يوميات الين -5

قضت الين اجازة الربيع في الغابة، استمتعت برائحة ازهار الكريز، واكلت التوت البري، وملأت صدرها بنسمات الهواء العليل، واستمتعت بمنظر الخضرة، وموسيقى خرير المياه في الجداول، وتغريد الطيور وهي تقوم ببناء اعشاشها. كانت حياة جديدة بهيجة من كل جانب.

قال شاد:

"هيا! دعينا نذهب للتمشية قبل شروق الشمس. يمكنني ان اسبقك الى قمة التل".

تسابق شاد والين عبر الغابة. الشمس كانت تشرق على قمة التل. وبدت منارة الكنيسة اكبر حجما.

همس شاد:


"نور الله يشرق في كنيسته"

كانت الين خائفة. الجمال لم يذكرّها بالله. انحنت على رأسه وطبعت قبلة على جبينه. نسمات الربيع هزت خصلات شعره. عيناه لمعت بينما يرقب شروق الشمس. في السنوات القادمة كانت لتقف متأملة كما لو كانت واقفة امام لوحة معروضة في معرض للفنون.

ركضا متسابقين راجعين الى البيت، وكانت انفاسهما قد انقطعت حين وصلا الى البيت، غرقا في الضحك. قال شاد:

"يبدو انه من الافضل لو بقينا بدون نار. سوف اتناول هذا الفأس واقطع بعض الحطب واعد بعض البيض للافطار"

سألت بدهشة: "تعد بعض البيض؟"

"بالتاكيد. ألم نحضر البيض؟"

قالت وفي صوتها بدى بعض الشك: "بلى، احضرنا. اعتقد اننا احضرنا بعضه يا شاد. يمكنني ان اعد البيض."

"الا يمكنك ان تعدي البيض؟ اين عشت طوال حياتك؟ ماذا كنت تأكلين عندما كنت في معسكرات المدرسة؟"

"اكلت بيضا كثيرا. لكني لم اطهوه قط."

قال محاولا ان يغيظها: "هيا راقبيني لتتعلمي مني كيف تعدين البيض"

"انا لا اعرف حتى كيف استخرج ما تحتويه هذه الاشياء ".

قهقه شاد بصوت عال.

قالت بضيق: "هل هذا مضحك؟"

"بالتاكيد اعتقد ان النساء يعرفن كيف يعددن البيض".

"لا احب ان اظهر جاهلة. انا متاكدة انه يوجد بعض الاشياء يمكنني ان افعلها"

"بالتاكيد يوجد نساء لا يعرفن اعداد البيض. لكنك امهر عالمة قابلتها في مجال عزل الجراثيم. لكن يحدث انني اريد بيضا على الافطار وليس جراثيم".

ابتسمت مرة اخرى: "يمكنني ان اتعلم اعداد البيض. هل الفتيات الاخرى التي تعرفهن يعرفن كيف يعددن البيض؟"

نهض شاد وسحب يدها وضحك: "يا لقلبك الغيور! لم اعرف فتاة اخرى في حياتي. المرأة الاخرى التي احببتها قبلك كانت والدتي. وايضا اخواتي كوني وماري"

"لا، يا سيدي. لن يطبخ لهذه العائلة سوايّ. واذا كان يمكنني ان اضع جرثومة تحت الشريحة، يمكنني ان اضع بيضة في المقلاة.. الى المطبخ! استعداد! للامام سر!"

ربطت الين مريولة المطبخ حول وسطها، وارتدى شاد مريولة اخرى وهو يقول:

"هذه المريولة ارتديها تحسبا لو افلتت بيضة منك. سيدتي الجميلة. انا اسف لو كنت ضايقتك بمزاحي. بوب وانا دائما نغيظ كوني وماري وانا فقط فعلت ذلك بدون تفكير. الا تحبين المزاح؟"

ابتسمت: "اعتقد انه لا احب تذكيري بجهلي باعداد البيض. لم اجد احدا يمازحني من قبل. ولكن هل سوف اعتاد على ذلك؟ ربما"

قال شاد بتأكيد: "في خلال شهر سوف تعتادين على المزاح. الان، هيا لاعداد للبيض. يمكنني ان افعل ذلك لاجلك، لكن بدلا من ان اعده انا سوف اعلمك هذا"

كسرت الين البيضة الاولى على الطاولة. الثانية فرت من بين اصابعها الى الارض. الثالثة كسرت في الصحن بطريقة صحيحة. لكن عندما كان هناك اربعة بيضات في الصحن كان هناك ثلاثة على الارض والطاولة.

سالت في فزع: "كيف ننظف هذه الفوضى؟"

اجاب شاد حالا: "الامر سهل للغاية"، وامسك بشرشفة، وفي خلال دقائق ترك المكان نظيفا.

لن تنس الين ابدا في حياتها عندما تكسر البيض في صحن، شاد وهو يتكئ على كوعه محدقا فيها وهو يقول: "ليس سريعا جدا. وليس بقوة جدا. البيض مثل النساء – عاملهن برقة ولكن بقوة".

ذلك المساء جلسا الاثنان بقرب المدفأة، وبينما تضع الين قطع الحطب واحدة تلو الاخرى في المدفأة بدأت تروي لشاد عن اللحظات العصيبة التي قضتها قبل موت عمتها. قرّبها شاد اليه مدركا كم شعور الوحدة الذي عانته. احتياجها للحب زاده تواضعا وسكب في قلبه حبا عظيما لها. انها على الرغم انعزالها عن الاخرين، تحدثت اليه بحرية عن نفسها، وبينما جلس يرقبها، كان يفكر ماذا ستيكون حالها لو انها عاشت طفولة عادية.

قالت الين وهي تنظف يدها "اعطيك بنسا لتروي قصتك".

صاح بحماسة: "هذا مبلغ قليل مقابل القصة الرائعة التي سأرويها. صدقي او لا تصدقي. كنت افكر فيك، اتمنى انه يمكنني ان اخذك الى عائلتي لتتعرفي عليهم ويتعرفون عليك. دعينا نفعل ذلك!".

صاحت في فزع: "اوه، لا. لا يمكنني ذلك في الوقت الحاضر. ولكن يوما ما سأكون فخورة وسعيدة ان اذهب لارى عائلتك. لكن ليس قبل ان انهي عملي مع الاستاذ نيقولاس. لن يحب ان يسمع بزواجي الان. انت لن تخبره بعلاقتنا. اليس كذلك؟"

اندهش شاد لهذا الانفعال المفاجئ. قال: "بالطبع لا. لو كنت تريدين ذلك"