يا أبانا السماوي،
يا من بيدك روح كل حي، وبأمرك الحياة والموت.
لقد شاءت إرادتك أن تأخذ من أفراد هذه العائلة : المحبوب (ة) .....
وليس لنا إلا أن نخر ساجدين خاضعين لكل ما ترسمه أحكامك، ومن يستطيع أن يتذمر على أعمال عنايتك التي لا تُدرَك، إنما نطلب تعزيات نعمتك، حتى نبارك اسمك في حال الشدة كما في حال الرخاء، ونشكر لأنك في أوقات أحزاننا ومع كثرة خطايانا نقدر أن ننظر إليك كأب حنون ونتكل على رحمتك ونثق بمحبة إبنك الحبيب، وتعزيات روحك القدوس عالمين أننا في دار غربة نترجى الحياة العتيدة الأبدية حيث لا حزن ولا دموع ولا خطية.
يا إله العزاء والرأفة نتوسل إلى حنوك الأبوي أن تهب عبيدك روح العزاء والصبر وتعزي قلوبهم وتساعدهم ليسلموا أمرهم لإرادتك وليعلمهم روحك الأقدس أن لا يحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم. ليتك تعلمنا بأننا سائرون في الطريق التي سلك فيها جميع آبائنا وأننا لابد أن نموت ونكون كالماء المُهراق على الأرض الذي لا يُجمَع أيضًا 2صم (14: 14) حتى نرى بأعيننا بطلان العالم. عرفنا قصر زمان غربتنا وامنحنا نعمة لنكون فيها ساهرين كعبيد ينتظرون قدوم سيدهم، وأحقاؤهم ممنطقة، وسرجهم موقدة. ليرشدنا روحك القدوس لنسلك أمامك بالقداسة والبر كل أيام حياتنا.
نبارك اسمك الصالح لأنك بموت إبنك الحبيب مخلصنا يسوع المسيح أبطلت الموت وكسرت شوكته، وبقيامته أكدت لنا أن الذين يرقدون وهم مؤمنون يقومون أيضًا ويحضرون أمامك. أنت الذي نقلت عبدتك صفاء فاستراح جسدها من أتعاب الدنيا وعادت روحها إليك في موضع الأمن والراحة، فلتكن أختي -رفيقة عمري -سعيدة أمامك ولتنضم إلى جماعة الذين اخترتهم وقبلتهم في ديارك، إلى أن تقوم أخيرًا بغير فساد إلى الحياة الأبدية. لأنك لم تخلقنا للغضب بل لإقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح الذي لك معه ومع روحك القدوس كل مجد وإكرام من الآن وإلى الأبد آمين.
من صلوات الكنيسة