الجمعة، 1 يناير 2016

الفرص الضائعة


في الواقع لدينا فرص لعمل الخير لا حدود لها، ولكننا أيضا يمكن ان نفوّتها. هناك قلوب يمكن ان ندخل الفرح اليها. هناك كلمات رقيقة يمكن ان نقولها للاخرين. هناك هدايا يمكن ان نعطيها لاحبائنا. هناك أفعال يتعين علينا القيام به. هناك التزامات يجب اداءها.

يجب علينا ان نتذكر أنه "عندما نكون في خدمة اخوتنا من البشر فنحن في خدمة إلهنا، لأن الذي لا يحب اخاه الذي يبصره لا يعرف ان يحب الله الذي لا يبصره. إننا قد نجد أنفسنا في موقف لا نحسد عليه مثل شبح مارلي، الذي تحدث إلى بنعزر سكروج البخيل في رواية تشارلز ديكنز "عيد الميلاد كارول". لقد تحدث مارلي بأسف عن الفرص الضائعة. فقال: "سوف تجد الحياة الفانية قصيرة جدا. لا اعرف أي قدر من الأسف يمكن أن يعوض فرصة الحياة: الفرص التي اساأت استخدامها! ومع ذلك كان هذا ما حدث! يا لشقائي! 

وأضاف مارلي: "لماذا كنت أمشي بين الاخرين وقد حولت عيني إلى أسفل، ولم ارفعها إلى ذلك النجم المبارك الذي قاد المجوس إلى مكان المسيح؟ ألم تكن هناك بيوت فقراء ضوءها قد لاح لي! "

لحسن الحظ، كما نعلم، غيرت كلمات مارلي حياة سكروج البخيل للأفضل.

لماذا كانت رواية ديكنز "ترنيمة عيد الميلاد" بهذه الشعبية؟ لأنها قدمت فكرة جديدة لم تقدم من قبل؟ وأنا شخصيا أشعر أنه مستوحاة من الله. فهي تجمع أفضل ما في الطبيعة البشرية. أنها تعطي الأمل. فهي تحفزنا نحو التغيير. نحن يمكننا أن نترك الطرق التي من شأنها أن تؤدي بنا إلى أسفل قاع الجحيم، وتضع في افواهنا وفي قلوبنا ترنيمة "سأتبع النجم واسير نحو النور". يمكننا ان نركض في طريق الخير، وننطق بكلمات التشجيع لانفسنا وللاخرينيمكننا ان نعطي الاخرين كما فعل السيد، ويمكننا من خلال هذا الطريق فقط ان نتبع نجم الميلاد.

علينا ان نردد ما جاء في قصيدة البابا شنودة الثالث :
ايها النجم الذس ارشدتنا       منذ اجيال الى طفل المزود
انا يا نجم غريب ههنا          وليس لي من مرشد