الشيخ نصر الدين رجل حكيم لكنه في بعض الأحيان أحمق، دعى من قبل شيوخ القرية للتحدث في مسجد قريتهم لمدة ثلاثة أسابيع متتالية. واذ كان الشيخ مغرورا بعض الشئ أهمل إعداد الخطبة. في صباح اليوم الأول، وقف على باب المسجد، ونفخ صدره وسأل الحاضرين: "يا احبائي، من منكم يعرف عما سأتكلم؟" نظر الجميع إلى أسفل وقالوا: "نحن اناس بسطاء. نحن لا نعرف عما ستتكلم". ألقى الشيخ عباءته على كتفه وانصرف وهو يقول لهم:
"حسنا، ليست هناك حاجة لي هنا"
في الأسبوع التالي تجمع الناس مرة اخرى. تقدم إلى الأمام، ونظر الى الحاضرين وسأل: "يا احبائي، من منكم يعرف عما سأتكلم؟" وهذه المرة قالوا: "نحن نعرف! نحن نعرف عما ستتحدث ! " عندئذ ألقى الشيخ عباءته على كتفه وقال: "حسنا، لا حاجة لي هنا"، وسار الباب.
في صباح الأسبوع الثالث، لم يعد الشيخ مهتما بالاستعداد لالقاء الخطبة. سار بثقة إلى الأمام وتوجه إليهم وسأل مرة أخرى: "يا احبائي، من منكم يعرف عما سأتكلم؟" هذه المرة كان لديهم خطة! قال نصف الناس "نحن فقراء بسطاء. نحن لا نعرف". اما النصف الآخر فقالوا:" نحن نعرف! نحن نعلم عما ستتحدث! " صمت الشيخ للحظة ثم قال:" إذا من منكم يعرف يقول لمن لا يعرف، وليست هناك حاجة لي هنا ". وانصرف.