في موكب القيامة
بقلم: عادل عطية
على جناح التيه .. في عتمة الليل.. وقف الشيطان يتامل اخر كوكبة من الشهود، تنساب في قتام الظلام، تاركة بحر الجلجثة.
كانت رياح الشر قد هدات وامواج الغدر قد همدت بعد ان طرح يسوع من السفينة وابتلعه حوت الموت.
وجد ابليس نفسه شامخا فتنسم الصعداء وبقهقهة هستيرية اذاع انتصاره:
لقد دفن في جب النهاية، وسر الخلاص معه. احشاء الموت تعوي، لهيب الحمل يذيب خلاياها. تلفظه عن غصة اليمة على شاطئ الهاوية في فجر القيامة..
لقد دشن السيد الطريق الضيق وها هو يلتقي باهل نينوى، البشرية في عرسها.. عرس قانا القيامة.
نضبت خمرة الموت الابدي التي اسكرت البشرية حتى الثمالة، فسقطت الى التراب الادنى، وتمرغت في العار، واستسلمت للهلاك.
اخذ المخلص من نبع جراحه الذي فجرته الحرية. اخذ الدم والماء وصنع خمرة مباركة:
اشربوا دمي الذي سفك لاجلكم. خذوا حياتي في كيانكم واتحدوا بي ليكون لكم حياة الله.
ارتفع كاس الخلاص بين الناس بالخمرة الجديدة التي نالت لونها ورائحتها من الجلجلة.
فاسكرت بمذاقها الرجال والنساء المسبحين الذين عاينوا عذوبة الحياة الجديدة.
يسقط لوسيفر عربون سقوطه الاخير،
وترتفع ذبيحة المحبة في مجد. تتحد الارض بالسماء عبر نسائم الرضى.
عادل عطية