جاء المسيح ليحررنا (يو32:8ـ36) وطلب منا أن لا نعود للخطية نُستعبد.
فطالما نحن عبيدًا لله، فنحن أبناء لله، نعيش في بيت الله الى الابد.
في بيت أبينا. نعيش في فرح وفي ملء البركة والمجد، والملكوت المعد.
أما من يرفض كالابن الضال فهو يخرج من بيت أبيه إلى المجاعة في الخارج ولابليس يستعبد ولبركات الله يفقد.
والآن هناك من يفهم الحرية خطأ، ويظن أن الحرية هي في ممارسة الخطية والعيش للذات الجسد.
أما الابن الذي يحيا يعبد الله طائعًا وصاياه فيبقى في بيت أبيه مستمتعًا بالأحضان الأبوية، والعناية الإلهية.
لا يعود يخاف من شئ فهو في يد أبيه الإله القوى، لا يخاف إنسان ولا يخاف من الغد ، من همومه يتحرر.
من يستعبد نفسه لله، لن يعود يهتم بالناس بل برضى الله وحده يتقيد،
لن يُستعبد لبشر ولن يهتم او يتكدر.
بل سيتحرر من العواطف البشرية، لأنه قد أحب الله اكثر من الاهل والخل والاحباء.
من يستعبد نفسه لله سيفتح الله عينيه على أمجاد السماء فلا يعود يشتهى شيئًا في الأرض.
ويقول كما قال أغسطينوس: " جلست على قمة العالم عندما صرت لا أشتهى شيئًا في العالم".
***
تعرفون الحق والحق يحرركم: (يو32:8(
طريق الحرية الحقيقية هو معرفة الحق.
والمسيح هو الحق" أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو6:14).
والآب هو الحق، والسماء حق.
أما الأرض بكل ما فيها فهى باطل الأباطيل (سفر الجامعة).
والأرض بكل ملذاتها ومجدها هي باطل، هي قبض الريح، هي سراب،
نسعى وراءها ولا ندرك شيئًا سوى أن نُستعبد لشهواتها العمر كله.
أما من يتذوق معرفة الله الحق ويتذوق لذة السمائيات فيجد لؤلؤة كثيرة الثمن
يمضى ويبيع باقى اللآلئ التي صارت بلا قيمة عنده، لا يعود يجرى ورائها ولا يهتم بها.