الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

مدينة اليهود

على بعد شاشع من قارة جهنم و في خراب بلقع تقع مدينة اليهود ، دنيا فريدة في حد ذاتها .هناك يتكرر في حلقات متتابعة لا تنتهي تاريخ تلك المدينة الرهيب من يوم كارثة الجلجثة الى يوم خرابها . و تلتحف المدينة بالظلام الحالك يوم تلك الحادثة و يعود الضوء ثم ىتدور عجلة التاريخ من جديد.
يرى كل من دخل المدينة ان اليهود قد تملكهم الخوف عقب الكارثة المروعة و يسمع هذه الكلمات تتردد على الاذان "دمه علينا و على اولادنا"
و ينتهي بيلاطس و يتتابع بعده على الحكم ولاة افظع منه .  و هذا هو سوء  طالع هذا الشعب . فقد اصبح هذا الشعب محط القسوة لا يحتملون ذلك و تنساب العواطف العاصفة . كان اشد اعداء اورشليم  داخل اسوارها .. التفكك البغضة و عدم الاتحاد .. كانت الشحناء على اشدها ين كل واحد و الاخر . ترتكب اشنع الجرائم من الاخ ضد اخيه.
اتت ساعة اورشليم الاخيرة. يحيط العدو باسوارها . ينفث الانتقام و التخريب .اهوال هذا الحصار لم يكن مثلها قط.
ينسدل هذا المشهد و يلتحف بليل من الموت.
ثم يتكرر تمثيل هذا الدور على مسرح هذ1ه المدينة العاثرة!
عندما دخلت تلك المدينة كان النها قد بدأ يميل و كانت النهاية تقترب . كانت الظاهرة السائدة بينهم هي الرياء. و كان الرباط الوحيد هو الكره للعدو المشترك الرابض على الابواب.
و قد تفشى بينهم الغش و الخيانة .. و اما في الظاهر فقد وقفت التقوى المظهرية في الشوارع تجر اذيالها الطويلة و تصلي علانية رياءا و ادعاءا. و يدخل الناس زرافات الى المعابد و تتجلى العبادة في كل مكان.

اضطرب قلبي و انا اتجول في شوارعها هذه اذا هي اورشليم! انها بذاتها المدينة التي اتاها المخلص معلما و شافيا . المخلص! لا شك ان هناك قوم يستطيعون ان يخبروني عنه . و لكن قبل كل شئ سأمر على الطريق المؤدي الى الجلجثة و لكن-لا يا للاسف – بمشاعر غير هذه التي كانت مستطاعة على الارض! احتجت الى مرشد فاوقفت اول يهودي صادفته و لكنه تخلص مني هازئا و فعل ذلك غيره و غيره.