شروع فى قتل
الصلا ة تمنع الخطية
++في بداية خدمة احد الكهنه بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة , دخل عليه رجلا في الستين من العمر تقريبا وهو من رجال الاعمال وكان الكاهن وحده في الكنيسة في ذلك الوقت ,,
- اهلا يا ابونا .. انا رجل الاعمال فلان ..
+ اهلا بحضرتك
- انا عايز اعترف علشان مش عارف اقابل اب اعترافي اللي في كنيسة بعيدة ..
+ اهلا وسهلا
- وبعد صلاه ابانا الذي .. بدا الرجل في سرد اعترافه بسرعه ولم يقاطعه الكاهن اذ كان يبدو علي عجله ,, وعند نهايه اعترافه نطق باخر خطية وكانت ........ ؟ !
- دفعت فلوس يا ابونا لولد عاطل علشان يقتل انسان خلال الاسبوع الجاي ! بسرعه قذف بالاعتراف الاخير وبكل هدوء ورزانه كانه لم يقل شيئا
+ حضرتك بتقول قتلت انسان ؟
- لا يا ابونا لسه لكن خلال الاسبوع دة ؟
+ ازاي بس .. ازاي ؟
- باختصار يا ابونا الراجل ده واحد مبتدئ في السوق واخذ مني شغلانه بطريقه غلط وعشان كدة لازم يموت علشان يبقي عبره لغيره .
- واحتار الكاهن ولم يعرف ماذا يقول !!
+ وقال ده قتل انسان .. مش حيوان !
- لا يا ابونا ده ما يساويش حيوان .
+ ازاي حضرتك عايز تاخد حل بالتناول وفي خطيه قتل مع سبق الاصرار . مش ممكن تتناول .. مش ممكن يا ابني .
- ازاي مش ممكن ؟ !
+ ده حتي حضرتك معندكش ندم ولا توبه يبقي ازاي عايز تحليل . لازم توقف الخطية دي .. او المصيبة دي .
- مش ممكن يا ابونا .. اصلك مش فاهم .
انا اعطيت الولد 5 الاف جنيه .. وباقي حوالي 10 الاف بعد التنفيذ .. والمسائل دي ما فيهاش رجوع .. يعني الاتفاق يبقي زي العقد وحتي لو جيت ارجع في كلامي فلن يرجع الولد في كلامه . ضاق الكاهن وصارت كلماته اكثر حسما وصوته جريئا جداا .
+ لازم تعمل حاجة .. ما ينفعش اللي انت بتقوله ..
ازاي بس عاوز تتناول .. انا شايف ( سامحني ) دي جرآة من حضرتك انك عاوز تتناول ومصر علي الخطية اسف مش ممكن اقرا التحليل لحضرتك .
- الم يقل السيد المسيح كل ما تحلونه علي الارض يكون محلولا في السماء
+ بشرط التوبه طبعا والا سوف يكون هناك حلا بالزنا والقتل والسرقه والمسيح نفسه قال في الوصيه لا تقتل
تركني الرجل ولم يبد اي اهتمام وانطلق خارجا ولم تبد منه كلمه اخري . مجرد انه خرج هكذا بكل بساطة ..
وانا ايضا لم استوقفه اذ بدا.. مصرا علي موقفه ولا يريد الاستماع .
انصرف الرجل تاركا الكاهن في ضيق شديد فاخذ يحدث نفسه :
+ كيف اوقف هذا .. الموقف اكبر مني .. اعتدت في مثل هذه المواقف ان اجد المساندة من اب اعترافي ولكنه ذهب اجازة لماذا يسافر الان ؟ وانا في اشد الاحتياج للحديث معه واخراج ما في صدري ,, فاسرعت الي هيكل الشهيد العظيم وقبلت ستر الهيكل وقبضت عليه بيد قويه وبدات اصلي ..
ازاي يارب .. ازاي ده يحصل وانت ضابط الكل .. لازم تتدخل وتوقف الجريمة ورغم تعبي الشديد , شعرت بصوت داخلي يقول لي .. ربنا سمح لك بكل هذا علشان تصلي بجد .
ظللت 3 ايام متصله اصلي بلجاجة من اجل هذا الموضوع طوال الوقت , وكانت لي طلبة واحده اكررها .. انت يارب تقدر تتصرف .. اكيد تقدر تعمل حاجة . امال الملاك ميخائيل بيعمل ايه ؟ طيب مارجرجس وابو سيفين .. واحد منهم بس ارجوك يارب , ارجوك اعمل حاجة .. انا تعبان وانت ابويا .
يواصل الكاهن حديثه فيقول :
بعد خمسه ايام من مقابلتي لرجل الاعمال , كنت جالسا في القاعه من اجل اخذ الاعترافات . واثناء الاعتراف دخل علي شابا طويل القامة مقتحما النظام قائلا :
عايزك يا ابونا في موضوع مهم .
حاضر ممكن تنتظر شويه لغايه ما اخلص
لا عايزك دلوقتي
وامام وجهه الجامد لم استطع ان ارفضه فاخذته جانبا وبدا يتكلم .
- انا مش بتاع كنايس .. وساكن بعيد جداا .. ومن الاخر ماعرفش ربنا .. وقلبي ميت وكل فلوسي من الحرام .
- ولاول مرة في حياتي اشعر اني عايز اتكلم مع قسيس حتي لو بيني وبينه مسافه شبر ..
- انا كنت قلقان جداا واللي هاقوله صعب وقلت لنفسي اختار كنيسة بعيدة , انا لا اتذكر كنيسة بعيدة .. فجيت هنا ولقيتك وعايز اقولك حاجة حصلت من عشره ايام
+ اتفضل يا ابني .
- جاني واحد من ( الكار ) يعني زميل فساد وفاتحني في شغلانه نعملها سرا مقابل 15 الف جنيه ناخد مقدم 5 و10 بعد النهاية .. باختصار رجل اعمال عايز يتخلص من منافس ليه في لقمة العيش واحنا الوسيله . فرحت بالشغلانه وخاصه ان الدنيا كانت ناشفه وده مبلغ كبير . وبدانا نراقب الزبون وكل شئ بالتدقيق .. والعملية كانت سهله ! ..
+ وشرح لي الشاب خطه القتل ..
وشعرت بنبضات قلبي آخذه في السرعه .. ثم قال لي يا ابونا لاول مرة في حياتي الاقي نفسي مش عاوز .. مش عارف .. من يومين وانا متوتر .. لازم انفذ ومش قادر انفذ .. واتكسف اقول لشريكي لا يسخر مني ام يجد شريكا اخر .. وبعدين سمعتي هتبقي في الارض .
استجمعت كل قوتي و صارحت شريكي الذي فاجاني هو الاخر بعدم رغبته في العملية دي ومتشائم منها .
والعجيب يا ابونا ان شريكي ده ليس افضل مني في شئ ولا يعرف ربنا ولكن ما ادهشني انه قال .. باللفظ الواحد .. ان ربنا مش عايزنا نعمل كده .
ربنا ؟ منذ متي ؟ احنا اساسا مش بنذكر اسم ربنا الا في السب والحلفان ولكن ربنا يمنعنا ؟ كلمات عجيبه وجديدة ولكني ارتحت جدا , فانا وشريكي اتفقنا علي الخير لاول مرة في حياتنا .
واتي الليل علي في الفراش وذهب القلق بعيدا لكني حسيت بصوت بيقول لي لازم تحكي لقسيس لازم تروح لكنيسة تقول كل الي جواك وتنور شمعه للعدراء وزي ما قلت لك دورت علي كنيسة بعيدة .
لكن يا ابونا في مشكله 5 الاف جنيه اتصرفوا .
+ ولاول مرة اخرج عن صمتي وقلت له :
مش مهم .. مش مهم يا ابني .. كل ده كان حرام في حرام دي فلوس حرام
- بص يا ابونا انا مرتاح دلوقتي ورايح اولع شمعه
+ اسمك ايه يا ابني انا معرفتهوش ؟
- مش مهم يا ابونا الاسم
+ طيب عنوانك ؟
- ولا ده اقدر اعطيه لك
+ طيب اطمن عليك ازاي ؟
- ربنا يسهل .
+ وفشلت كل محاولاتي في معرفه اي شئ عنه وذهب وتواري ولم اراه ثانيه ولكن كنت في غاية الفرح واخذت اشكر الله من كل قلبي انه استجاب لصلاتي انا الضعيف .ويضيف الكاهن : بعد شهر من هذه الواقعه دعيت لخطبة في منزل واثناء الخطبه وجدت امام عيني رجل الاعمال الذي ابتسم وحياني من بعيد وبعد نهاية الصلاه جذبني من يدي واخذني جانبا وهمس لي : - يا ابونا احب اطمئن قدسك الولد طلع نصاب واخذ الفلوس وما عملش حاجة .. اكيد .. اكيد قدسك صليت
+ لم اجب علي تعليقه بل قلت له :
لسه شايف انك لم تخطئ بعزمك علي القتل ؟
- فعلا يا ابونا كنت اعمي وكان معاك حق لكن ربنا ستر ولم يتمم حماقتي وانا اعترفت تاني .. واب اعترافي سمح لي بالتناول بعد فترة واعطاني عقوبه ووعدته الا افكر في مثل هذه الامور .
ان كانت حروب الشيطان قويه وشعرت بعجزك عن مقاومتها , فثق ان قوة الله قادرة ان تحميك وتبعد الخطية عنك او تغير قلبك فترفضها .
وان كنت تري احد احبائك منغمسا في الخطية ويرفض سماع صوت الله او ساقطا في يأس ومستسلما للخطية ,, فاعلم ان الصلاه تستطيع ان تخترق كل الحواجز وتنقذ الضعفاء والمحتاجين ,, لذا لا تكف عن الصلاه من اجل كل المعذبين من الخطية مهما فرضتها او حتمتها الظروف او كان الشيطان قد القي شباكه علي الفريسة من كل جانب.