داود ينوح على ابنه ابشالوم
انظر مقالنا السابق عن قلب داود.
ارجاع الملك:
مما يؤسف له ان الامة انقسمت احزابا. ولكن داود بحكمة وروية كان ينتظر حركة لارجاعه عالما ان انتخابا جديدا يرفع مكانته في عين الشعب. فكانت اسرائيل اول من وعت الى ذلك. لكن يهوذا اخذت مكان الزعامة في اشهار العصيان (11) مضيفا في ارسال صادوق وابياثار ليمكنه الحصول على مساندة السبط القوي وهو سبطه. ولماذا يكونون اخرين في ارجاع الملك (11 و12) وقد نجح في استمالة يهوذا بالاجماع لدرجة ان الاسباط الاخرى ساءهم ذلك واعتبروا انهم سرقوه لانفسهم.
شخصيات مختلفة ترحب بعودة الملك:
يتظاهر شمعي بالتذلل لكن الشك يحوم حول اخلاصه. ومفيبوشث يستقبله داود ببعض الجفاء اذ كان يصدق فيه ما قاله صيبا. ولكن لما علم الملك انها وشاية سر واقتنع، وو ان معاملته لم تكن كما كانت حتى ان المنحة التي وهبه اياها لم تكن كافية (29). خرج مفيبوشث من الحديث مستريحا، لكن الملك لم يكن كذلك . اما برزلاي فيثير اعجابنا (31-37).
عصيان شبع وقتله:
انتهز شبع اللئيم فرصة النزاع الذي حدث في الجلجال ليكوّن حزبا اسرائيليا ضد يهوذا. وكان داود قد امر عماسا ان يجمع يهوذا لكن ابيشاي كان سيعين فيما بعد قائدا (6) الا ان الكلمة الفعالة كانت ليواب (7) مع ان داود كان يريد التخلص منه. واذ قابل عماسا في جبعون اجهز عليه يواب بخدعة اذتظاهر له بالصداقة (10 و12). رغم هذه الفعلة الغادرة الشنعاء الا ان يواب ظل معبود الجيش فتبعوه وراء شع، بل ان رجال عماسا انقلبوا على زعيمهم وتبعوا يواب (11-13).
اشتهرت ابل بحكمة اهلها فمنهم هذه المراة الحكيمة (16-19) التي ذكرت داود انهم يتوقعون التفاوض قبل تدمير المدينة (تث20: 10). واقنعتهم فقطعوا راس شبع ورموها من فوق السور. ففك يواب الحصار واظهر حصافة ويبدو ان الحوادث بينت ان الجيش لا يستغنى عن يواب.
قواد داود الكبار:
توجد قائمة مماثلة للواردة هنا في (2صم8: 16-18). لما ثبت داود اركان مملكته ، بدا بداية جديدة فجاء تعداد المناصب مناسبا.
السنوات الاخيرة من ملك داود:
الاصحاحات (21-24) تشكل ستة اقسام، هي بمثابة تذييل اضيف لخاتمة السفر حتى لا يكون هناك توقف في متابعة تاريخ داود.
الجوع والغلبة على الفلسطينيين:
1- ثلاث سنوات جوع:
اراد ان يعرف سبب الجوع فسال الرب فوجد ان السبب ان شاول قتل الجبعونيين. وليس هناك ذكر للظروف التي احاطت بتلك المذبحة. فكان العقاب مقالا رهيبا للمسؤلية القومية تجاه العهد المقطوع لهم من يشوع (يش9: 3و6و15).
"بنو ميكال الخمسة": من قراءة (1صم18: 12) نرى ان ميرب هي التي تزوجت عدرئيل اما ميكال فقد يجوز ان تكون ربت هؤلاء الاولاد لزوج اختها.
دفن عظام شاول ويوناثان:
يبدو ان ما عملته رصفة ترك اثرا عميقافي نفس داود فحذا حذوها في اكرام عظام شاول وابنائه التي جاءوا بها من قبر مهجور في يابيش جلعاد (2صم31: 11-13 و2صم2: 4). ويظهر ان داود اراد ان يظهر للملا ان صلب هؤلاء السبعة لم يكن بسبب ضغينة ضد بيت شاول.
بطولات ضد الفلسطينيين:
قد تكون منقولة من السجلات الرسمية للاعمال العظيمة. عدد 19 بسببه ذهب النقاد الى ان قصة (1صم17) لا اساس لها. لكن بقراءة (1اخ20: 5) يذكر ان الحانان قتل لحمي اخا جليات، ويحتمل جدا ان النص فيه هو التعليل الصحيح. وهناك حل اخر ان ثمة شخصان يحملان نفس الاسم. يتضح من 2صم21: 19 ان هناك غلظتين ظاهرتين في النسخ. فالعدد ينتهي بكلمة النسّاجين.
نشيد حمد لداود:
يشبه مزمور 18. ويبدو ان داود اعاد كتابته ليوافق الموسيقى في الهيكل.
كلمات داود الاخيرة:
وهي تصف المثل التي يجب ان تتوفر في الحاكم المثالي وكتبت شعرا وبغاية الايجاز. وان كان داود لم يصل الى هذا الا ان الله وضع له عهدا ابديا (5).
اسماء ابطال داود:
يتفق هذا مع (1اي11: 11-41). "التحكموني"(8) اقراها يشبعام بن حكموني في (1اخ11:11) احد مجموعة من ثلاثة هم: يشبعام والعازار وشمة. وتوجد مجموعة اخرى هم: ابيشاي وبنايا والثالث لم يذكر ويحتمل ان يكون عماسا (13). اما الثلاثون بطلا الواردة اسماؤهم في (ع24-39) فكانوا على ما يظهر فرقة شرف. والقائمة هنا تختلف عن اخبار الايام ربما لانها كتبت في وقت مختلف. واوردت 16 اسما اخر. وقد يجوز انهم حلوا محل اخرين ماتوا ومجموع الابطال 37 ويواب لم يحسب لانه القائد الاعلى.
الاحصاء والوباء:
بما ان الشعب كان قد اقترف خطايا كثيرة فجاءت خطية داود في احصاء الشعب مناسبة لحلول العقاب العام. كان منبعه الكبرياء والزهو. وكانت سجية ايوب حسنة. الارقام تخالف (1اخ21: 5) حيث توجد زيادة في اسرائيل 300 الف ونقص في يهوذا 30 الف. التناقض سببه:
1- كان هناك احصاءان احدهما وقف المقاطعات في الاخبار. والثاني ملخص للسجلات العامة.
2- في صموئيل لا يشمل بنيامين ولاوي.
3- ان الاخبار تشمل غير الاسرائيلين.
4- ان الجيش العامل 288 الف اضيف الى احصاء الاخبار ولم يحسب في احصاء صموئيل الثاني.
معاقبة داود:
ضرب داود قلبه واعترف بخطيته قبل مجئ جاد النبي الذي خيره بين 3 عقوبات: الجوع والحرب والوباء فاختار ان يسقط في يد الرب "فارسل الرب الوباء من الصباح الى الميعاد" اي وقت تقديم الذبيحة المسائية وقد مات من الشعب 70 الف.
بيدر ارنون:
كان ارنون اليبوسي احد مستوطني اورشليم. ولو انه لم يكن اسرائيليا. فعرض كل شئ بلا مقابل. ولكن داود لم يكن اقل نبلا والكلمة التي فاه بها يجب ان تكتب بمداد من ذهب "لا اصعد للرب محرقات مجانية". فاشترى داود البيدر والبقر ب 50 شاقلا فضة. الا ان اخبار الاول توضح انه دفع ستة مئة شاقل ذهبا وهي صفقة اخرى عن المكان كله الذي بنى عليه الهيكل فيما بعد.
التذييل الاول - تابوت العهد:
في 1مل8: 9 لم يذكر الا لوحا الشهادة وهذا معناه انه وقت كتابتها كانت الاشياء الاخرى اختفت. وذكرت متاخرة ايضا (ار3: 16). وبعض النقاد قالوا انه كان عرشا فارغا يحمله الاسرائيليون في رحلاتهم وكانوا يعتقدون ان الرب يشغل هذا العرش.
نعم كان الاسرائيليون يعتقدون ان للتابوت صلة بالرب وانه يمثل حضوره. ومثل اي رمز اخر يمكن اساءة استعماله، كما فعل الشيوخ الذين احضروه كتعويذة الى ميدان القتال.
ذكر ان داود لم يكن يعلم بامر الترافيم شيئا (قارن يعقوب وراحيل في ك31: 34) ونحن المسيحيون بعد انقضاء قرون طويلة نجد في بعض البلاد المسيحية كالجزر البريطانية مثلا شيئا من المخلفات الوثنية والتمسك ببعض الخرافات مثل الحفلات التنكرية والخ. قياسا على ذلك لا غرابة.
التذييل الثاني- النظرية النقدية للمصادر:
الاجزاء المعادية للملكية:
لم يكن هناك شئ يستحق الاعجاب في الامم الذين حولهم ولا ملوكهم، مع كل هذا اراد بنو اسرائيل ان يتشبهوا بهم. المسالة لم تكن انهم اختاروا نظاما ملكيا لكن تدهورهم الروحي.
رفع النبي الامر لله فامره ان يسمع لهم. وفي الوقت نفسه عرفهم انهم لا يستحقون الامتيازات العالية التي نالوها.
الاجزاء المحبذة لملكية (1صم9: 1 و1صم10: 16):
يقال ان هذا الجزء مستقى من سجلات قديمة. وان صموئيل في ذلك الوقت لم يكن الا رائيا بسيطا من قرية صغيرة (9: 6).