الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

عقاب الجحيم


ليس لنا ههنا مقياس لطول الفجر او تقدير الليل، اما البرهة التي نرى فيها صورة الفردوس فأشعر انها لابد ان تكون قصيرة، و ان كان بعضهم يقول انها طويلة طولا مخيفا . و لا ادري عندما ارى تلك اللحظة هل افرح ام اخاف؟
ابتدأت الان افهم بواعث الحركة في الجحيم. فرغبة لا تطفأ من جهة و من جهة اخرى "رهبة" كدت اقول "حزن" و لكنها نعمة فائقة ان نحزن على الخطية، قد ضاعت الفرصة ، فلا يوجد حزن ههنا . و لكنها كآبة كحجر الصوان و مجرد انين نعاني منه الالم. ان عقاب الجحيم مضاعف، غير انه عقاب يشابه ما جناه الانسان، فالبعض مسوق ان يواصل ذات الشهوات الرديئة التي انغمس فيها على الارض، الا انها بلا متعة و البعض مدفوع بدناءته و خوفه ان يرتكب مرارا و تكرارا بالروح نفس الجرائم التي لطخت ايامهم في الجسد، فالبخيل يحلم دائما بالثروة . و الفاجر بالنجاسة، و الشره بالولائم، و القاتل بجريمته الدامية، و البعض الاخر يصنع الاشياء التي اهملها على الارض و هو يعلم بطلان ذلك، و لكنه مسوق لمزاولتها فترى الظالمين يغارون بجد لانصاف المظلومين، و القساة مدفوعين لعمل الاحسان،و المنتحرين يتعطشون ان يطليوا حياتهم.
لا تظنوا ان ما يصيبنا من العذاب هو عقابنا الاخير، فان ذلك ات و نحن ننتظر يوم الدينونة. هذا العذاب الذي نحن فيه ما هو الا نتيجة طبيعية لحياتنا الارضية. فيا ايها الرجال و النساء تذكروا هذا! ان كل خطية كبيرة او صغيرة لها اثر لا يمحى – فكروا في ذلك- يتخطى حدود الحياة و يظهر حتى في جهنم، فاذا كان مجرد الاثر مريعا الى هذا الحد فالعقاب العتيد كم يكون.