ترك الصراع الذهني والروحي الين في غاية الارهاق. اخيرا راحت في النوم بقدر ما استطاعت ان تبقى رأسها على الوسادة. ايقظها الرنين المستمر للتليفون. بينما تتناول معطفها لمحت الساعة وبعد ذلك تنبهت الى الوسادة بجوارها على الفراش. الساعة الثانية بعد منتصف الليل وشاد ليس بالمنزل. رعب مفاجئ اجتاحها، وارتعشت يداها وهي تضع هاتفها على اذنها.
"انسة ستيوارت؟"
"مرحبا"
"معك على الهاتف مستشفى - . اخوك اصيب اصابة خفيفة وهو هنا الان. انه يسأل عنك. هل يمكنك المجئ؟"
"نعم – اوه، نعم، سوف اكون هناك حالا!"
ارتدت ملابسها في عجلة محمومة. اخوها - شاد بالطبع. انه سوف يعطي اسمه يطلب منهم ان يتصلوا بها وسوف يظنون انها اخته بسبب تشابه اللقب.
طلبت الين من السائق ان ينطلق بأقصى سرعة ممكنة، جلست في المقعد الخلفي وحاولت ان تصلي. يمكنها ان تهمس خلال شفاه مغلقة "اوه، شاد انتظرني- اني اتية لك".
هرعت الى المستشفى. اعطت اسمها الى الموظف. دلّها على غرفة حيث اوقفها موظف امن يرتدي ملابس بيضاء.
"انسة ستيوارت؟ اخوك طلبك. سوف نأخذك اليه. اهدأي من فضلك".
"هل هو – هل هو بحالة سيئة؟"
"لا يمكننا معرفة ذلك بعد. اتي به الى هنا بعد ان وجد ملقى على جانب الطريق. في الغالب صدمه سائق مخمور. لا نعلم مقدار الوقت ظل ملقى في الطريق. انه في حالة حرجة. يجب ان نحجزه في الطوارئ، ريثما نجري فحوصات شاملة له. ربما وجودك هنا يهدئه الآن.
موظف الامن توقف امام باب ابيض كبير. امسكته الين وشفتاها ترتعشان. تنهدت بعمق ثم اقتربت من السرير حيث يرقد شاد و يبدو هادئا وساكنا كأنه نائم، لكن عندما سمع صوت خطى الين فتح عيناه وابتسم برقة.
"الين، اعلم انك اتيت"
"اوه، عزيزتي، ماذا فعلوا لك؟"
انحنت وقبّلته ، واغلق عيناه مرة اخرى في سلام.
جلست الين الى جوار الفراش وقبضت على يد شاد في يدها. كانت يده باردة. انهمرت الدموع من عيناها وهي تحاول ان تبقى هادئة بينما تمر الدقائق. اعتقدت ان شاد نائم لكن عندما حركت يدها فتح عينه وفي صوت هامس خفيض كأنه آت من مسافة بعيدة قال:
"الين"
"انا هنا، يا حبيبتي".
"ممكن اطلب منك شيئا؟"
"بالطبع. فقط اطلب يا شاد. سوف افعل كل شئ يمكنني ان افعله".
"اعتقد انني ساكون بخير قريبا.. لست اشعر بسوء.. فقط بعض التعب. لكن امي ينبغي ان تعرف. هل تهاتفين السيد هاريسون وتعطيه رقم البيت؟"
"بمجرد طلوع الصبح".
"اتصلي بالسيدة مريت ايضا. لا اريد الذهاب الى المعمل لايام قليلة ربما. و ... الين؟"
"نعم حبيبي".
"يوجد شئ ايضا. بوب ربما يأتي عندما يتصل هاريسون وربما امي ايضا. سوف يذهبون الى غرفتي في بيت مريت". جاءت انفاس شاد متقطعة والين تحاول ان توقفه لكنه ابعد يدها عن فمه. "لا – دعيني اتحدث. اريدك ان تعلني خبر زواجنا لكل الناس. لكن حتى ذلك الحين. لو اتى بعض من اهلي ولم يجدوا شيئا من اغراضي هناك. سوف يتساءلون. لذا فخذي كتبي وملابسي الى غرفتي في بيت السيدة مريت ، حتى لا يعرف احدا بامر زواجنا".
"نعم – نعم، سوف افعل. الان عزيزي يجب ان تبقى هادئا. سوف ابقى حتى تنام."
الين جلست بهدوء، راحت تربت بخفة على يد شاد، حتى اخبرتها انفاسه المتقطعة انه نائم. بدأت تجمع اغراضه بهدوء حين دخل موظف الامن.
"لقد اعطيناه جرعة مسكن. ربما تبقيه نائما لعدة ساعات. لدينا هنا غرفة يمكنك الانتظار فيها لو اردتي ذلك".
اجابت بتردد "لا. هو نائم، وانا لديّ بعض الاعمال اقوم بها. سوف اعود بسرعة بقدر استطاعتي".
بايدي مرتعشة وقلب يدق بحزن جمعت الين اغراض شاد- ملابسه وكتبه واشياء اخرى الى حقيبة كبيرة لتحملها الى غرفته. تساءلت وهي تنظر بعينان محدقتان الى القميص التي قامت بكيه – "هل سوف يرتديها مرة اخرى؟ هل كان ذلك بالامس؟ يبدو انه مر وقت طويل".
ساعدها سائق التاكسي في حمل صناديق الكتب وحقيبة الملابس الى غرفة شاد فوق الجراج. وبعد ذلك بينما كان السائق ينتظر في الاسفل، علقت بسرعة البدل في الخوان ووضعت الاقمصة على الارفف ورصت الكتب فى المكتب والارفف وايضا علقت صندوق الغسيل في مكانه.
في المستشفى جلست الين مجددا بدون حراك بجوار الفراش لساعات عدة، لا تمل ابدا من مشاهدة الوجه المحبب على الوسادة. في الساعة الثامنة اتصلت بهاريسون والاستاذة مريت ثم حصلت على بريدها.
ماجت رأسها بافكارها خلال تلك الساعات الطويلة من الانتظار. استعادت ذاكرتها مرة اخرى احداث اليوم السابق. كل وقت يصل بها الى القرار النهائي بندم شديد اكثر فاكثر. كانت مخطئة. فكرت مليا. انها رفضت علاقة حب مع السيد والان هو تركها تعاني. كل المال في العالم لا يساوي شيئا امام شاد. كل ما تريده الان هو ان تخبر العالم انها زوجته. اه ، بمجرد ان يتعافي مرة اخرى سوف تواجه العالم معه.
اغرقت رأسها في يدها وصلت بصمت.
"ايها الرب خلص شاد وارجعه اليّ وسوف اعطيك كل ما لي الى الابد".
خلعت خاتم الزواج ولمدة ساعة حملته في يدها منتظرة وقلبها يدق عندما فتح شاد عيناه.
حرك اخيرا رأسه وفتح عيناه ليقابل ابتسامة الين وكلماتها الرقيقة "عزيزتي؟"
"انا الان بخير.اشعر انني جائع. ربما احتاج شئ لآكله. هل اعتنيتي بكل شئ؟ هل فعلت ما طلبت منك .
"لا تقلق بازاء اي شئ".
اجاب بلهجة المطيع "انا غير قلق"
تنهدت وقالت "شاد – هل تفعل شيئا لاجلي؟"
"بالطبع، عزيزتي، حسبما يمكنني"
فتحت الين يديها ورأى شاد الخاتم الذهبي الصغير في راحة يدها اليمنى. ثم فتحت يدها اليسرى.
"هل ارتديته لاجلي؟"
ابتسامة ذهبية تقريبا غير مصدقة تألق بها وجه شاد. وبايدى واهنة التقط الخاتم ثم نظر مليا الى وجه الين وقال "هل كل شئ بخير؟".
اجابت مرتعبة "كل شئ بخير".
لبس شاد الخاتم ثم وضع يدها على فمه. وبمشقة بالغة همس "السيدة ستيوارت، في العلن وايضا في السر". ثم بابتسامة ممتنة اضاف "اه، الين، الرب يسوع حل المشكلة عندما تركناها له".
نام شاد طوال اليوم. لم تتركه الين الا عندما دخلت الممرضة واخبرتها برفق ان السيد هاريسون رئيسه في العمل والاستاذة مريت منتظرين في الاسفل، لانه غير مسموح لهم بالصعود الى حجرة السيد ستيوارت. السيد هاريسون ترك رسالة ان اخو شاد سيصل اليوم.
لكن عند الظهر، وكان شاد ما زال نائما، خالج الين احساس بحلول متاعب. وعند الغروب فتح شاد اخيرا عيناه ثانية وابتسم.
"الجميع بخير، أليس كذلك يا الين؟"
"نعم، الجميع بخير يا عزيزي". وعندما اتت الممرضة بعد دقائق، كانت الين راكعة بجوار السرير الذي يرقد عليه شاد الذي كان نائما وتعلو وجهه ابتسامة هادئة. عندما دخلت الممرضة لتقيس النبض التفتت اليها الين متساءلة. هزت الممرضة رأسها ثم انصرفت. ان شاد نائم مرة اخرى. لكن هذه المرة لن يستيقظ.
"انسة ستيوارت؟"
"مرحبا"
"معك على الهاتف مستشفى - . اخوك اصيب اصابة خفيفة وهو هنا الان. انه يسأل عنك. هل يمكنك المجئ؟"
"نعم – اوه، نعم، سوف اكون هناك حالا!"
ارتدت ملابسها في عجلة محمومة. اخوها - شاد بالطبع. انه سوف يعطي اسمه يطلب منهم ان يتصلوا بها وسوف يظنون انها اخته بسبب تشابه اللقب.
طلبت الين من السائق ان ينطلق بأقصى سرعة ممكنة، جلست في المقعد الخلفي وحاولت ان تصلي. يمكنها ان تهمس خلال شفاه مغلقة "اوه، شاد انتظرني- اني اتية لك".
هرعت الى المستشفى. اعطت اسمها الى الموظف. دلّها على غرفة حيث اوقفها موظف امن يرتدي ملابس بيضاء.
"انسة ستيوارت؟ اخوك طلبك. سوف نأخذك اليه. اهدأي من فضلك".
"هل هو – هل هو بحالة سيئة؟"
"لا يمكننا معرفة ذلك بعد. اتي به الى هنا بعد ان وجد ملقى على جانب الطريق. في الغالب صدمه سائق مخمور. لا نعلم مقدار الوقت ظل ملقى في الطريق. انه في حالة حرجة. يجب ان نحجزه في الطوارئ، ريثما نجري فحوصات شاملة له. ربما وجودك هنا يهدئه الآن.
موظف الامن توقف امام باب ابيض كبير. امسكته الين وشفتاها ترتعشان. تنهدت بعمق ثم اقتربت من السرير حيث يرقد شاد و يبدو هادئا وساكنا كأنه نائم، لكن عندما سمع صوت خطى الين فتح عيناه وابتسم برقة.
"الين، اعلم انك اتيت"
"اوه، عزيزتي، ماذا فعلوا لك؟"
انحنت وقبّلته ، واغلق عيناه مرة اخرى في سلام.
جلست الين الى جوار الفراش وقبضت على يد شاد في يدها. كانت يده باردة. انهمرت الدموع من عيناها وهي تحاول ان تبقى هادئة بينما تمر الدقائق. اعتقدت ان شاد نائم لكن عندما حركت يدها فتح عينه وفي صوت هامس خفيض كأنه آت من مسافة بعيدة قال:
"الين"
"انا هنا، يا حبيبتي".
"ممكن اطلب منك شيئا؟"
"بالطبع. فقط اطلب يا شاد. سوف افعل كل شئ يمكنني ان افعله".
"اعتقد انني ساكون بخير قريبا.. لست اشعر بسوء.. فقط بعض التعب. لكن امي ينبغي ان تعرف. هل تهاتفين السيد هاريسون وتعطيه رقم البيت؟"
"بمجرد طلوع الصبح".
"اتصلي بالسيدة مريت ايضا. لا اريد الذهاب الى المعمل لايام قليلة ربما. و ... الين؟"
"نعم حبيبي".
"يوجد شئ ايضا. بوب ربما يأتي عندما يتصل هاريسون وربما امي ايضا. سوف يذهبون الى غرفتي في بيت مريت". جاءت انفاس شاد متقطعة والين تحاول ان توقفه لكنه ابعد يدها عن فمه. "لا – دعيني اتحدث. اريدك ان تعلني خبر زواجنا لكل الناس. لكن حتى ذلك الحين. لو اتى بعض من اهلي ولم يجدوا شيئا من اغراضي هناك. سوف يتساءلون. لذا فخذي كتبي وملابسي الى غرفتي في بيت السيدة مريت ، حتى لا يعرف احدا بامر زواجنا".
"نعم – نعم، سوف افعل. الان عزيزي يجب ان تبقى هادئا. سوف ابقى حتى تنام."
الين جلست بهدوء، راحت تربت بخفة على يد شاد، حتى اخبرتها انفاسه المتقطعة انه نائم. بدأت تجمع اغراضه بهدوء حين دخل موظف الامن.
"لقد اعطيناه جرعة مسكن. ربما تبقيه نائما لعدة ساعات. لدينا هنا غرفة يمكنك الانتظار فيها لو اردتي ذلك".
اجابت بتردد "لا. هو نائم، وانا لديّ بعض الاعمال اقوم بها. سوف اعود بسرعة بقدر استطاعتي".
بايدي مرتعشة وقلب يدق بحزن جمعت الين اغراض شاد- ملابسه وكتبه واشياء اخرى الى حقيبة كبيرة لتحملها الى غرفته. تساءلت وهي تنظر بعينان محدقتان الى القميص التي قامت بكيه – "هل سوف يرتديها مرة اخرى؟ هل كان ذلك بالامس؟ يبدو انه مر وقت طويل".
ساعدها سائق التاكسي في حمل صناديق الكتب وحقيبة الملابس الى غرفة شاد فوق الجراج. وبعد ذلك بينما كان السائق ينتظر في الاسفل، علقت بسرعة البدل في الخوان ووضعت الاقمصة على الارفف ورصت الكتب فى المكتب والارفف وايضا علقت صندوق الغسيل في مكانه.
في المستشفى جلست الين مجددا بدون حراك بجوار الفراش لساعات عدة، لا تمل ابدا من مشاهدة الوجه المحبب على الوسادة. في الساعة الثامنة اتصلت بهاريسون والاستاذة مريت ثم حصلت على بريدها.
ماجت رأسها بافكارها خلال تلك الساعات الطويلة من الانتظار. استعادت ذاكرتها مرة اخرى احداث اليوم السابق. كل وقت يصل بها الى القرار النهائي بندم شديد اكثر فاكثر. كانت مخطئة. فكرت مليا. انها رفضت علاقة حب مع السيد والان هو تركها تعاني. كل المال في العالم لا يساوي شيئا امام شاد. كل ما تريده الان هو ان تخبر العالم انها زوجته. اه ، بمجرد ان يتعافي مرة اخرى سوف تواجه العالم معه.
اغرقت رأسها في يدها وصلت بصمت.
"ايها الرب خلص شاد وارجعه اليّ وسوف اعطيك كل ما لي الى الابد".
خلعت خاتم الزواج ولمدة ساعة حملته في يدها منتظرة وقلبها يدق عندما فتح شاد عيناه.
حرك اخيرا رأسه وفتح عيناه ليقابل ابتسامة الين وكلماتها الرقيقة "عزيزتي؟"
"انا الان بخير.اشعر انني جائع. ربما احتاج شئ لآكله. هل اعتنيتي بكل شئ؟ هل فعلت ما طلبت منك .
"لا تقلق بازاء اي شئ".
اجاب بلهجة المطيع "انا غير قلق"
تنهدت وقالت "شاد – هل تفعل شيئا لاجلي؟"
"بالطبع، عزيزتي، حسبما يمكنني"
فتحت الين يديها ورأى شاد الخاتم الذهبي الصغير في راحة يدها اليمنى. ثم فتحت يدها اليسرى.
"هل ارتديته لاجلي؟"
ابتسامة ذهبية تقريبا غير مصدقة تألق بها وجه شاد. وبايدى واهنة التقط الخاتم ثم نظر مليا الى وجه الين وقال "هل كل شئ بخير؟".
اجابت مرتعبة "كل شئ بخير".
لبس شاد الخاتم ثم وضع يدها على فمه. وبمشقة بالغة همس "السيدة ستيوارت، في العلن وايضا في السر". ثم بابتسامة ممتنة اضاف "اه، الين، الرب يسوع حل المشكلة عندما تركناها له".
نام شاد طوال اليوم. لم تتركه الين الا عندما دخلت الممرضة واخبرتها برفق ان السيد هاريسون رئيسه في العمل والاستاذة مريت منتظرين في الاسفل، لانه غير مسموح لهم بالصعود الى حجرة السيد ستيوارت. السيد هاريسون ترك رسالة ان اخو شاد سيصل اليوم.
لكن عند الظهر، وكان شاد ما زال نائما، خالج الين احساس بحلول متاعب. وعند الغروب فتح شاد اخيرا عيناه ثانية وابتسم.
"الجميع بخير، أليس كذلك يا الين؟"
"نعم، الجميع بخير يا عزيزي". وعندما اتت الممرضة بعد دقائق، كانت الين راكعة بجوار السرير الذي يرقد عليه شاد الذي كان نائما وتعلو وجهه ابتسامة هادئة. عندما دخلت الممرضة لتقيس النبض التفتت اليها الين متساءلة. هزت الممرضة رأسها ثم انصرفت. ان شاد نائم مرة اخرى. لكن هذه المرة لن يستيقظ.