الأحد، 18 سبتمبر 2011

العطاء القاتل

كان حارس لفنار احدى الجزر الساحلية النائية، وقد تأخرت سفينة امداد الفنار ومن حوله من السكان بالزيت عن موعدها، وبدأ الناس الذين يعيشون حول الفنار ينزعجون ويضطربون.اذ لم يعد لديهم زيت لاضاءة المصابيح، اما ذلك الحارس فقد كان يحب تلك الجماعة كثيرا ، فبدأ يقتسم مع أفرادها ماكان لديه من الزيت المخزن لاضاءة الفنار. وفي ليلة انتهى الزيت ، ولم يجد الحارس ما يشعل به النار فوق الفنار.
ويا للمأساة، ففي الليلة نفسها اقتربت السفينة المتأخرة ، وصارت على وشك بلوغ الشاطىء, ولم تجد ضوءا يهديها ، فارتطمت بالصخور وانفجرت وغرقت وغرق معها كل أمل سكان الجزيرة باحتياجاتهم.
هذا هو العطاء القاتل.ان عطاء ذلك الحارس كان سببا في ضرر بالغ له وللجماعة التي أحبها. اية خسارة يمكن أن يصيبنا وتصيب من حولنا عندما نفقد كل طاقتنا في العطاء لهم حتى لايبقى لنا في اليوم وقت ولا طاقة للاختلاء بالرب والتزّود به ؟
اية خسارة لنا عندما نهتم بالعطاء ولانهتم أن نستمر مضيئين؟
اية أضرار تقع علينا عندما نعطيهم بدون حكمة ، وبدافع الحب والثقة فقط...
فاعط في خدمة الاخرين ولا تتردد، وساهم بكل قدراتك في اسعاد من حولك. لكن احرص على الا ينفذ عطاؤك لانك ترتبط بالمنبع الذي تأخذ منه.