سر السعادة هو ان ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون ان تسكب قطرات الزيت من معينك (تتمم عملك او واجبك)، فالسعادة حاصل التوازن بين اﻻشياء.
الباحثون عن لب الملفوف (الكرنب) لن يجدوا شيئا، لقد زهدوا في ورق الملفوف بحثا عما هو اثمن في نظرهم، فاكتشفوا بعد فوات اﻻوان اﻻ شئ اثمن من ذلك الورق، وان هذه الثمرة ليس لها لب، وان شئت فقل: كلها لب!
الحياة احيانا كالنكتة العابرة يحسن ان تضحك لها دون تفكير طويل (في معنى النكتة)!
ان كنا قد دخلنا الحياة من باب المعاناة، دخلناها من اضيق ابوابها، فلندخل من ابواب اﻻحﻻم الجميلة الواسعة وهي كثيرة!
ان النظرة السوداوية للحياة كفيلة بسجن صاحبها في قبو مظلم فاسد الهواء، يذكرك بالوصف الذي وصفها به احدهم:
اماه، ليتك لم تغيبي تحت سقف من حجار
ﻻ باب فيه لكي ادق، وﻻ نوافذ في الجدار
ﻻ غرابة ان تجد ضحايا التشاؤم واﻻنغلاق النفسي، يرددون عبارات الحنين الى الرحيل، بل وينتقدون من يحاول حرمانهم من هذه المتعة الوحيدة المتبقية لهم في الحياة، ان صح انهم احياء!
استخدم ساعتك:
استخدم المورفين كمسكن لﻻلم، ولكن حين كرر حقنه اصبح عاجزا عن اﻻستغناء عنه حتى لو لم يتألم.
تتسلل الى اﻻعماق وتختلط بالوجدان وبخلايا الجسم وتصبح جزءا من فلان : الشيشة والمقاهي والسهرات..
بادر باقتلاع الحشائش الضارة من حديقتك واﻻ افسدت الحديقة كلها.
الكون حي يحب الحياة
ويحتقر الميت مهما كبر
فلا الافق يحضر ميت الطيور
ولا النحل يلثم ميت الزهور.
ﻻ تكن يابسا فتكسر وﻻ لينا فتعصر.
عليك باوساط اﻻمور فانها خيار وﻻ تركب ذلولا وﻻ صعبا.
المرونة تعني التنقل بين الحسم والتردد ، وبين الصرامة واللين..
عليك اﻻ تضع البيض كله في سلة واحدة.
ﻻ تجعل سياستك قائمة على المعارضة فقط، وكأنك مشغول بهدم ابنية اﻻخرين.
ان الكشوف المذهلة المتعلقة بالدماغ البشري اكدت قدرته على ابداع البدائل واستخدام الطرق غير التقليدية لحل المشكلات.
المرونة الذهنية تحميك من التعصب للنتيجة التي حصلت عليها وكنت تظن بانها نهائية.
في الحوار يمكن ان تضع الطرف اﻻخر على محك مثل حد السيف.
ﻻ يكن حبك كلفا وﻻ بغضك تلفا.
وحاﻻت الزمن عليك شتى وحالك واحد في كل حال.
ليلة ما هبت عاصفة هوجاء، اكثر بكثير من المعتاد، وعندما انبلج الفجر، كانت شجرة البلوط مقسومة الى نصفين، ولكن بجوارها كانت القصبة الضعيفة (التي مالت مع العاصفة) قائمة، تلوح الى ضوء الشمس وتتحدث عن العاقبة!
العادات العامة اﻻجتماعية يتم تغييرها ببطء شديد. وربط ذلك ابن خلدون بالسلطان فقال: الناس على دين ملوكهم.
حاول حاكم الماني اصدار قانون يمنع وضع الميت في تابوت (التكفين) ووضعه في كيس بلاستيك بدلا من ذلك، فتمرد الناس وبقوا على ما هم عليه!
هل المطلوب كسر تابو العادات والتقاليد؟ ام تفعيل قانون اﻻزاحة والتخلية؟
العقل الكسلان الذي ﻻ يحب اﻻسئلة والتفكير يفضل مرور اﻻمور كما ورثها دون تغيير.
كانت الدمى تحرك من وراء ستار فيتحرك ظلها.. اشتهر هذا الفن – مسرح العرائس او مسرح الظل في العصر العباسي.
البشرية اسرة واحدة تفرقت من مواطنها وثقافاتها وبقى الطبع الفطري الذي يتشابهون فيه.
تأثير الدراما ليس مقصورا على مجتمع ما، فمن ذا الذي يمكنه ان ينكر تأثير فيلم اﻻم المسيح وتيتانيك..
التاثر والتاثير داخل المجتمع الواحد مفهوم، لكن عبور الحواجز والحدود ووجود مجتمعات تستقبل ولا ترسل، تتاثر وﻻ تؤثر امر معيب!
البحث عن اﻻبتسامة عبر ما يسمى بالكوميديا هو احد اهداف اﻻعمال الدرامية.
سيظل الجدل الفقهي والشرعي قائما حول مشروعية (تصوير اﻻنبياء) لكن ﻻ يحسن ابدا ان يكون هذا الجدل مدعاة للتوقف واﻻنتظار.
لن ينتهي الجدل الفقهي، وﻻ يجب ان نحجر عليه، لكن الحياة تبقى منطلقة في مجاﻻت اﻻقتصاد والسياسة .. باوسع مما يقول الفقيه.
كثيرا ما كان مظهر التدين منفرا للاجيال ومدعاة للسخرية في الدراما العربية! بل والمعاني اﻻيمانية والقيم اﻻخلاقية كثيرا ما تعرضت للتشويه..
العالم اليوم شاشة واحدة وجهاز واحد يحمله فتى في جيبه.. فهل بمقدورنا ان نضع بصمة تعبر عن عقيدتنا ولغتنا وثقافتنا؟
(بشأن مسلسل عمر) كان لرئيس اللجنة الشيخ يوسف القرضاوي راي يجوز فيه ظهور الصحابة بعد ان كان يمنع ذلك، مراعاة للمتغير..
لم تستطع الفتاوى ان تمنع مشاهدة المسلسلات واﻻفلام الرومانسية القادمة من تركيا وايران..
الدراما كانت وﻻ زالت ديوان شعوب العالم، التي ابرزت فيها عاداتها وطريقة تعاطيها مع مشكلات الحياة والتعبير عن اﻻمها وتطلعاتها.
لغة ضخمة في التعبير والتغيير وصناعة الراي العام، تعتمد على مجموع الحواس، وليس على مجرد السماع، وتخاطب اﻻنسان كله وتستهدف المتعة واﻻثارة والتعليم في وقت واحد.
الحفظ ليس مجرد تلقين، ولكنه وسم راسخ في العقل والقلب يصعب محوه.
جمهورية المهمشين:
تغير امام المسجد عما كان عليه، فاصبح معتكفا على الكمبيوتر، متابعا ﻻحدث اصدارات اﻻجهزة الذكية، وصار متسابقا ماهرا في ماراثون تويتر.. وصنع لديه هموما (اهتمامات) جديدة لم تكن مألوفة في قريته الوادعة اسفل الوادي.. لم يعد الامام يرى اﻻ في المناسبات وبحضور منقوص، انه يعيش ذهنيا وعاطفيا في عالم اخر وبهموم مختلفة.
اضف الى ذلك ان اخوه اﻻصغر انهمك في (البلاي ستيشن) وتحول عبر ثلاث سنوات من مستخدم ساذج يلعب ليتعب وﻻ يعنيه ان يكون المشروب خمرا او ماءا او مشروب طاقة، الى ان اصبح ماهرا عارفا بمميزات اﻻلعاب..
القائد الاعلامي اقرب الى الملهم وليس الى مصدرا للاوامر وﻻ نجما ينال التصفيق واﻻعجاب.
الفائدة والمتعة معا جعلتني اقضي وقتا ﻻ بأس به مع اصدقاء (الفيس بوك)، و(تويتر)، وتعودت على صياغة العبارات الموجزة المشبّعة بالمعنى، تعبيرا عن تجربة عابرة او عميقة في الحياة، واشراكا للاخرين في حالة شخصية او موقف انساني.
لم يكن الهجوم المضاد غريبا بالنسبة لي، ولكني اقتربت باﻻكثر من شهادة المولد (منبع) الهجمة المضادة.. ﻻدرك ان اكثر اﻻنتقادات اللاذعة تنطوي على فائدة جديرة بالاعتبار.
القصة ليست مجرد تدوين، بل مدرسة للتواصل اﻻجتماعي، ونقل للخبرة الشخصية، وتحقيق لطبع اﻻنسان في المدنية والتخاطب، ونمط جذاب في الحوار.
التواصل جزء من كينونتنا منذ القدم.
حديث النفس الهامس الطويل او المتقطع يتم عبر خواطر او حوارات، ﻻ احد يسمعها غيرك، تقتطع جزءا واسعا من عمرك، تسميه انت: سرحانا، او نستالجيا (استذكار لماض) او هاجسا .. هو عندي مهم فﻻ تكتف بمجرد اﻻنسحاب منه لتعيش لحظتك، استرسل معه، وزاوج بينه وبين قدر من الوعي والتأمل..
حين نقطع اواصر نا عمن حولنا نعيش عزلة خانقة مخيفة، وتنهشنا اشباح الموت، ونحن احياء، لسنا جزرا منعزلة وﻻ افﻻكا فضائية سابحة، وحتى الجزر واﻻفﻻك بينها وشائج واواصر فجمال الحياة هو لذة الوصل.
تحول ضخم حدث في المنظومة اﻻعلامية.. اذ اصبح اعلام الناس، كل الناس مقابل اعلام تقليدي معبر عن فئة او جهة. اﻻعلام القديم هو اعلام فئة او حزب او حكومة. جمهورية المهمشين عبر اﻻدوات البسيطة التي لا تتجاوز امتلاك جهاز محمول، سمحت للملايين بالتعبير عن صوتها وكسر احتكار الاعلام.. وبمقتضاها لم يعد ممكنا اقصاء احد..
انها صوت الناس الداخلي المعبر عن تطلعات اليوم وتطلعات الغد والتي قد تكون نقيض ما يفكرون في اليوم.
هذا التحول الغى سلطة الرقابة، فلم يعد في اﻻعلام الجديد وزير وﻻ رئيس تحرير، انما الرقابة الذاتية التي تنطلق من اﻻنسان ذاته.
بساطة هذا اﻻعلام وعفويته وفطريته هي التي جعلته يستحوذ على الكثير من المتابعين..
وربما كانت مصداقيته اعلى، لبعده عن الضغوط الناتجة من الرعاية والدعم وﻻمكان قياسه بلغة اﻻرقام، فعدد المتابعين، ومرات اعجابهم، وتعليقاتهم، مؤشر ﻻ يمكن تجاهله.
اﻻنسان ليس حجرا وﻻ نباتا وﻻ حيوانا يكفي ان توفر له الماء والهواء والطعام لينمو، كلا.. هو عقل يفكر وروح تتطلع وقلب ينبض، هو احلام مستقبلية ، هو كينونة خاصة وبصمة لا ينوب عنه فيها احد..
شبكات:
في جلسة غداء مع اسرتي اكتشفت حوارا ساخنا صامتا يدار بواسطة (الواتس آب) بينما الصمت يخيم على مجلس يفترض ان يكون فرصة لحوار مسموع!
في هذا اﻻعلام يتعلم اﻻنسان المسئولية من الحرية ﻻ من الرقابة، ويجرؤ على نقد الحكومات ويتعود على العمل ضمن فريق اجتماعي متضافر لمكافحة الفقر..
حتى المواقع الشبكية الضخمة والشهيرة اصبحت تشهد تراجعا لصالح نهضة اﻻعلام اﻻجتماعي.
(يونيوب) و(جوجل) العملاق اثبتا تماسكا ومواجهة للمنافسين.
اي منتج ينجح اذا كان يلبي طلبات المستخدمين.
الثناء على اﻻيجابيات ليس تزكية مطلقة، ﻻ يشترط اﻻ نثني اﻻ على ما هو خير محض، بينما الواقع هو مزيج من الخير والشر.
المباهاة بالحضور والمتابعين (الفولورز) .. استجلاء جوانب الموضوع، و(الهاشتاجات) الحاشدة تحمل الكثيرين على المشاركة ولو تحت بند الفضول.
يروى عن لقمان ان رجلا عاب خلقته فقال: تعيب الصنعة ام تعيب الصانع؟
قد يفقد المرء في الشبكات استقلاليته ويسعى خلف راى اﻻغلبية دون تمحيص.
صناعة صداقات وعلاقات كبيرة حتى مع البعيدين جغرافيا وقد يحدث بازاء ذلك اﻻنفصال عن القريب.
ثمة تغيير معرفي ناتج عن عملية التعرض الطويلة لمصادر المعلومات الجديدة، يجتث معارف قائمة ويحل بدلا منها اصوﻻ معرفية جديدة.
الثراء السريع ، اﻻشتهار السريع، يعقبهما اﻻنطفاء السريع.
اصبحت الشبكات كالمطر وتجاوز عددها ال 700 موقع تواصل اجتماعي.
القراءة السريعة اصبحت مثل الوجبات السريعة تسبب السمنة..
هاشتاج:
اﻻخبار السيئة تنتشر اسرع!
الحملات اﻻجتماعية في اﻻعلام الجديد كالهاشتاجات تاتي كبديل عما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني ..
شاعر البلاط:
ضفدع ماوتسي تونغ كان ينظر الى السماء على انها بحجم فوهة البئر الذي يقبع داخله، ولو صعد الى خارج البئر لعرف ان ما كان يراه ليس اﻻ جزءا ضئيلا من سعة السماء!
كل المشكلات واﻻزمات والفقر والبؤس والجهل والمرض والتخلف ﻻ تزول اﻻ ب (الزعيم اﻻوحد) كما كانت اﻻذاعات العربية تردد:
يا واحد العرب الذي امسى وليس له نظير
لو كان مثلك في الورى ما كان في الدنيا فقير
من العادات المدمرة للشركات الناجحة ان يغيب عنها اﻻحساس بالمنافسة.
النقص صفة ﻻزمة للبشر مهما بلغت فضائلهم، انه كمال مشوب بالخطية والشطط.
عادات ناعمة:
المهم ليس هو تغيير المراة بل تغيير النظرة الى المراة- نظرة المجتمع اليها ونظرتها الى نفسها.
من عادات المراة ان تعبر عن مشاعرها وتعتني بالتفاصيل التي قد يعتقد الرجل انها تافهة وهي مهمة في نظرها .
(ذكرني ذلك بوالدتي حين كانت تحب ان تحكي لنا قصة بكل تفاصيلها فلا تعرف ان تسرد التفاصيل وبالتالي تتوقف عن الحكي- اهم من القصة تفاصيل القصة).
عقل المراة ليس ضعيفا ولكنه مختلف ولها طريقة خاصة في التفكير.
كتمان اسم المراة وكانه عيب عادة شائعة.
المؤتمر الاسلامي عقد في اﻻزهر عام 2006م لحظر انتهاك جسد المراة وشارك فيه اطباء ومتمون وشرعيون وتوصل الى ان الختان الذي يمارس اﻻن كعادة اجتماعية في مصر والسودان وعدد من البلاد يلحق الضر بالمراة جسيا ونفسيا، ويجب اﻻمتناع عنه لقيمة عليا من قيم اﻻسلام وهي تجنب اﻻضرار.
جرائم الشرف عادة جاهلية.
ذاكرة الزمان:
هل تحن الى ايام الطفولة؟ ما الذي كان يعجبك فيها؟
ﻻ تكن (نكوصيا) يلتفت الى الوراء دائما، كن (واقعيا) يصنع فرحته من ادواته الحاضرة.
النار، بداياتها تحتاج صغار اﻻعواد وتبدا بشرارة قد تنتهي فورا، وربما اطفاتها الريح، ولكنها حين تكبر تاكل اﻻخضر واليابس. تنضبط فتشبه هبات اﻻصلاح والتغيير وتنفلت فتشبه الحروب والفتن العمياء. اذا اقتربت منها احترقت واذا ابتعدت ضربك الصقيع.
من اقسى جرائم اﻻحتلال تشويه المسافة في حياة الفرد. يغلق اﻻحتلال الطريق بين مدينتين فيجعل المسافة بينهما اضعاف ما تقوله خرائط الجغرافيا.
تكرار الحديث عن ماسي الماضي واخفاقاته هو استدعاء لها ونفخ للحياة فيها من جديد. والدندنة حول مخاطر المستقبل تعوف عن العمل في الحاضر فيخسر المرء ابعاد الزمن الثلاثة.
الحاكم الذي يتحدث عن الحرب اﻻهلية انما يحضّر لها.
ما اجمل ان ينبثق الحلم الجميل من قلب المعاناة. واجمل منه ان يتحول الحلم الى هدف تستشرفه وتضحي من اجله بالنفس والنفيس.
عن كتاب: زنزانة - عادة مدي الحياة
د. سلمان العودة