السبت، 28 ديسمبر 2019

جولة في رسالة كورنثوس الاولى

ا معنى لتصمت نساؤكم؟
لا تعتبر هذه الكلمات دعوة مطلقة بالصمت ، لان الرسول يقول في موضع اخر "واما كل امراة تصلي او تتنبا وراسها غير مغطى فتشين راسها"(11: 5). اذن كانت النساء يمارسن موهبة التنبوء او الوعظ في الكنيسة. لا ياتي امر الرسول بالصمت في نطاق الصلاة او التنبوء ولكن في اطار الاستفهام عن بعض الامور التي يقولها الانبياء "ان اردن ان يتعلمن شيئا فليسالن رجالهن في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في الكنيسة"(14: 35). اي لئلا يصبحالاجتماع في حالة تشويش.
اما الامر الاخر فهوة غطاء الراس، ويبدو ان بعض النسوة خلعن غطاء الراس ليكن متساويات مع الرجال. ولكن الرسول يمنع ذلك بشدة، ويعطي تبريرا لا على اساس اجتماعي بل لاهوتي: راس المراة الرجل وراس الرجل المسيح وراس المسيح الله. وكلمة راس لا تعني هنا السيادة المطلقة ولكنها تعني الطاعة فمثلا المسيح كابن لله كان طائعا للاب (عب5: 8). فاذا تنبات المراة او صلت بدون تغطية راسها فهذا عار على راسها (الرجل). واذا صلى الرجل وراسه مغطى عار على راسه (المسيح). وهذ امر تحتمه الطبيعة نفسها، اذ خلقت المراة بشعر طويل والرجل بشعر قصير. ويورد الرسول شيئا اخر عن المراة فيقول "من اجل الملائكة" اي من حراس قانون الله في الكون.
العشاء الرباني:
يبدو ان عقيدة اهل كورنثوس في هاتين الفريضتين (العشاء الرباني والمعمودية) كانت تقرب من عقيدتهم في السحر ، اي انهم ما داموا اعتمدوا واشتركوا في عشاء الرب فان ذلك يحفظهم من كل الاضرار الجسدية والروحية. ولكن الرسول يبين لهم ان المعمودية ليست كما يظنون وانه اعطى الاولوية للتبشير "لم يرسلني لاعمد بل لابشر"(1: 17).
فبنو اسرائيل رغم انهم اعتمدوا (في السحابة والبحر) ورغم انهم اكلوا من المن وشربوا من الصخرة (وهي رمز للعشاء الرباني) الا ان ذلك لم يحفظهم من السقوط في عبادة الاصنام، ولم يحفظهم ايضا من العقاب. ولماذا يذهبون بعيدا- ان الرسول نفى يخشى ان يصير مرفوضا (9: 26). فالمسيحية لا تعني ممارسة الفرائض بطريقة ميكانيكية تضمن للانسان كل شئ، ولكنها تعني شركة حياة.
كان الاغنياء ياتون باطعمة وياكلونها ولا يهتمون بالفقراء. وبهذا العمل كانوا يرجعون الى عاداتهم الوثنية اذ يظنون ان الطعام يربطهم بالوثن ويوحدهم معه. ولم يفهموا الفكرة المسيحية ، ان هذا الطعام لا يربط الجسد بالراس فقط ، ولكنه علامة على ارتباط الجسد نفسه.. ارتباط اعضاؤه ببعضهم. وبهذا فانهم اهانوا الجسد (اي الكنية).
المواهب:
كان هناك بعض المشاكل تتلخص في الاتي:
بعض الاعضاء عندما يصبحون في حالات حماس شديدة كانوا ينطقون بعبارات غير مسيحية بل عبارات تجديف ايضا "يسوع اناثيما"(12: 3)
الذين تمتعوا بمواهب قادتهم الى الكبرياء بل وكانوا يشكون فيمن ليس لهم هذه المواهب انهم نالوا الروح القدس.
انخفضت معنويات الذين ليس لهم مواهب ظاهرة.
يبدو ان بعض الوثنيين عندما كان يحدث لهم الهياج الديني ويريدون ان يتخلصوا من هذه الحالة كانوا يلعنون الاله الذي يظنون ان الاتحاد به يسبب لهم هذا الهياج، فيستريحون.. لهذ يذكرهم الرسول انهم كانوا قبلا وثنيين وان هذا ما كانوا يفعلونه. ولكن ما دام روح الله يقودهم فلا يمكن ان يقولوا هذه العبارة "يسوع اناثيما" بل انهم يعترفون بربوبيته (1-3).
ان اعظم موهبة يجب ان يسعوا اليها هي المحبة. ولكنه لا يسميها موهبة والا لصارت للبعض فقط ولكنه يسميها "طريقا افضل".