تلاميذه.

الأربعاء، 1 أغسطس 2018

شهيد العمل الخيري

اسم الفيلم: شهيد العمل الخيري
انتاج: 2007
ملخص الفيلم:
كان القديس ماكسيميليان كولبي كاهنًا فرنسيسكانيًا يحب الله لدرجة أنه كان يرغب في مشاركة هذا الحب مع الجميع. كان يشع مثل هذا الفرح والسلام حتى خلال الوقت المضطرب في بولندا المحتلةمن قبل النازية. لقد ترك لنا القدّيس ماكسيميليان مثالًا ملهمًا بحياته الجميلة للصلاة والعطف.
 
في طفولته يبدو أنه كان هادئا بشكل طبيعي ولكن يقال إنه في يوم من الأيام ، بعد أن وبخته أمه بسبب بعض التصرفات أو غيرها ، سارت كلماتها وأحدثت تغييرًا جذريًا في سلوك الطفل. في وقت لاحق شرح هذا التغيير. في تلك الليلة تشفعت بوالدة الاله ان تساعدني. ثم أتت إليّ حاملة تاجين احدهما أبيض ، والأخر أحمر. سألتني ما إذا كنت على استعداد لقبول أي من هذه التاجين. الأبيض كان يعني أنني يجب أن أظل نقيا ، والأحمر أنني يجب أن أكون شهيدا. قلت أنني سأقبلهما اﻻثنان.
سيم ماكسيميليان كولبي كاهنا في روما في 28 أبريل 1918 في اواخر الحرب العالمية اﻻولى.
حب النضال لم يتركه ، لكن بينما كان في روما توقف عن رؤية النضال كقوة عسكرية. لم يعجبه ما رآه من العالم ، في الواقع رأى فيه شرًا صريحًا. لقد قرر أن الحرب حربا روحية في المقام اﻻول مستندا على قول الوحي اﻻلهي “ان مصارعتنا ليست مع لحم ودم بل مع اجناد الشر الروحية"(افسس3). كان العالم أكبر من بولندا وكان هناك أسوأ من العبيد الأرضيين. كان القتال لا يزال قائما ، لكنه لن يشن معركته بالسيف. في ذلك الوقت اعتبر العديد من الكاثوليك في أوروبا الماسونية كعدوهم الرئيسي. بدأ ماكسيميليان كولبي نضاله في 16 أكتوبر 1917 ، مع ستة من رفاقه ، حيث أسس جمعية "الحملة الصليبية لمريم الطاهرة"، بهدف "توبة الخطأة والمرتدين، ومنهم الماسونيون ، بشفاعة مريم الطاهرة".
بعد فترة بدأت صحة الفعل في التدهور نتيجة اصابته بمرض السل. وعندما عاد ماكسيميليان إلى بولندا في عام 1919 فرح لرؤية بلاده حرة مرة أخرى ، وهو التحرر الذي كان ينسبه عادة إلى شفاعة مريم الطاهرة. كان البابا بيوس الحادي عشر رداً على طلب من الأساقفة البولنديين قد اقام للتو عيدا للسيدة العذراء كملكة لبولندا ، وكتب الأب ماكسيميليان: "يجب أن تكون ملكة بولندا وكل قلب بولندي. يجب علينا العمل لكسب كل قلب لها ". وضع نفسه لتوسيع تأثير حملته الصليبية ، وشكل الخلايا والدوائر في جميع أنحاء بولندا. كان الأطباء قد أعلنوا أنه غير قابل للشفاء. وقد توقفت رئة عن العمل تماما وتلفت الأخرى. ومع ذلك، فقد أصبح هو نفسه الآن شعلة من النشاط وانهمك في الخدمة اكثر. في يناير 1922 بدأ في نشر مجلة شهرية ، في كراكاو. كان هدفها "إلقاء الضوء على الحقيقة وإظهار الطريقة الحقيقية للسعادة". مع انخفاض الأموال ، تم طبع 5000 نسخة فقط من العدد الأول. في عام 1922 انشأ مؤسسة للطباعة الصغيرة. اخذت خدمته في النمو. في عام 1927 تم طبع 70،000 نسخة. وأصبح المكان أصغر من أن يستوعب مثل هذه اﻻعداد الضخمة ، لذا بدأ الأب ماكسيميليان البحث عن موقع أقرب إلى وارسو. قدم له الأمير جان دركو لوبيكي بعض الأراضي في تيريسين ، غرب وارسو ، قام الأب ماكسيميليان على الفور ببناء دير ، وفي 21 نوفمبر 1927 انتقل الفرنسيسكان من غرودنو إلى تيريسين وفي 8 ديسمبر تم تكريس المكان وأعطي اسم دير الطاهرة "ماكلبليان" ، بدأت تزدهر فيه الروح الرهبانية  ؛ قال اﻻب مكسيميليان ﻻخوته الرهبان: "هنا سنمارس الطاعة وسنتمثل بالقديس فرنسيس في نذر الفقر اﻻختياري".


الثلاثاء، 31 يوليو 2018

وداعا سيدنا اﻻنبا ابيفانيوس

أبي الشهيد
تحممت بدمك فصرت لابسا ثوب العرس.
سعيت لتسبح و ها قد صرت مع أفخر المسبحين.
لم تتعثر في الطريق بل ذهبت من أقصر طريق حيث وعود الرب لمن يحبونه حتي الموت. هكذا محبتك للقاءه في الدير عجلت بلقاءك معه في السماء.
ما خسرت شيئاً سيدي الأب المبارك، بل صرت مثالا لمن ﻻ يطمئن علي نفسه إلا وهي في حضن المسيح.
الأسوار لا تحمي و الأبواب لا تحصن و لا حماية إلا بدم الرب يسوع. هذا حصننا أما غيره فجميع الطرق مخترقة و جميع الأبواب متهدمة إلا هو. هو الطريق الذى لا يلتوي و الباب الذى يؤدي إلي الخلاص وحده معطيا مفاتيحه لأحباءه مثل أبيفانيوس المبارك الذى عمره كإسمه صاحب الوقت القصير لكنه الآن صاحب الأبدية مع الرب يسوع . أبيفانيوس كأنه الرؤية. ها قد صار رؤية سمائية للأرضيين ليتعلموا معني القول "أما أنا فصلاة"...
***
- أيها القاتل دم أبيك صارخ من الأرض المقدسة. لم تحجب آلتك الحادة وصول الأنبا أبيفانيوس إلي صلاة التسبحة لقد وصل بأمان إلي أرض التسبحة من غير أن يتعطل. و إكتمل شهداء شيهيت خمسون شهيداً. أيها القاتل ايما كنت فالرسالة إليك لتسمع.

- لعلك راهب منحرف دخله الشيطان كما دخل يهوذا فقتل معلمه. الآن تلفظك البرية في الأرض و السماء. حيث لا يرث الملكوت قاتلون. لن ينقذك شيء. ستكون علامة علي وجهك كما كانت علي وجه قايين فيعرف كل من يقابلك أنك قاتل البار أبيفانيوس . لن نعثر لأنك راهب قاتل فقد راينا تلميذاً قاتلاً من قبل و رأينا و قرأنا في التاريخ ما هو أبشع مما فعلت.قصص الخيانة و الغدر تغزو صفحات تاريخ كنيستنا من داخل و من خارج فلن تصبح أنت ظاهرة جديدة..فأنت وصمة عار لنفسك فقط.أنت تمثل القتلة و لا تمثل الرهبان في شيء لو كنت أنت القاتل.لن نستحي أن نقول أن القاتل كان يرتدي زي التقوي و هو ينكر قوتها.

لعلك زائراً للدير موتوراً لا نعرف من أين جئت و لا لماذا أنت تقضي هناك خلوة. هل جئت لحياتك أم لموتك؟ هل كنت تقصد قتل الأسقف أم قتل من يتصادف أن يعثر في طريقك المعثر. كيف دخلت و باي قلب حضرت للدير؟ لماذا كنت ساهراً تتربص حتي يخرج الأسقف من قلايته؟ أهكذا القتل أجهدك و أطار النوم من عينيك فلم تسكت حتي رايت الدم يسيل فإستراحت عيناك المشبعتين بالدناس.
Oliver كتبها

كان اﻻنبا ابيفانيوس يفضل المتكئات اﻻخيرة عمﻻ بقول المسيح.
وكان ﻻ يحب ارتداء الثياب الفاخرة بل البسيطة حتى تظنه كاحد الرهبان العاديين.

"إنزل يا أخى عن الكراسى و أتركها لمحبيها...
وكن مثلى فقد آثرت أن أكون صبياً وتلميذاً طول حياتى". ~ غريغوريوس ثيولوغوس

الاثنين، 30 يوليو 2018

صلاة حنة

عن كتاب: حياة صموئيل – ف. ب. ماير
قيل ان حنة ام صموئيل "صلت.. وبكت بكاءا ونذرت نذرا"1صم1: 11). وخليق بنا ان نتأمل في صلاتها هذه.
  1. كانت صلاة القلب:
ان عادة الكثير من الناس ان يصلوا بصوت مسموع. اما هي فقد، "كانت تتكلم في قلبها" وهي واقفة بجانب كرسي عالي الكاهن (ع26)، "كانت شفتاها فقط تتحركان"، اما صوتها فانه "لم يسمع"(ع13). هذا ينم عن انها كانت تقدمت كثيرا في حياتها الروحية، وبدأت تعرف اسرار الشركة القلبية مع الله. لم تكن صلاتها مجرد ترديد كلمات جوفاء، بل كان هناك اتصال بين الروح والروح، بين العوز ومسدد العوز، بين الجوع والشبع، بين الانسان والله، وهذا كله لا يحتاج الى كلام، لان الكلام لا يقدر ان يعبر عن "الانات التي لا ينطق بها".
  1. وكانت مؤسسة على اسم جديد لله:
لقد لجأت الى الله باسم جديد "رب الجنود" ع11، كأنه امر هين جدا لديه ان يبرز الى الوجود روحا صغيرا تدعوه ابنا. لقد طلبت منه ان يتطلع من بين ربوات الجنود، الارواح المقدسة المحيطين بعرشه، الى حزنها وكآبة نفسها.
لقد "نذرت" لله بكلمات ايّدها القانة بسكوته اومصادقته لها فيما بعد (عد30: 6-15)، وهي تتضمن في انها لم تطلب هذه النعمة ، التي لا تقدر، من اجل نفسها فقط، بل من اجل مجد الله، وان ابنها سوف يكون نذيرا منذ ولادته، يمتنع عن شرب المسكر، ولا يعلو راسه موس، ولا يتدنس جسده بلمس اية جثة.
  1. وكانت صلاة محددة:
"ان اعطيت امتك زرع بشر"ع11، "لاجل هذا الصبي صليت" ع27. تفشل الكثير من صلواتنا لانها بلا هدف. فنحن نطلقها في الهواء بلا هدف، بعد ذلك نعجب لانها عديمة الثمر. يرتبك الكثير من المسيحيين اذا ما وجه اليهم السؤال، بعد الانتهاء من صلواتهم الصباحية، عن العطية التي طلبوها في الصلاة. كثيرا ما اكتفينا بان نسأل الله بصفة عامة بان يبارك الذين نحتك بهم، دون الاشارة بصفة خاصة الى حالة اي واحد منهم. يخبرنا المؤمنون المحنكون، الخبيرون بروح الصلاة عن النتائج العجيبة التي حصلوا عليها عندما حصروا صلواتهم في طلب الخلاص لاشخاص معينين، او من اجل خير معين.
  1. وكانت صلاة بدون تحفظ:
"اسكب نفسي امام الرب" ع15. كم هو جميل ان نقتدي بحنة. نحن نفضي باسرارنا لاصدقاء نثق بهم جدا، وكثيرا ما ندمنا على هذا. وعندما نفضي باسرارنا الى الله، فكثيرا ما افضينا اليه ببعضها واحتجزنا البعض الاخر. كان ممكنا ان تنتهي كل مشاكلنا لو اننا تجاسرنا بان نسكب انفسنا امام الله دون ان ندافع عن انفسنا، او نتلمس لانفسنا الاعذار، ودون تزيين ما يتطلب الاعتراف الكامل الصريح. عندما يكون القلب منكسرا، عندما يزداد ثقل الهموم، عندما تتوتر الاعصاب بشدة اسكب نفسك امام الله، الجأ بنفسك الى الله فتستريح.
  1. وكانت صلاة المثابرة:
"وانت اذ اكثرت الصلاة امام الرب" ع12. ليس معنى هذا انها كانت تعتقد انه "بكثرة كلامها يستجاب لها"، او ان هذا ما يجب ان نعتقده نحن، ولكن عندما تتثقل قلوبنا باي امر فاننا لا نملك الا ان نصلي وننتظر الرب.
  1. فنالت صلاتها بركتها المرجوة:
لقد دخلت حنة في روح الصلاة التي لا تطلب فقط، بل تاخذ ايضا. لقد ادركت مقدما تلك الكلمات العجيبة التي تكشف عن سر الصلاة المقتدرة "كل ما تطلبونه حينما تصلون امنوا ان تنالونه فيكون لكم"(مر11: 24). في هذه الصلاة نستطيع ان نرى حصاد ما زرع في سني الالام. لقد تم لحنة حسب ايمانها. طوبى لها اذ امنت!
***
نجد  ان حنة كانت "تحرك شفاهها" فقط، اي ان صلواتها لم تكن كلمات، بل صﻻة ذهنية فقط. نفس اﻻمر نقرأ عنه في (خر14: 15) “فقال الرب لموسى مالك تصرخ اليّ" مع انه لم يذكر ان موسى صلى الى الرب في هذا الموقف، ولكنها الﻻة الذهنية او السرية او الصامتة. بالمثل في (نح 2: 4) “فال لي الملك ماذا انت طالب. فصليت الى اله السماء. وقلت للملك..”. لقد كانت صﻻة نحميا في هذا الموقف صﻻة قصيرة وصلاة قلبية. 
لم تنظر حنة الى ابنها بقلب اﻻباء او الامهات الشغوف ولكنها حولت نظرها عن العطية لتنظر الى العاطي وترفع صﻻة شكر. نحن نعرف ارتباط اﻻمهات باﻻبناء وخصوصا انه جاءها بعد طول انتظار. ولكنها بعد عامين اوفت بنذرها وقدمته الى هيكل الرب و لم تقل "اتركه ﻻتمتع به". وكأن لسان حالها يقول "سوف يكون هناك صموئيل اخر ، لكن لن يكون هناك يهوة اخر". “ليس سوى الهنا" اي انه ﻻ يقارن باحد.
وفي صﻻتها تغنت بصفات الله . تغنت بقداسته "ليس قدوس مثل الرب" وبحكمته "اله عليم" وبقوته "ليس صخرة سوى الهنا". تغنت بعدله "به توزن اﻻعمال".
وفي نهاية الصلاة تذكر نجاة اسرائيل، وكأنه سيكون على يد هذا الصبي. وليس هذا باﻻمر الكثير، فكل واحد منا له دور في بناء كنيسته ومجتمعه بل والعالم كله. هل تدرين ايتها اﻻم وايها اﻻب ان ابنك او ابنتك سيكون له دور عظيم؟
“ارتفع قرني بالله مخلصي". لقد اقام داود في هيكل الرب مرنمين وكان من ضمن اﻻدوات الموسيقية المستعملة هي القرن او البوق. ويشير القرن ايضا الى القوة.
“اسهم الجبابرة انحطمت". “كالسهام بيد القوي كذلك ابناء الشبيبة"(مز127: 5) مبارك الرجل الذي يملأ جعبته او بيته منهم، ﻻنهم ﻻ يخزون اذا كلموا اعداءهم في اﻻبواب.
“ﻻ تكثروا الكلام العالي". فهناك من جعلوا "افواههم في السماء والسنتهم تتمشى على اﻻرض"(مز73: 9). الجبابرة ضعفوا بالمرض او الشيخوخة. امتلأت بيوتهم بالخيرات وبطونهم تملأ بذخائرهم"(مز17: 12). ويوصينا الحكيم قائﻻ "ﻻ تجعل عينك (على الغني) ﻻن يصنع له اجنحة يطير كالنسر تجاه السماء"(ام23: 5).
“الشباعى اجروا انفسهم بالخبز" توقفوا عن ان يؤجروا انفسهم من اجل الخبز. ﻻنه "ليس الغنى للحكماء وﻻ الوفرة للماهر"(جا9: 11) وليس دائما عيب الفقير انه هكذا ﻻن الرب "يفقر ويغني" وللبعض "يعطي القدرة على اصطناع الثروة" ويسحبها من اخرين. 
هل نحن فقراء ؟ جيد، فلنحيا القناعة. هل نحن اغنياء؟ لنعش حياة الشكر. بعض الناس الله افقرهم ثم اغناهم كايوب. ليت اﻻنياء ﻻ يتكلون على غناهم. . وليت الفقراء ﻻ يحيون القنوط واليأس ﻻن الله يمكن ان يغنيهم.
“الرب يميت ويحي" ﻻن في "يده مفاتيح الموت والهاوية"(رؤ1: 18)، و “ﻻ يعلم احد طريق الروح"، لكننا نعلم انها تاتي من عند "ابي اﻻرواح" والذي "في يده ارواح كل البشر"، وعندما ننجو من اخطار محدقة فان الله هو من فعل ذلك. “اثنان على فراش واحد. يؤخذ الواحد ويترك اﻻخر"، وفي الحروب يقتل الواحد وينجو اﻻخر. 
يمكن ان تؤخذ هذه العبارة بمعنى ان الله يسمح لنا ان نقترب من الموت "ﻻ اريد ان تجهلوا ايها اﻻخوة من جهة الضيقة التي اصابتنا في اسيا اننا تثقلنا جدا فوق الطاقة حتي ايسنا من الحياة"(2كو1: 6). ليس عسير على الله ان يحيي حتى العظام اليابسة (حز34).
“يرفع ويضع". ان الرب يعطي "نعمة للمتواضعين" وهو ايضا "يرفع البائس من المزبلة..”. لذلك فاﻻحرى بنا ان نتواضع "تحت يد الله القوية فيرفعنا في زمن اﻻفتقاد".
“وزن اعمدة الارض", ان الله يحمل الخليقة كلها، وهو ﻻ يزال يقيمها ويحفظها، وما يمكن ان يفعله الله في الممالك يفوق تصوراتنا. انه "يعلق اﻻرض على ﻻ شئ"(اي26: 7). ويمكن ان نعتبر ان اﻻمراء والرؤساء هم اعمدة اﻻرض.
“الرب ارعد". وبالفعل تم ذلك في (1صم7: 1). لكن لدينا سبب ﻻن ننظر الى ابعد من هذا اي الى المسيح ابن داود.
“يحفظ ارجل اتقيائه". اي يحفظ الجزء السفلي من الجسم وباﻻكثر الراس والقلب اي يعيش اﻻنسان بدون ندم. حتى اﻻشياء التي تبدو اقل اهمية وتافهة في حياتنا الرب يهتم بها. “ﻻ يسلم رجلك للزلل". “من قبل الرب تتثبت خطوات اﻻنسان. ايضا اذا سقط ﻻ ينطرح.”
الجبابرة ضعفوا بالمرض او الشيخوخة. اما اﻻشرار فيصمتون في لظﻻم" انهم يعاقبون بالعمى والبكم، غير قادرون على رؤي طريقهم او ان يقولوا شيئا. ان ذلك يذكرنا بما قيل في مثل ثياب العرس "كيف دخلت الى هنا. فسكت". 
“مملكة الرب سوف تسود اطراف اﻻرض". ان مملكة داود قد اتسعت لتشمل مناطق كثيرة، لكنها لم تصل الى اطراف اﻻرض اما مملكة المسيح فانها اتسعت لتمﻻ المسكونة (دا9). “اذهبوا الى العالم اجمع"(لو22: 43). مملكة المسيح سوف يسودها السﻻم وسوف يخضع اﻻعداء للرب ولمسيحه.