الخميس، 3 أغسطس 2017

هل يجوز ان تتناول المرأة وهي حائض؟



عن محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث القيت في الكلية الاكليركية يوم 28 اكتوبر 2003م.
يقول جورج حبيب:
"وبعد هذا اتعجب كل العجب ويملأني الحزن والاسى ان اسمع الكهنة يمنعون المرأة من التناول، سواءا اكان عليها دمها الشهري، او في فترة الحيض، او دم ولادتها في فترة النفاس، ويعتبرونها نجسة، يا الهي!!! بعدما قدسها المسيح وجعلها عضوا في جسده، وبعدما اعتبرت في المسيحية شبه كنيسة تلد اولادا في المسيح؟ وهل يتناول ولدها وهو ابن ثمانية ايام، وتحرم هي اربعين يوما او ثمانين؟ ونرجع بذلك الى ناموس العهد القديم الذي عتق وشاخ، وتحتقر المعمودية التي صيرت المرأة مقدسة. الم يقرأ الكاهن في الانجيل كيف لمست نازفة الدم المسيح رغم انها كانت تنزف؟"
الاجابة:
ايتها النساء لا تذهبن الى التناول وانتن بدم الحيض. المرأة في دم الحيض تمنع من الذهاب الى الكنيسة ، ولا تذهب الى الهيكل لكي تتناول. هذا المنع ليس للمرأة فقط وانما للرجل ايضا. الرجل ذو السيل، يعني الذي يسيل من جسده شئ، سواء كان يسيل منه دم او يسيل منه شئ جنسي، يمنع من التناول. وبالنسبة لحضور الكنيسة يجب عليه ان يغتسل، ويظل طول النهار لا يستطيع ان يدخل الكنيسة. هذا الامر موجود في لا15 وفي عد5 . فكيف يمكن ان المرأة تتناول من جسد المسيح ودمها يسيل؟!
هذا الامر هو فكر جورج حبيب ايضا، وكان يدرسه في اكليركية طنطا.. نحن نكرم المرأة كل الاكرام، ولكن من اكرام المرأة اننا لا نتملقها ولا نخدعها، ولا نقول لها تعالي بدمك وتناولي. 
واتذكر هنا اية جميلة جدا في (لو2) عن السيدة العذراء 
"ولما تمت ايام تطهيرها جاءت الى الهيكل وقدمت محرقة". 

اذا كانت العذراء التي حبل بها بغير زرع بشر، والروح القدس قدس مستودعها، وحل عليها وكون جنينا في داخلها خضعت للناموس واتمت الوصية. هل هناك تطهير لكلية الطهارة؟ لكن هي اطاعت ناموس.
ولا نقول "الناموس عتق وشاخ"- جورج حبيب في كتب كثيرة له يهاجم الناموس بمنتهى العنف. ويقول كيف يتناول الطفل في اليوم الثامن من ميلاده، ولا تتناول امه؟ 
بينما في الحقيقة، الطفل لا يتناول الا بعد 40 او 80 يوم. فالمعودية تقدس الكل، لكن حالة الانسان الروحية والجسدية لا نستطيع ان نتجاهلها. الانسان الذي يتقدم للمناولة لابد ان يكون طاهرا جسدا وروحا.
اما بخصوص المرأة النازفة الدم. هي لم تكن نازفة بعادة شهرية ولا هي في فترة نفاس. حتى لو نزف رجل في المستشفى لا نستطيع ان نناوله ولا نقول عنه انه نجس . لكن لا يأخذ دم المسيح وهو ينزف.
+ + +
سؤال: اعرف كهنة تعطي الحل بكل هذا، بل اكثر من هذا ان تعطي الحل بالتناول. ما رأى قداستكم؟
جواب: لا حل لكاهن ان يعطي الحل بهذه الامور، وهذه تذكرني بشخص جاءني يوما يريد ان يتزوج زيجة لا يوافق عليها الكتاب ولا قوانين الكنيسة، فقلت له وضعك غير قانوني، فرد عليّ قائلا "وانتم في ايديكم الحل والربط". نحن ليس لنا سلطان حل خارج تعاليم الكتاب المقدس.. والمفروض ان الاباء لا يعطون الحل خارج قوانين الكنيسة.
+++
سؤال: انا مقتنع بعدم تناول المرأة النازفة، ولكن لماذا تمنع من دخول الكنيسة، فهذا ليس خطية، مثلما يحدث مع الرجل في الامور الجنسية، فهذا شئ طبيعي يحدث بدون اثارة او شهوة.
الاجابة: 
انا قلت لكم ان الرجل الملوث بافرازات جنسية لا يدخل الكنيسة، وكما قلت لكم لابد ان يكون طاهرا جسدا وروحا - الاثنين معا. في كل الاحوال لا يتناول الا اذا اغتسل والكتاب يقول:

"كل رجل يكون له سيل من لحمه فسيله نجس. يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا الى المساء. (لا15)

صدقوني لو سلكنا في هذا التساهل لاصبح الاحتراس في التناول غير موجود. الكنائس الغربية بدأت تتساهل مع الشعب الى ان فقدت الحرص وفقدت ايضا التقاليد القديمة.

س: قداستكم تقول اننا لم نأكل "الطبيعة الالهية" في سر الافخارستيا وانا مقتنع بذلك. لك ماذا نأكل؟
الاجابة:
انت تأكل جسد المسيح ودمه لانه قال "هذا هو جسدي.. دمي" لم يقل "من يأكل لاهوتي" صحيح ناسوته متحد بلاهوته، لكن لاهوته لا يؤكل.