سلسلة نسب المسيح:
أ- بحسب متى:
المسيح هو الانسان الوحيد في التاريخ البشري الذي حفظ سجل نسبه لاب البشر ادم. وهو الوحيد الذي – بالاضافة الى جوهره الالهي – تتوقف قيمة الانسانية على سلسلة اجداده، لان منها نعرف انه ابن داود المخلص المنتظر.
ب- بحسب لوقا:
اورد لوقا في بشارته جدولا اخر لنسب المسيح يختلف بعض الاختلاف عما اورده متى. ولكننا نقول ان الجدولين متفقان في تان يوسف رجل مريم ام يسوع هو الحلقة الاخيرة فيهما. ويتفقان ايضا في حلقات النسب بين ابراهيم وداود. ويتفقان في اسمي شالتئيل وزربابل وقت السبي. لكنهما يختلفان اختلافا فرح له المنتقدون. من هذا الاختلاف ان متى يقدم الاسماء من يسوع راجعا الى ابراهيم واما لوقا فالى ادم. ويتبع متى سلسلة سليمان بن داود، واما لوقا فيتبع سلسلة ناثان بن داود. ويذكر متى ان يوسف ابن يعقوب، اما لوقا فيجعله ابن هالي والد مريم، وكان اليهود احيانا ينسبون الرجل الى والد زوجته (قارن ما حدث مع عائلة برزلاي عزرا2: 61ونح7: 63). والحلقات في متى بين داود ويوسف تنقص كثيرا عنها في لوقا. فالامر ظاهر ان بعض الحلقات متروكة، لان كلمة بن وكلمة ولد تردان احيانا في هاتين السلسلتين بالمعنى الواسع، مثل القول ان يسوع "ابن داود ابن ابراهيم". لان متى يذكر 4 حلقات فقط في ايام القضاة بين راحاب وداود، مع ان المدة 450 سنة.
على ان البشيرين متى ولوقا يوضحان اصل المسيح الالهي، فمتى بعد ان يقول في كل الحلقات السابقة فلان ولد فلان" لا يقول – كما كنا نتوقع – يوسف ولد يسوع، بل "يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح". ولوقا يقول "وهو على ما كان يظن : ابن يوسف". ولو كان بالجدولين ما يستحق المعارضة لفعل قادة اليهود ذلك من البدء.
جبرائيل يبشر زكريا:
اضطرب زكريا لرؤيته الملاك، لان ذلك امر طبيعي من اي انسان عندج رؤية ملاكا مهما كانت درجة تقواه وصلاحه.فليس صالح الا ويعرف ذاته خاطئا، والضمير الحي يجعل صاحبه خائفا في حضرة الاطهار اذ يبكته على اقل الهفوات.
وكان اخر ظهور ملائكي من 500 عام ، وبذات غرضه الحالي – وذلك لدانيال، اخر الانبياء العظام قبل المسيح (دا10). اذ بشره بميلاد صبي واعطاه الاسم الذي يطلقه عليه. واخبره انه سيكون عظيما اذ ينجح نجاحا باهرا في الرسالة المكلف بها "يرد كثيرين الى الرب الههم".
وزاد بما هو اعظم من هذا اذ قال له ان هذا الصبي سوف يكون المبشر بظهور المسيح الموعود به، فيتقدم امامه متمما النبوة التي كان يعرفها كل يهودي ان ايليا ياتي قدام المسيح ويهئ لرب شعبا مستعدا.
امامنا المرة الوحيدة التي فيها يبشر الملاك بميلاد ولد تكون وظيفته ان يبشر بقدوم اخر اعظم منه.
جبرائيل يبشر العذراء:
لا يسلم العقل ان المعجزة الفائقة التي هي تانس كلمة الله تحدث دون ان تحوطها معجزات اخرى ترافقها وتثبتها، فمعجزة البشارة لزكريا وقصاصه، وحبل اليصابات العجيب، هي مقدمة المعجزات التي احاطت بولادة المسيح.
وهذه كلها تسّهل تصديق تلك المعجزة الاعظم التي تتبعها قريبا – وهي ولادة المسيح من عذراء، فتتحقق فيه النبوات العديدة. وليس في التاريخ البشري شخص غيره تنطبق عليه تلك النبوات او تلائمه تلك الرموز. كذلك حق الحكم بان يسوع الناصري هو المخلص الموعود به.
كانت تحية الملاك لمريم ابلغ من تحيته لزكريا ، اذ قال لزكريا "لا تخف" بينما قال للعذراء "سلام لك ايتها الممتلئة نعمة" فقد انعم الله عليها بشرف لا تساويه القاب الملوك وعظمتهم. "فلما راته اضطربت" وتحيرت من التحية فطمانها حالا كما فعل مع زكريا وقال "لا تخافي" مناديا اياها باسمها وكرر تهنئته لها "لانك وجدت نعمة عند الله". ثم اخبرها بما هو اعجب من حبل اليصابات بانها ستلد وهي عذراء. هذا الابن لا يكون فقط عظيما بل انه "ابن الله".
طلبت مريم ايضاحا لطريقة اتمام الوعد فقط، فاعطاها الملاك علامة مفرحة، وهي خبر المعجزة التي حصلت لاليصابات.
كان اليهود يحدثون اطفالهم عن مجئ المسيح الذي يخلصهم من طغيان الاعداء. وكان انتظارهم هذا سبب ثورات دموية اثارها مسحاء كذبة بدافع التهوس الوهمي والطموح الشخصي او الطمع المادي. وكانت هذه الثورات تاتي عليهم بالوبال.
ولادة المسيح:
كانت مريم تسكن الناصرة، لكن نبوة ميخا تقول ان المسيح يكون من بيت لحم. فاي دافع يسوق يوسف ومريم من الناصرة الى بيت لحم محتملين مشقة سفر 4 او 5 ايام في اول فصل الشتاء، ومريم على وشك الولادة؟
ان الله يستخدم لاتمام مشيئته – ليس الملائك فقط – بل والملوك ايضا. صدر امر اوغسطس قيصر باجراء احصاء عام لرعاياه. وفي ذات الوقت يكون هذا الاحصاء توثيقا لميلاد المسيح في سجلات الدولة الرومانية.
الملاك يبشر الرعاة:
لما تاسست الارض ووضع حجر زاويتها ، ترنمت كواكب الصبح معا وهتف جميع بني الله، لكن هذا الهتاف والترنيم لم يطرقا اذانا بشرية. انما لنا تاسس الفداء، ووضع حجر زاوية الخلاص للبشر الخطاة بتانس الابن الازلي، سمع فوق سهل بيت لحم هتاف ملائكة الله في اذان رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل.
وحالما اكمل الملاك هذه البشارة السعيدة، ظهر جمهور من الجند السماوي، ظهروا مسبحين الله.. ان تسبيح الله هو عملهم في السماء، ولما جاءوا على الارض كان هذا ايضا عملهم . حقا ان ملكوت الله هو بر وسلام وفرح (رو14: 17).
قتل اطفال بيت لحم:
من يقدر ان يتصور لسعات ضمير هيرودس في ساعات الموت، وخصوصا متى طالت هذه الساعات، وكانت علته لا ترحمه؟ ظن هيرودس لما قتل اطفال بيت لحم انه يعيش وان الصبي الذي خشى ان يهدد عرشه قد قتل. لكن بعد ايام قليلة كان هيرودس في قبره بينما كان الصبي يسوع محروسا.
في ملء الزمان :
جاء المسيح رئيس السلام في وقت عم فيه سلام الارض نادر الحدوث. وجاء في وقت توطد فيه الامن، وتوفرت المواصلات في الداخل والخارج تسهيلا لاسفار رسله الكرام. وذلك بواسطة امتداد لا مثيل له في التاريخ لسطوة سياسية موحدة منظمة شاملة. هي سطوة الامبراطورية الرومانية.
وكانت اللغة اليونانية، افضل اللغات القديمة، منتشرة مع فلسفتها البليغة تسهيلا لتوزيع انجيل المسيح. لا سيما ان اليهود كان لهم في الشتات ترجمتهم اليونانية للتوراة.
جاء المسيح في وقت تفاقم فيه الشر في العالم لتتضح شدة الحاجة الى مخلص.
جاء المسيح في وقت اكتملت فيه الوسائل الاخرى التي استخدمها الاله سبحانه لرد البشر عن شرورهم. ومع هذا كانت الشرور تزداد، فامتلات صدور الاتقياء القليلي العدد ياسا جعلهم يتوقعون ظهور المسيح المخلص بفارغ الصبر.