كان يبكي كل يوم على خطاياه، يغسل حياته بالدموع، شاعرا ان كل عضو من اعضاء جسده قد اخطأ.. كان دائما يقول لنفسه:
- لماذا لا تنوح يا شقي؟
لماذا لا تنوح يا مسكين؟
حقا انك ان لم تبك هنا طائعا ، فأنت ستبكي هناك كارها!
لقد كان يثابر و يتعب نفسه و جسده في صوم و سهر.. لا يكف و لا يهدأ !!
و كان له رجار يسمعه، و يتعجب من امره قائلا كيف يعذب هذا الانسان ذاته! و طلب هذا الجار في لجاجة ان يكشف الله له ليعرف حقيقة هذا الانسان! و هل هذا النوع من الجهاد مقبول امام الله ام لا!
لقد ابصر هذا الجار في حلم ذاك القديس المثابر و هو واقف بين جماعة الشهداء .. و ملاك من السماء يقول:
"هذا هو المجاهد الصالح الذي يعذب نفسه من اجل المسيح"
نعم ما اجمل تلك الكلمات التي يرددها الكاهن في القداس الغريغوري .. "الخطاة الذين تابوا احصهم مع مؤمنيك. مؤمنوك احصهم مع شهدائك"