الصلاة هى العمل الروحي الذي يبدأ الإنسان في تعلُّمه منذ نعومة أظافره حيث يبدأ برشم الصليب بـِاسم الآب والابن والروح القدس.. وكأننا نُعلِن عن النظام الثلاثي لشكل صلواتنا المُتعدِّدة. وقبل أن نعرف ذلك في أشهر صلواتنا، أدعوك لنتعرّف على شكل مقدمة صلواتنا، نحن في المقدمة نُصلِّي بثلاث قطع وكأنها الملابس المناسبة لكل من يريد أن يدخل إلى حضرة الملك في الصلاة.
القطعــة الأولـى: الصلاة الربانية وهى بمثابة "الثوب" الذي نلبسه في هدوء وبهجة دون تسرّع أو إهمال...
القطعــة الثانيــة: صلاة الشكر وهى تُمثِّل "المنطقة" (حزام الوسط) حيث نحيط بالشكر كل أمورنا وأعمالنا وحياتنا...
القطعــة الثالثــة: مزمور التوبة وهو بمثابة "الحذاء" الذي نستخدمه لنسير دون أن تُجرَح أقدامنا من أشواك هذا العالم.
الصلاة الربية هي الصلاة الاكثر شيوعاً في كل عبادتنا لأنها صلاة الكنيسة الرسمية وقد سمَّاها الآباء "صلاة الصلوات" وقد دعاها البعض "مختصر الإنجيل" إذ هى مناسبة لكل مواقف الحياة حيث يخاطب بها الإنسان اللَّه حسب مشيئته هو. وسوف تندهش معي عندما نتعرّف على الثلاثيات الموجودة في هذه الصلاة القصيرة.
الصلاة الربية هي الصلاة الاكثر شيوعاً في كل عبادتنا لأنها صلاة الكنيسة الرسمية وقد سمَّاها الآباء "صلاة الصلوات" وقد دعاها البعض "مختصر الإنجيل" إذ هى مناسبة لكل مواقف الحياة حيث يخاطب بها الإنسان اللَّه حسب مشيئته هو. وسوف تندهش معي عندما نتعرّف على الثلاثيات الموجودة في هذه الصلاة القصيرة.
أولاً: افتتاحيــة الصــلاة: " أبانـا..."
1- هناك " أب ": وهو أجمل تعبير عن علاقة البشر باللَّه، فالصلاة نعتبرها حديثاً عاطفياً وجدانياً بين ابن وأبيه دون خجل أو مواربة...
2- وهو " آب لنا ": جميعاً... وكل البشر أبنائه، وبالتالي فالبشرية أسرة واحدة.
3- ونحن " إخوة ": لأن شعورنا بأبوة اللَّه يجعلنا نعيش الأخوّة البشرية التي تعطينا تساوياً في الحقوق والواجبات.
ثانيـاً: ثـلاث طلبات نمجِّـد بهـا اللَّـه
1- ليتقدَّس اسـمك: ونقصد بها تقديم الشكر والاعتراف والتمجيد لاسم اللَّه وإعلان قدسيته في كل أعماله، كما نقصد بهذه العبارة أيضاً تكريم اسم الرب بأعمالنا وتصرفاتنا، ولا ننسى أن اسم الرب برج حصين.
2- ليأتِ ملكوتك: وهذا تعبير عن استعدادنا لمجيء المسيح المنتظر، كما أن هذه العبارة تؤكد اشتياقنا للحياة الأبدية وكأن كل مؤمن يصـرخ قائلاً: "اذكرني يارب متـى جئت في ملكوتك".
3- لتكن مشيئتك: نُصلِّي بهذه العبارة في ثقة كاملة بأن مشيئـة اللَّه أفضـل من أي شيء آخر... طالبين أن تعمـل مشيئته فينا وهذا يضعنا في حالة تسليم تـام لمشيئته الصالحة لحياتنا.
وتلاحظ معي أن هذه الطلبات الثلاثة ترتبط أيضاً بالزمن، فتقديس الاسم هـو منـذ الأزل، كما أن مجيء الملكوت ممتد نحو المستقبل، أمَّا تكميل المشيئة فهو يختص بالحاضر.
ثالثـاً: ثـلاث طلبـات تخـص حيـاة الإنسـان
1- طلب الخبز: (خبزنا كفافنا أعطنا اليوم) والخبز ــ أي لقمة العيش ــ هو ضروري لقيام الحياة وهكذا نضع حاجات الحاضر أمام اللَّه وهذا في حد ذاته اهتمام بحياة الإنسان على مستوى الجسد وحاجاته.
2- طلب للغفران: ( وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمُذنبين إلينا ) ونحن بذلك نضع الماضي في حضرة اللَّه ونعمته الغافرة حيث نسامح الآخرين عن خطاياهم فيغفر لنا أبونا السماوي خطايانا.
3- طلب للمعونة: ( ولا تدخلنا في تجربة لكن نجّنا من الشرير ) وقت التجربة حيث نضع المستقبل بين يدي اللَّه إذ نسأله أن يحمينا من تجارب الشيطان ومحارباته الشديدة.
رابعاً: ثـلاث عبـارات مُتفرِّقـة :
1- كما في السماء كذلك على الأرض: فكما تتم مشيئة اللَّه في السماء وبصورة كاملة الكمال، فإننا عندما نعيش بالوصية ونتمِّم مشيئة اللَّه على الأرض فتصير كأنها سماء.
2- بالمسيح يسوع ربنا: هى عبارة أضافتها الكنيسة لكي نُصلِّي بها في ختام الصلاة الربانية لتوضّح لنا شخصية من فدانا وقدم لنا الخلاص بصليبه.
3- كلمـة " آمـين ": وهى كلمة عبرانية معناها "استجِب" يارب جميع طلباتنا، ولـمَّا كان الرب يسوع اسمه الآمين (رؤ 14:3) كانت هذه الكلمة خير ختام للصلاة الربانية وجميع صلواتنا.
أتركك الآن لتتأمل هذه الثلاثيات في صلاة واحدة...
عن كتاب "الحياة ثلاثيات" - قداسة البابا تواضروس الثاني