الخميس، 17 يناير 2019

حجج اليهو

خطاب اليهو
(الاصحاحات 32-37)
يظهر اليهو بغتة ويمهد لدخوله بضع عبارات مرتبكة. ليست خطب اليهو دخيلة فقد انشئت على اساس الحوار السابق وهي تشتشهد احيانا كثيرة بكلام ايوب لفظة لفظة. وينتهي هذا الوابل من الحجج باقامة لحمة متينة مع اقوال من تقدموه.
استهلال:
(32: 6-22)
ثلاث خطب:
رواية عن الحلم الذي يرى فيه الملاك
القوة والحق
السمو والعناية الالهية

خطب في صيغة نشيد:
الله مربي ويعتني بالعالم (36: 2-4)
عمل الله في التاريخ الشخصي للابرار والاشرار (36: 5-23)
قدرة الله في الخليقة (36: 24- 37: 13)
انتقال الى تجلي الله:
شؤون العالم مع التشديد على جهل الانسان (14-20)
الاخبار بظهور نور (21 و22)
موجز يقينات اليهو (23 و24)
ان موضوعات ايوب التي يطعن عليها اليهو في الفصول 33-35 تنحصر في  موضوعات ثلاثة هي:
حق ايوب تجاه تصرف الله الاعتباطي.
سكوت الله او غيابه
ماذا ينفع الانسان ان لا يخطئ؟
الانسان اليهو وشهادته:
يزعم اليهو انه شخص نادر وهو كذلك كما يظهر. فهو يحمل اسم عبري.
يحب الاعتماد على اختبارات روحية غير مالوفة. ومن ذلك طعنه في الحكمة التي حصل عليها الاقدمون (32: 9).
ادعاؤه بانه تلقى من روح الله (32: 8) هبة خاصة تجعل ما يفوه به من اقوال قريبة من وحي الانبياء (32: 18 -20 و 33: 3).
الخطبة الاولى (33):
شكوى او سؤال ايوب أ: 8-11 والرد: 12 – سؤال ب  اية 13 والرد 14-25
الخطبة الثانية (34):
سؤال ايوب ا اية 5 و6 والرد 10-12 و سؤال ج اية 9 والرد 13-15
الخطبة الثالثة (35):
سؤال ايوب ا اية 2 والرد 15 وسؤال ب اية 14 والرد 9-13 واخيرا سؤال ج اية 3 والرد 4-8.
نصيحة اليهو :
الموقف الذي ينتظره الله (33: 26-28 و 34: 31 و32 ـ 35: 10-11).
الخاتمة: ايتين 33: 29-30
نداء الى ايوب: 33: 31-33 وايضا 34: 33
الحكم على ايوب: 34: 7-8 و 34-37 وايضا 35: 16
رؤى الليل كوسيلة يلقي بها الله الرعب وينتصر على مبرياء الانسان.
وساطة الملاك (33: 23 )
على ان اليهو يدعي لنفسه حق التكلم باسم الله، وان كلامه ملهم، وان "الروح يضايقه" من غير ان يقدم برهانا على صدق وحيه. ينسى ان يتكلم باسم الانسان وان ياخذ ألمه على عاتقه. مع انه يقرّ انه مثل ايوب جبل من طين "هأَنَذَا حَسَبَ قَوْلِكَ عِوَضًا عَنِ اللهِ. أَنَا أَيْضًا مِنَ الطِّينِ تَقَرَّصْتُ"(33: 6).
انه طوال حديثه مع نفسه يدع عدوانيته تظهر. وهي تارة متهكمة وتارة لاذعة "فَإِنْ كَانَ لَكَ فَهْمٌ فَاسْمَعْ هذَا، وَاصْغَ إِلَى صَوْتِ كَلِمَاتِي" و "اما الآنَ فَلأَنَّ غَضَبَهُ لاَ يُطَالِبُ، وَلاَ يُبَالِي بِكَثْرَةِ الزَّلاّتِ، فَغَرَ أَيُّوبُ فَاهُ بِالْبَاطِلِ، وَكَبَّرَ الْكَلاَمَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ»(34: 16 و 35: 15 ).
يحاول اليهو ان ينتصر لا ان يقنع. فهو لا يأتي بالحجج، بل لينقذ مبادئ يشعر ان ايوب يشكك فيها. فالامر الذي يبتغيه ان يدافع عن الله بالرد على الانسان. في حين ان ايوب كان يتوقع ان يدافع عنه بالرد على الله.
يتوسع اليهو بالحديث عن الله المربي (المؤدب او المعلم او المهذب). فيعود الى الاطروحات السابقة (36: 5-23). الله لا يحيّ الشرير "6لاَ يُحْيي الشِّرِّيرَ، بَلْ يُجْرِي قَضَاءَ الْبَائِسِينَ"(ع6)، ويميت الكفار في الصبا  "تَمُوتُ نَفْسُهُمْ فِي الصِّبَا وَحَيَاتُهُمْ بَيْنَ الْمَأْبُونِينَ"(ع13)، وينصف المساكين "يُنَجِّي الْبَائِسَ فِي ذِلِّهِ، وَيَفْتَحُ آذَانَهُمْ فِي الضِّيقِ"(ع14). ويضيف اليهو انه يعمل هذا حتى لو اصيبوا بالمحن واخذوا في حبال الشقاء 8إِنْ أُوثِقُوا بِالْقُيُودِ، إِنْ أُخِذُوا فِي حِبَالَهِ الذُّلِّ، فَيُظْهِرُ لَهُمْ أَفْعَالَهُمْ وَمَعَاصِيَهُمْ، لأَنَّهُمْ تَجَبَّرُوا، وَيَفْتَحُ آذَانَهُمْ لِلإِنْذَارِ، وَيَأْمُرُ بِأَنْ يَرْجِعُوا عَنِ الإِثْمِ"(ع8 – 10). ولكن في الاية عبارة 15 محكمة تلخص عمل الله كمؤدب:
"يُنَجِّي الْبَائِسَ فِي ذِلِّهِ، وَيَفْتَحُ آذَانَهُمْ فِي الضِّيقِ. وفي ترجمة اخرى اما المسكين فيخلصه بؤسه وبالضغط يفتح اذنه".
يؤكد اليهو ان الالم اداة خلاص للانسان شريطة ان يقبل الانسان التأديب ويتوب عن اثمه "وَيَفْتَحُ آذَانَهُمْ لِلإِنْذَارِ، وَيَأْمُرُ بِأَنْ يَرْجِعُوا عَنِ الإِثْمِ."(33: 10).