الكلاب من الحيوانات الاليفة، وهي تعيش مع
الناس وتخدمهم. وللكلاب فوائد كثيرة. لذا لا يستغنى عنها الناس.
توجد في بلاد سويسرا.جبال عالية تغطيها
الثلوج خصوصا ايام الشتاء. ويصعب السير فيها. الا في ممرات خاصة. مثل ممر “سان برنار”.حيث
توجد اماكن للاستراحة وتقديم الاسعاف، يشغلها رهبان يعتنون بالمسافرين ويحتفظون
بنوع من الكلاب الكبيرة التي تسمى كلاب "سان برنارد"، يعلقون في عنقها
امدادات من الغذاء ويرسلونها في الجبال للبحث عن التائهين والمتعبين، حيث تقدم لهم
الامدادات اللازمة. واذا كان المسافر يرقد على الارض ويكاد يتجمد فان الكلب يرقد
فوقه، فيكسبه حرارة من جسمه تمكنه من النهوض
ومواصلة الرحلة. ويقال ان احد هذه الكلاب انقذ حوالي 70 شخص من الموت المحقق.
ان كان هذا الكلاب قد انقذ اشخاصا كثيرين ،
فانه يمكننا ان نعمل اعمالا اعظم منه. فالكلاب يمكنه تخليص حياة الناس. ولكن الله
يمكنه ان يستخدمنا لخلاص انفسهم من الهلاك الابدي.
وكلاب "سان برنار"، تعلمنا درسا عن
الواجب اليومي الذي نقوم به. فهي تخرج يوميا في البرد القارس للبحث عن
الضالين.وواجب كل مسيحي ان لا يستريح حتى يخبر بمحبة الله كل من يقابلهم.
كان يوجد خادم امين للرب لا يذهب الى بيته ان
لم يفتش عن نفوس ضالة ويرشدها الى حظيرة المسيح. ومرة لم يصادفه احد لكي يكلمه،
فلم يعد الى منزله وسار في الطريق حتى صادف شخصا، فابتدأ يكلمه عن المسيح، وعلم
منه انه كان مزمعا ان ينتحر، لولا انه قابله وارشده، وبذا خلصه ليس من الموت
الجسدي فحسب، بل ومن الهلاك الابدي ايضا.
ولا يمكننا ان نرسل الكلاب الى الجبال الا
بعد تزويدها بمؤونة وتمرينها على حملها. هكذا بالمثابرة والتدريبات الروحية يتمرن
الانسان حمل الاوزان الاثقل فالاثقل تدريجيا، قال الرسول "ادرب نفسي ليكون لي
ضمير صالح" و ايضا قال النبي "جيد للرجل ان يحمل النير منذ صباه".
الكلاب تحرس البيوت، وتحرس قطعان الماشية
التي تشعر بالامان في وجودها معها ، وهكذا يمثل الكلب الامانة واليقظة في الخدمة
والشعور بالمسئولية.
ذهب واعظ الى الكنيسة وكان اليوم باردا
وممطرا، فلم يحضر الى الكنيسة سوى شاب صغير، فلم يستهن الواعظ به، بل قام بالوعظ
كالمعتاد وكأن الكنيسة بها شعب غفير. وبعد عشرين عاما ، دخل رجل غريب الى الكنيسة
وقابل الواعظ وذكره بعظته من عشرين عاما التي وعظ فيها لفرد واحد. عرفه انه هو هذا
الغريب وحدثه كيف انها اثرت فيه، حتى انه ذهب
لبلاد كثيرة في افريقيا ليبشر باسم المسيح. وكان هذا الشخص هو داود لفنجستون .
والكلاب مخلصة ولديها وفاء شديد لصاحبها.
وبالرغم من خدماتها الكثيرة فانها لا تستنكف ان تجلس تحت المائدة تتناول الفتات
الساقط (مر7: 25- 30).