كنت
ازور مكانا سياحيا وهناك رايت منظرا جميلا
غاية في الروعة، وتمنيت لو امكنني الا
افارق ذلك المكان، لكن هيهات، فهي زيارة
عابرة وقد لا تتكرر مرة اخرى.
تمنيت لو انطبع هذا
المنظر في ذاكرتي حتى استمتع به كل ايام
حياتي، لكني اعرف انه بعد وقت ليس بطويل
سوف يغيب عن ذاكرتي ولا يبقى منه سوى ذكرى.
وفجأة
خطرت لي فكرة. اشتريت
كاميرا، والتقطت بها صورة ذلك المنظر
الجميل. تحققت
الامنية، واصبح الحلم واقعا!!
وتواردت
في ذهني خواطر كثيرة.. فكم
اشياء جميلة في الحياة يود المرء لو تتحقق.
وسمعت صوتا يقول
"كل ما
تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه".
وهنا
جاء التحول العظيم والاكتشاف الخطير.
ان كنت اضع ثقتي في
كاميرا من صنع الانسان، افلا اضعها في
خالق الاكوان! افرغت
ذاكرتي من كل المناظر المؤلمة وجعلت منها
شاسة بيضاء ، وبدات ارسم عليها صورة اجمل
حياة اتمنى ان اعيشها، حياة هانئة، قلب
مطمئن، ضمير مستريح، عقل سليم راي ممكن
وتفكير ناضج. واخذت
احذف من الصورة كل ما يشينها واضيف ما
يزيدها ابداعا. وطلبت
من الله ان يسلط عليها نوره. ولما
اكتمل المنظر التقطت الصورة، ودخلت بها
مخدع الصلاة.
وتوالت
الاكتشافات وانفتحت امامي ابواب وظهرت
امكانات لم اكن اعرفها. عرفت
ان:
- الصورة يمكن ان تكبر ويزداد حجمها. وكذلك الايمان لا يقف عند حد معين. انه يبدا كحبة ثم يكبر ليصير شجرة عظيمة.
- والصورة يمكن ان تلون وتصبح ازهى واجمل. والايمان سريعا ما يزدهر بثمار مباركة.
- والصورة يمكن ان تجسم وتصبح بارزة. ونحن اذ "ننظر مجد الرب بوجه مكشوف كما في مراة نتغير الى تلك الصورة عينها.. حتى يتصور فينا المسيح فينا".
- والصورة يمكن ان تطبع على اغلفة المجلات والكتب وتجوب البلاد. والايمان متى انطبع "ذاع خبره الى اقاصى الارض".
- والصورة يمكن ان تظهر على شاشة عرض يراها الكثيرون. والايمان متى تزكى يصبح "رسالة معروفة ومقرؤة من جميع الناس".
- والصورة يمكن ان يصاحبها الكلام فتصبح "صوت وصورة". وما احلى ان يصحب الايمان شهادة "كما هو مكتوب امنت لذلك تكلمت".
- والصورة يمكن ان تحمل على موجات الاثير ويراها الناس في اماكن بعيدة. والايمان ينتقل تاثيره ويظل خالدا حتى بعد انتقال رجاله.
- لعلك لم تحاول من قبل، او حاولت وفشلت. اجتهد ان تكتشف موطن الخطا. ربما امسكت الكاميرا بيدين مرتعشتين غير ثابتتين فخرجت الصورة مهزوزة. اطرد شكوكك هذه المرة حتى يتثبت ايمانك.
- او لعلك لم تسلط الضوء الكافي فخرجت قاتمة. ضع نفسك تحت نور المسيح وكلمته لكي يفحصك وينير ظلام قلبك وفكرك.
- او ربما تسربت للكامير اضواء من الخارج فخرجت باهتة. اجتهد ان تعزل نفسك عن اضواء العالم الزائفة.
- او لعل العدسة لم تكن نظيفة فجاءت الصوء ملطخة. اذا عليك ان تغتسل في دم المسيح.
يا رب زد ايمانننا!