الأحد، 17 يناير 2016

صورتان


عند الصليب نرى صورتان للانسانية،
تمثل كل منهما وجها للحياة،
صورتان للعالم تتجاذبانه وتشطرانه شطرا.
قوتان تتنازعانه، قوة الخير وقوة الشر،
امكانية النعم،وامكانية البلاء والشقاء. امكانية قبول النعمة وامكانية رفضها.
فئتان في الحياة فئة تفهم قيمة الحياة، وفئة تعبث بها.
فئة تفهم قيمة الالم وفئة تستنكره.
فئة تقبل الالم وتحوله الى ينبوع بركة وخلاص للنفس.
وفئة ترفضه وتصب سيلا من اللعنات ووابلا من التذمرات.
هناك عند اقدام المصلوب وعلى مقربة من هذين اللصين نقف صامتين،
يجب علينا ان نتأمل في مجد السماء وفي عذاب الجحيم.
الديان اختار ان يعلق على الجلجثة ليقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره.
حقد اليهود الاشرار جعلهم يصلبون المسيح بين اللصوص ليؤكدون عار موته.
لكننا رأينا في المذنبين اللذين صلبا معه رمزا للشعبين اليهود والامم.
اليهود حكم عليهم الناموس انهم مذنبين بتعدي الناموس،
والامم كانوا مذنبين لانهم عبدوا المخلوق دون الخالق.