عند الثامنة صباحا وصلت الين وشاد الى المدرسة وذهب كلا منهما الى صفه. كانت الين اكثر سعادة من اي يوم في حياتها. عند الظهر اكلا معا طعام الغذاء في ركن من معمل الاستاذ نيقولاس، خلى المعمل من العاملين باستثنائهما. في فترة الظهيرة ذهب شاد الى معمل الكيمياء وعمل حتى الخامسة صباحا. ثم اسرع ليشتري الطعام ويعد العشاء. اقتحمت الين مجال الطبخ بشغف واصبحت مغرمة بقراءة كتب الطبخ. كان هناك بعض الفشل بالطبع لكن شاد كان يأكل ما تطبخه بسرور. في احد المرات اغاظها بقوله عن "بوب" انه لو تذوق ما تطبخه لمدحها لنجاحها الساحق في فن الطبخ.
انهمكت الين فى اعداد ميزانية البيت. وضعت هي وشاد الميزانية بما يتوافق مع ما يتقاضياه. دخلها الشهري من ارثها بقى ثابتا في البنك. واصبح مسألة شرف بالنسبة لها الا تمس شيئا منه، كما ان شاد لم يعرف شيئا عنه.
سألت نفسها في وقت متأخر من ظهر احد الايام، بينما انهمكت في تقشير البطاطس. والبصل من اجل اعداد وجبة جديدة "اتساءل ماذا سيكون رد فعل شاد لو عرف انه يمكنني ان اضع رجلا على رجل واحرر شيكا يكفي ايجار شقتنا وما نحتاجه من الطعام لعام كامل؟ .. سوف لا يسر ذلك شاد - ربما من الافضل ان ادع رصيدي في البنك كما هو".
لذا فان الين دبرت مصروفات المنزل، ولتساهم كذلك في زيادة رصيدها في البنك. واشرق وجهها بابتسامة عريضة وهي تستخدم ماكينة الغسيل لاول مرة وتقول "آه لو تراني العمة راعوث الان. اعتقد انها لن تصدق بأن طفلتها سوف تعمل هذا يوما. عمتي العزيزة، اتمنى ان تعرفي كم انا سعيدة بهذا!"
السعادة كانت تغمر الشقة الصغيرة. استمتعت الين باوقات سعيدة قضتها مع شاد - في الدراسة، وعلى مائدة الافطار في مطعم الجامعة. كثيرا ما اغمضت عيناها وهي تحلم بانه ستتكئ يوما علي اريكتها في شقتها الفخمة ولا تفعل شيئا سوى ان تنعم بالراحة.
لبعض الوقت خالجها القلق لانها شعرت ان شاد كان حزينا بسبب ان حالتهما الروحية لم تكن كما كان يود. فقد صنعت الخبرة الروحية الجديدة التي عاشها خلال اشهر الصيف الماضي فرقا كبيرا في حياته - عندما كان يصلى قبل الافطار لم يكن مجرد كلمات يتلوها كما اعتادت دائما ان تفعل هي، لكنها كانت صلاة قلب حقيقية. وعندما كان يشكر الله على عنايته كان يفعل ذلك بكل قلبه، بل انه كان يحدثها كثيرا عن تكريس نفسيهما لله، في حين انها كثيرا ما وجدت افكارها تشرد للعمل او الدراسة خلال اليوم. لم تحب هذا. انها لم تهتم بهذا الامر ولو قليلا.
كل مساء قبل ان يبدأ شاد دراسته كان يقرا لبعض الوقت من انجيله، والذي دائما كان موضوعا في متناول يده على منضدة حجرة المعيشة. كثيرا ما كان يقرأ بصوت عال. استمتعت الين بهذا – ليس بما يقرأ ولكن بالاكثر بسبب اعجابها بصوت زوجها. مع ذلك، حينما رأت كم يحب الكتاب المقدس حاولت هي ايضا ان تهتم اكثر به.
في فجر احد الايام الصيفية. في اول عطلة اسبوعية تقضيها في الشقة الجديدة. سأل شاد بتردد على مائدة الافطار "هل تحبين ان تذهبي الى مدرسة الاحد معي هذا الصباح يا الين؟"
اجابت وهي مندهشة بعض الشئ "اوه، متأسفة. لم اعرف انك خططت للذهاب الى الكنيسة اليوم. لم اعتد ذلك. لديّ بعض الاعمال اريد ان انجزها، قبل ان اقابل الاستاذ غدا. ولذا فاعتقد انك لن تعارض ان ابقى في البيت. أليس كذلك؟"
على الرغم من تأكيده ان العكس هو ما يسره، الا انها عرفت انه لن يعارض وبينما وقفت امام النافذة ترقبه يغادر الى الشارع بمفرده قررت ان تذهب معه.
يوم الاحد صباحا وقف شاد امام المرآة يكافح مع ربطة العنق، عندما لاحظ ان الين بدأت في ارتداء ملابسها قال باقتضاب "الى اين تذهبين يا زوجتى العزيزة؟".
قالت الين وهي ترد عليه بأدب بالغ فيما تضع بعض مسحوق التجميل "ذاهبة الى مدارس الاحد يا سيدي. هذا لانني وجدت تشاب اشقر. هو سيصحبني الى هناك".
قال شاد وهو يضع يده على بطنها مبتسما "يوجد هنا واحد يسره هذا. لو اي تشاب اشقر اخر اخبريه انك بالفعل مرتبطة".
بعد ان سارا وتجاوزا بضع بنايات، توقف شاد امام احد المباني القديمة القبيحة في شارع رجال الاعمال. "حسنا، ها نحن"
صرخت الين مصدومة "هنا؟".
"هذا هو عزيزي. اعتقد انك ستحبين المجئ هنا كل اسبوع"
بدلا من الارائك التي اعتادت الين ان تجدها في الكنيسة وجدت صفوفا من الكراسي. كانت الجدران مزينة بآيات الانجيل. كان البيانو معطلا. كتب الترانيم كانت قديمة. بدأت الين تشعر بالاسف.
سألت شاد بينما جلست بمفردها على احد المقاعد في مؤخرة الكنيسة "ما الذي جعلك تختار كنيسة مثل هذه؟"
ابتسم شاد "اعتقد انها تبدو جميلة جدا. وعدت امي ان اخدم الرب. عرضت على الخدام هنا المساهمة ووافقوا. ثم انك طلبت ان تأتي هنا وها نحن. الاسبوع الماضي طلبوا مني ان اقرا آية من الانجيل في مدارس الاحد. يمكنك هذا. أليس كذلك؟"
همست الين "نعم، لكني افضل الا افعل هذا".
ابتسم شاد.
امتلأت الكنيسة بسرعة بالاطفال. تذكرت الين انها في طفولتها استمتعت بدروس مدارس الاحد التي كان يلقيها استاذ متفان في خدمة الرب، حماسه كان فريدا في القاء الدروس.
لم يكن العزف جيدا. اخطأ المرنم عدة مرات اثناء الترنيم، والفتاة التي عزفت البيانو كانت عصبية وحاولت ان تعاونه في الترنيم لتغطي على اخطائه. وباختصار وصفت الين الجوقة بـ "الشئ السئ".
كانت العظة اول عظة تسمعها الين منذ عامين. كان الواعظ رجلا ضئيل الحجم، يرتدي ملابس بسيطة، له عينان ضعيفتان، يرتدي نظارة ذات عدسات قاتمة. بمجرد ان اعتلى الواعظ المنبر هيأت نفسها الين لقضاء ساعة من الملل. وتأسفت على القرار الذي اتخذته يوم الاحد الماضي بالمجئ الى هنا.
بالرغم من ذلك عندما بدأ الراعي يعظ، اصبحت الين اقل تفكيرا في شخصه وبدأت تصغ بتأثر الى رسالة الرب لها. لم يستخدم الواعظ الفصاحة لكنه وجّه كلامه مباشرة الى السامعين. عنوان العظة كان "اشترينا بثمن" وللمرة الاولى في حياتها سمعت الين كلاما عن موت المسيح ومعناه بالنسبة للعالم. تذكرت انها اهتمت بمعرفة ذلك وهي طفلة لكن لم يحدث يوما ان تجاوبت معه بمثل ما تجاوبت الان.
حين رجعا الى البيت سألها شاد "هل كان كل شئ جيد يا الين؟"
"لم يكن سيئا على الاطلاق. كان جيدا. انا سعيدة اننا ذهبنا. لكن اتمنى ان اعلم العازفة المسكينة كيف تعزف على البيانو. كانت مجهوداتها مثيرة للشفقة".
وافقها شاد قائلا "نعم، هي تعرف ان عزفها سئ لكن ما عملته كان لانها احبت الرب".
"هل انت حقا تعتقدين ان الله يهتم بمثل هذه الاشياء الصغيرة يا شاد؟"
"نعم بالتاكيد. لو انه يهتم بالعصافير والزنابق سوف يهتم بي. انه يهتم بكل تفاصيل حياتنا. اكتشفت الان كيف انني احتاج اليه".
لم تجب الين. كانت تصريحات شاد غريبة بالنسبة لها. شعرت مرة اخرى بعدم راحة. لم يكن لها هذا الاختبار بالمسيح. كانت تعتقد ان الله بكيفية ما سوف يفسد متعتها مع شاد. بالنسبة لها، العمل والحب كانا كافيان ليملآ فراغ حياتها. عملت بجد ، ولم تشعر انها تحتاج الى الله، ولم تفهم لماذا شاد على العكس منها.
قالت في نفسها يوما "سأحاول. سوف استمع لشاد يقرأ الانجيل، وسوف اتحدث معه عن الروحيات متى اراد ذلك. سوف اذهب الى الكنيسة ومدارس الاحد، وايضا سأواظب على الصلوات الجماعية، وسأحضر الاجتماعات الروحية متى توفر الوقت".
جاءت صوت من داخلها "لكن ماذا تعتقدين عندما تكونين هناك؟".
لكن لم يكن لالين اي رد فعل اذ انها انغمست اكثر في عملها. خططت لاجراء تجارب او ترقيم شرائح لعرضها في كتاب الاستاذ واكمور اخرى كثيرة شغلت كل وقتها. حقا ان البذرة وقعت في الارض ولكن الحق الذي سمعته يبشر به وتعلمته بدأ يتلاشى. بدات تشعر بعدم رضا غامض مع نفسها. قناعاتها في الحياة ومعناها بدأت تتغير. عرفت ان شاد لديه شئ لا تمتلكه هي، و عرفت انه يشتاق ليشاركه معها هذا الشئ. قراءات الانجيل التي واظب عليها اولا وكانت سأما لها اصبحت الان ممتعة جدا. لذا لاول مرة تركع بجواره وهو يصلي. وشعرت انها في حضرة الله. لم يسرع شاد ولم يحثها ان تاخذ اي خطوة نحو الله. اراد ان يكون قرارها هي – ليس لاجله لكن للرب. راى ان حياتها بدأت تتغير وشكر الله.
في الاسبوع التالي وكان عيد الشكر يقترب وعظ الواعظ مرة اخرى عن ذبيحة المسيح الكفارية على الصليب. مضى فقط شهرين قبل ان تسمع الين نفس العظة. كانت العظة عن خطة الله لخلاص البشر. ذكر ان البعض يستجيب لنداء الرب بينما البعض الاخر لا يصغون لندائه. واليوم كما في الاحد الماضي كان كلام الواعظ واضحا وبسيطا. واحدث كلامه فرقا كبيرا في الين. انها المرة الاولى التي ترى فيها شخصا يتكلم وكأنه يعنيها هي بالذات. شعرت بحاجتها الى الرب المخلص. نسيت كل الناس حولها احنت راسها وتقابلت وجها لوجه لاول مرة مع السؤال شديد الالحاح عن علاقتها بالله. رآها شاد راكعة والدموع تملأ عينيها وتنهمر على خديها، ففرح اذ رأى عمل روح الله داخلها. لكن لم يسألها عن شئ . اراد ان يتركها بمفردها لبعض الوقت لكي يسرا معا. لذلك انهمك في الاعداد للامتحانات المفترض ان يجتازها منتظرا تلك اللحظة السعيدة التي يفرحان فيها معا.
انهمكت الين فى اعداد ميزانية البيت. وضعت هي وشاد الميزانية بما يتوافق مع ما يتقاضياه. دخلها الشهري من ارثها بقى ثابتا في البنك. واصبح مسألة شرف بالنسبة لها الا تمس شيئا منه، كما ان شاد لم يعرف شيئا عنه.
سألت نفسها في وقت متأخر من ظهر احد الايام، بينما انهمكت في تقشير البطاطس. والبصل من اجل اعداد وجبة جديدة "اتساءل ماذا سيكون رد فعل شاد لو عرف انه يمكنني ان اضع رجلا على رجل واحرر شيكا يكفي ايجار شقتنا وما نحتاجه من الطعام لعام كامل؟ .. سوف لا يسر ذلك شاد - ربما من الافضل ان ادع رصيدي في البنك كما هو".
لذا فان الين دبرت مصروفات المنزل، ولتساهم كذلك في زيادة رصيدها في البنك. واشرق وجهها بابتسامة عريضة وهي تستخدم ماكينة الغسيل لاول مرة وتقول "آه لو تراني العمة راعوث الان. اعتقد انها لن تصدق بأن طفلتها سوف تعمل هذا يوما. عمتي العزيزة، اتمنى ان تعرفي كم انا سعيدة بهذا!"
السعادة كانت تغمر الشقة الصغيرة. استمتعت الين باوقات سعيدة قضتها مع شاد - في الدراسة، وعلى مائدة الافطار في مطعم الجامعة. كثيرا ما اغمضت عيناها وهي تحلم بانه ستتكئ يوما علي اريكتها في شقتها الفخمة ولا تفعل شيئا سوى ان تنعم بالراحة.
لبعض الوقت خالجها القلق لانها شعرت ان شاد كان حزينا بسبب ان حالتهما الروحية لم تكن كما كان يود. فقد صنعت الخبرة الروحية الجديدة التي عاشها خلال اشهر الصيف الماضي فرقا كبيرا في حياته - عندما كان يصلى قبل الافطار لم يكن مجرد كلمات يتلوها كما اعتادت دائما ان تفعل هي، لكنها كانت صلاة قلب حقيقية. وعندما كان يشكر الله على عنايته كان يفعل ذلك بكل قلبه، بل انه كان يحدثها كثيرا عن تكريس نفسيهما لله، في حين انها كثيرا ما وجدت افكارها تشرد للعمل او الدراسة خلال اليوم. لم تحب هذا. انها لم تهتم بهذا الامر ولو قليلا.
كل مساء قبل ان يبدأ شاد دراسته كان يقرا لبعض الوقت من انجيله، والذي دائما كان موضوعا في متناول يده على منضدة حجرة المعيشة. كثيرا ما كان يقرأ بصوت عال. استمتعت الين بهذا – ليس بما يقرأ ولكن بالاكثر بسبب اعجابها بصوت زوجها. مع ذلك، حينما رأت كم يحب الكتاب المقدس حاولت هي ايضا ان تهتم اكثر به.
في فجر احد الايام الصيفية. في اول عطلة اسبوعية تقضيها في الشقة الجديدة. سأل شاد بتردد على مائدة الافطار "هل تحبين ان تذهبي الى مدرسة الاحد معي هذا الصباح يا الين؟"
اجابت وهي مندهشة بعض الشئ "اوه، متأسفة. لم اعرف انك خططت للذهاب الى الكنيسة اليوم. لم اعتد ذلك. لديّ بعض الاعمال اريد ان انجزها، قبل ان اقابل الاستاذ غدا. ولذا فاعتقد انك لن تعارض ان ابقى في البيت. أليس كذلك؟"
على الرغم من تأكيده ان العكس هو ما يسره، الا انها عرفت انه لن يعارض وبينما وقفت امام النافذة ترقبه يغادر الى الشارع بمفرده قررت ان تذهب معه.
يوم الاحد صباحا وقف شاد امام المرآة يكافح مع ربطة العنق، عندما لاحظ ان الين بدأت في ارتداء ملابسها قال باقتضاب "الى اين تذهبين يا زوجتى العزيزة؟".
قالت الين وهي ترد عليه بأدب بالغ فيما تضع بعض مسحوق التجميل "ذاهبة الى مدارس الاحد يا سيدي. هذا لانني وجدت تشاب اشقر. هو سيصحبني الى هناك".
قال شاد وهو يضع يده على بطنها مبتسما "يوجد هنا واحد يسره هذا. لو اي تشاب اشقر اخر اخبريه انك بالفعل مرتبطة".
بعد ان سارا وتجاوزا بضع بنايات، توقف شاد امام احد المباني القديمة القبيحة في شارع رجال الاعمال. "حسنا، ها نحن"
صرخت الين مصدومة "هنا؟".
"هذا هو عزيزي. اعتقد انك ستحبين المجئ هنا كل اسبوع"
بدلا من الارائك التي اعتادت الين ان تجدها في الكنيسة وجدت صفوفا من الكراسي. كانت الجدران مزينة بآيات الانجيل. كان البيانو معطلا. كتب الترانيم كانت قديمة. بدأت الين تشعر بالاسف.
سألت شاد بينما جلست بمفردها على احد المقاعد في مؤخرة الكنيسة "ما الذي جعلك تختار كنيسة مثل هذه؟"
ابتسم شاد "اعتقد انها تبدو جميلة جدا. وعدت امي ان اخدم الرب. عرضت على الخدام هنا المساهمة ووافقوا. ثم انك طلبت ان تأتي هنا وها نحن. الاسبوع الماضي طلبوا مني ان اقرا آية من الانجيل في مدارس الاحد. يمكنك هذا. أليس كذلك؟"
همست الين "نعم، لكني افضل الا افعل هذا".
ابتسم شاد.
امتلأت الكنيسة بسرعة بالاطفال. تذكرت الين انها في طفولتها استمتعت بدروس مدارس الاحد التي كان يلقيها استاذ متفان في خدمة الرب، حماسه كان فريدا في القاء الدروس.
لم يكن العزف جيدا. اخطأ المرنم عدة مرات اثناء الترنيم، والفتاة التي عزفت البيانو كانت عصبية وحاولت ان تعاونه في الترنيم لتغطي على اخطائه. وباختصار وصفت الين الجوقة بـ "الشئ السئ".
كانت العظة اول عظة تسمعها الين منذ عامين. كان الواعظ رجلا ضئيل الحجم، يرتدي ملابس بسيطة، له عينان ضعيفتان، يرتدي نظارة ذات عدسات قاتمة. بمجرد ان اعتلى الواعظ المنبر هيأت نفسها الين لقضاء ساعة من الملل. وتأسفت على القرار الذي اتخذته يوم الاحد الماضي بالمجئ الى هنا.
بالرغم من ذلك عندما بدأ الراعي يعظ، اصبحت الين اقل تفكيرا في شخصه وبدأت تصغ بتأثر الى رسالة الرب لها. لم يستخدم الواعظ الفصاحة لكنه وجّه كلامه مباشرة الى السامعين. عنوان العظة كان "اشترينا بثمن" وللمرة الاولى في حياتها سمعت الين كلاما عن موت المسيح ومعناه بالنسبة للعالم. تذكرت انها اهتمت بمعرفة ذلك وهي طفلة لكن لم يحدث يوما ان تجاوبت معه بمثل ما تجاوبت الان.
حين رجعا الى البيت سألها شاد "هل كان كل شئ جيد يا الين؟"
"لم يكن سيئا على الاطلاق. كان جيدا. انا سعيدة اننا ذهبنا. لكن اتمنى ان اعلم العازفة المسكينة كيف تعزف على البيانو. كانت مجهوداتها مثيرة للشفقة".
وافقها شاد قائلا "نعم، هي تعرف ان عزفها سئ لكن ما عملته كان لانها احبت الرب".
"هل انت حقا تعتقدين ان الله يهتم بمثل هذه الاشياء الصغيرة يا شاد؟"
"نعم بالتاكيد. لو انه يهتم بالعصافير والزنابق سوف يهتم بي. انه يهتم بكل تفاصيل حياتنا. اكتشفت الان كيف انني احتاج اليه".
لم تجب الين. كانت تصريحات شاد غريبة بالنسبة لها. شعرت مرة اخرى بعدم راحة. لم يكن لها هذا الاختبار بالمسيح. كانت تعتقد ان الله بكيفية ما سوف يفسد متعتها مع شاد. بالنسبة لها، العمل والحب كانا كافيان ليملآ فراغ حياتها. عملت بجد ، ولم تشعر انها تحتاج الى الله، ولم تفهم لماذا شاد على العكس منها.
قالت في نفسها يوما "سأحاول. سوف استمع لشاد يقرأ الانجيل، وسوف اتحدث معه عن الروحيات متى اراد ذلك. سوف اذهب الى الكنيسة ومدارس الاحد، وايضا سأواظب على الصلوات الجماعية، وسأحضر الاجتماعات الروحية متى توفر الوقت".
جاءت صوت من داخلها "لكن ماذا تعتقدين عندما تكونين هناك؟".
لكن لم يكن لالين اي رد فعل اذ انها انغمست اكثر في عملها. خططت لاجراء تجارب او ترقيم شرائح لعرضها في كتاب الاستاذ واكمور اخرى كثيرة شغلت كل وقتها. حقا ان البذرة وقعت في الارض ولكن الحق الذي سمعته يبشر به وتعلمته بدأ يتلاشى. بدات تشعر بعدم رضا غامض مع نفسها. قناعاتها في الحياة ومعناها بدأت تتغير. عرفت ان شاد لديه شئ لا تمتلكه هي، و عرفت انه يشتاق ليشاركه معها هذا الشئ. قراءات الانجيل التي واظب عليها اولا وكانت سأما لها اصبحت الان ممتعة جدا. لذا لاول مرة تركع بجواره وهو يصلي. وشعرت انها في حضرة الله. لم يسرع شاد ولم يحثها ان تاخذ اي خطوة نحو الله. اراد ان يكون قرارها هي – ليس لاجله لكن للرب. راى ان حياتها بدأت تتغير وشكر الله.
في الاسبوع التالي وكان عيد الشكر يقترب وعظ الواعظ مرة اخرى عن ذبيحة المسيح الكفارية على الصليب. مضى فقط شهرين قبل ان تسمع الين نفس العظة. كانت العظة عن خطة الله لخلاص البشر. ذكر ان البعض يستجيب لنداء الرب بينما البعض الاخر لا يصغون لندائه. واليوم كما في الاحد الماضي كان كلام الواعظ واضحا وبسيطا. واحدث كلامه فرقا كبيرا في الين. انها المرة الاولى التي ترى فيها شخصا يتكلم وكأنه يعنيها هي بالذات. شعرت بحاجتها الى الرب المخلص. نسيت كل الناس حولها احنت راسها وتقابلت وجها لوجه لاول مرة مع السؤال شديد الالحاح عن علاقتها بالله. رآها شاد راكعة والدموع تملأ عينيها وتنهمر على خديها، ففرح اذ رأى عمل روح الله داخلها. لكن لم يسألها عن شئ . اراد ان يتركها بمفردها لبعض الوقت لكي يسرا معا. لذلك انهمك في الاعداد للامتحانات المفترض ان يجتازها منتظرا تلك اللحظة السعيدة التي يفرحان فيها معا.