الدوسيتية كما كلمة يونانية تعني " يبدو"، " يظهر"، وتعني الخيالي، وهي هرطقة ظهرت في القرن الأول، في أيام رسل المسيح وتلاميذه، وقد جاءت من خارج المسيحية، وبعيدًا عن الإعلان الإلهي، وخلطت بين الفكر الفلسفي اليوناني الوثني والمسيحية، وقد بنت أفكارها على أساس أن المادة شر، وعلى أساس التضاد بين الروح وبين المادة التي هي شر، في نظرها. وبالتالي نادت بأن الخلاص يتم بالتحرر من عبودية وقيود المادة والعودة إلى الروح السامي. وقالت أن الله، غير مرئي وغير معروف وسامي وبعيد جدا عن العالم، ولما جاء المسيح الإله إلى العالم من عند هذا الإله السامي ومنه، وباعتباره إله تام، لم يأخذ جسدا حقيقيا من المادة التي هي شر، لكي لا يفسد كمال لاهوته، ولكنه جاء في شبه جسد، كان جسده مجرد شبح أو خيال.
ولم يكونوا مجرد جماعة واحدة بل عدة جماعات، فقال بعضهم:
1 - أن الأيون، إي الإله، المسيح، جاء في شبه جسد حقيقي.
2 - وأنكر بعضهم اتخاذ أي جسد أو نوع من البشرية على الإطلاق. أي كان روحًا إلهيًا وليس إنسانًا فيزيقيًا.
3 - وقال غيرهم أنه اتخذ جسدا نفسيا عقليا، وليس ماديا.
4 - وقال البعض أنه اتخذ جسدًا نجميًا.
5 - وقال آخرون أنه اتخذ جسدا ولكنه لم يولد حقيقة من امرأة.