الأحد، 18 سبتمبر 2011

في انه يجب على النفس أن تصغي إلي كلام الله



اسمع صوت الرب {من يحبني يحفظ كلمتي وأبي يحبه وإليه نأتي وعنده نجعل مقامنا)"يو23:14").
شيدّ في قلبك وابن منزلاً فيأتي المسيح إليه ويعلّمك ويتحدث إليك .
حين أظهر المسيح مسكنه لتلاميذه ، جاءه اثنان وأقاما معه.
فيا له من نهار سعيد ! ويا لها من ليلة سعيدة قضوها معاً ! ومن ينبئك بما أخذاه عن الرب؟
أطلب السلام يحدثْك هو من الداخل حيث لا أحد سواه . أطلب السلام يدخل المسيح إلي قلبك فلن يعود يعطش في عزلته ولن تعوزه الينابيع التي يشرب منها.
حيث لا تجد وحيه وعذوبة نعمته فعبثاً تدويّ كلماته من الخارج. الكلمات التي أسمعها في الخارج أشبه برعاية المزارع للشجرة ، يحوطها بها من الخارج. ليسقيها ويشذّبها وأياً كانت تلك الرعاية فهل هو الذي يكّون فيها الثمر ويكسو عريها بظل أوراقها؟ أيعمل ما يعمل لينميها من الداخل؟
أصغ إلي الرسول وأنظر إليّ وأصغ إلي المعلم الباطني{أنا غرست وابلّوس سقي لكن الله هو الذي أنمي . فليس الغارس إذن بشيء ولا الساقي بل المنمي وهو الله "1كور6:3-7"}.
إليك ما أقول : أغرست أنا أم سقيت بكلامي ، فلستُ بشيء . بل الله الذي ينمي بعذوبة منه يفُقّهك في كل شيء.
أنا أتكلم ، لكن الله يعلّم ، وأنا أتكلم ، لكن الله يفقّه.
ليس سعيداً الإنسان الذي يتعلم من إنسان ، بل من علَّمه الرب وفي شريعته يفقّه.
أنا أزرع وأسقي وعلى الله أن ينمى . الزارع والساقي في الخارج يعملان ، أما الذي ينُمي فمن الداخل يعمل.
لا تقل : أين هي وفرة عذوبة الله ؟ وأنيّ لي أن أظهر لك وفرة عذوبته ، وقد فقدت حاسة الذوق في حمىّ الإثم ، إن لم تعرف العسل ولم تذقه فلا تستطيع أن تشيد بحلاوته.
إن لم تكن حاسةُ قلبك مستعدة لأن تتذوقَّ عذوبةَ الله فما العمل؟ وكيف أظهرها لك ؟ ولستَ ممنّ يقال لهم {ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب}. مزمور 9:33}.
إن سمعتَ ولم تفهمْ ما يقال لك فلا يتحدث الرب إليك من الداخل . يتحدَّث اللهُ إلي الذين يقدّمون له محلاً ولا يتركون للشيطان محلاً أخر.
يريدُ الشيطان أن يسكن قلوب البشر وأن يُسرّ إليهم بكل ما يغريهم . إن تركت للشيطان محلاً ، فلا تفهم حديث الله إليك ، وعقلك غائب عنه.
الله يكلّمك بحسب الروح ، وأنت تسمع بحسب الجسد .
إن موضوع حديث الله إليك لا يلائم فيك حاسةُ السمع والنظر والشم والذوق والحس . وحدهُ العقل يدركه ويتمثَّله . وإن كان عقلك غائباً فكيف تفهم حديث الله إليك ؟
الله يحدثك عن مواهبه ، وأنت تفكّر جسدياً ، وتعطش جسدياً ؛ وعقلك غائب . أتقفل قلبك وتشكو المفتاح؟ أخرُّ يشغل قلبك ، وهو خصم المسيح الذي أعطيته فيه محلاً.
بابل تحملك وتلفّك وتغذيك وتتحدَّث إليك ، أنت لا تمُسك إلا بما يلمع إلي حين ؛ ولا تتأمل في الأشياء الأزلية. ولا تفهم الروحية.
أيها الإنسان المليء بالشهوات الشريرة كيف تدرك قيمة أورشليم السماوية؟ يجب أن تُفرغَ ذاتك ممَّا يملأها لتملأها ممَّا ليس فيك.
عُدْ إلي قلبك وطهّره تجد المسيحَ يحدثّك ، أنا أصرخُ لكنه يعلّم بصمتهَ ، أكثر . أنا أتكلم بنبرة كلامي أما هو فيكلمك من الداخل بخوف الكلام . ويزرع كلماتي في قلبك.