اعتقدت الين ان هؤلاء الاصدقاء سوف يقضون الصيف في الجامعة، يذهبن الى البحيرة في زيارة قصيرة بين الفصول الدراسية. لكن في بداية مايو بدأ الاستاذ نيقولاس يتحدث عن نيته في القيام برحلة لاجراء بعض الابحاث مع د. كنسولفنج في معامل زينيا.
اخبر الاستاذ الين: "بالطبع انا اريدك ان تذهبي معي، انسة الين. انك عيني الثانية، وبهذه الطريقة يمكنك الاستمرار في اعداد الرسومات اللازمة لكتابي العلمي الذي اقوم بتاليفه."
للمرة الاولى بدأت تطلب فرصة لزواجها الملح بشاد. كانت متلهفة للسفر مع الاستاذ والاستفادة من فرصة العمل في معامل زينيا، لكن كيف يمكنها ان تترك شاد؟ كل مرة تراه فيها يصبح اكثر قربا الى قلبها. وكانت متأكدة انه لا يريدها ان تبتعد عنها حتى حلول الصيف. فكرت طويلا في حل هذه المشكلة. واخيرا حلت بطريقة غير متوقعة.
ذات مساء التقت الين شاد على العشاء. في الحال ادركت انه في مازق. بينما يجلسون الى الطعام، سلمها خطابا من البيت. قرات –
ابني العزيز!
حاولت كثيرا الا اكتب هذا الخطاب لك. لكنك تأخرت كثيرا في العودة بسبب دراستك. كنت ارجو ان تستمر في دراستك بدون ان يعطلك شئ. اعرف انك خططت لبعض العمل الشاق هذا الصيف. لكن ليس لدي احد اخر الجأ اليه واعرف انك سوف ترغب في ان تساعد.
سقط بوب بالامس وكسرت ساقه. انزلق على الدرج. ماري وجدته مغشيا عليه. اخافها ذلك حتى الموت. انه في المستشفى الان يستريح. لكنه الان يفكر في العودة للعمل، لان العم جون لا يمكنه الاستمرار بمفرده. يمكننا ان ندبر امورنا لعدة اسابيع قليلة حتى تنتهي الدراسة. لكن يؤسفني ان اقول لك انه يجب عليك العودة للبيت من اجل عمل الصيف. انت تعلم كم اكره ان اطلب هذا. بوب وكوني تضايقا بسبب ذلك. فقط ماري مسرورة، كل ما يمكنها التفكير فيه هو انك عائد للبيت، وبين حزنها لما اصاب بوب وفرحها بسماع خبر مجيئك تمزق قلبها.
يجب ان اسرع للذهاب الى المدينة الان. سوف اكتب اليك كل يوم. لا تقلق لان الطبيب يقول ان بوب بخير. وانا اعلم ان يد الله في هذا الامر كما في سائر الامور. انه لامر معز جدا ان نتأمل في عمل الله معنا.
امك
تناول شاد الخطاب من الين مرة اخرى ووضع يده الضخمة فوق يد الين الصغيرة.
قال متوددا اليها: "انصتي! يجب ان اذهب الى امي. انها في حاجة اليّ. بوب العجوز ربما يحزن جدا بسبب هذا. لكن لا يمكنني التفكير انني سأتركك".
ضحكت الين: "لماذا؟ لقد بقيت معك الصيف الماضي، ولم تقلق انت عليّ هكذا".
حاول ان يصحح ما قاله: " لا اعرف. لكن بكيفية ما اتذكر نوع من مشاعر عدم الرضا خالجتني طوال الصيف الماضي. من المؤكد ان هذا هو السبب".
ضحكا كلاهما، ثم عاد وجه شاد الى ملامح جادة: "الين، الن تذهبي معي الى بيتي؟ سوف تحبينه. كل افراد عائلتي سوف يحبونك، وعلى الرغم من ان بوب مريض سوف نتمتع بقضاء فترة صيف رائعة".
قالت وهي تبكي: "شاد، كيف يمكنني ان.. يجب ان نخبر الناس بزواجنا".
"اعلم انه.. حبيبتي، لكن هذا لن يؤذ. لا يمكنني ان اتركهم..
تألق وجه شاد مرة اخرى: "لا يمكنني ان اتركك. دعينا نعمل في صمت بينما العالم يراقب."