الخميس، 3 يناير 2019

وانتم من تقولون اني انا؟

وانتم من تقولون اني انا؟
(مت16: 13-20)
في سفح مرتفعات حرمون، وقيصرية. هناك بعيدا عن جماهير الجليل، استطاع يسوع ان ينتهز فرصة فترة الراحة والتأمل ليقودهم الى اكتشاف حقيقته، بحسب قدرتهم على ذلك. ويود ان يجعلهم يعبرون عن رأيهم في هذا الصدد.
يطرح عليهم سؤالين:
"من يقول الناس اني انا.. من يظنون اني انا هو؟"
ما يفكرون فيه انه ليس انسانا عاديا، ان له مواهب عجيبة، وانه حصل بلا شك على رسالة من الله. لكن ما هي هذه الرسالة بالضبط؟ من الصعب ان يتحققوا من نوعها!.. فضلا عن ذلك انه قد يكون المسيح، غير ان هذا ليس باكيد. اولا: نحن على علم باهله – انه ابن النجار وان ليس له البتة ما يجعل منه القائد الحربي الذي يطرد المحتلين.. لكن حالته لا تزال لغزا، والاراء تختلف فيه.
وعليه يجيب التلاميذ:
بعضهم يقول انك يوحنا المعمدان.
وفي الواقع راجت اشاعة ان يوحنا قد قام من الاموات وان روحه تعمل في يسوع. وهذا الظن مؤكد في بيلاط هيرودس انتيباس الذي لا يتعزى عن انه امر بقطع رأس يوحنا، ويشعر بان هواجسا مرعبة تتسلط عليه، لانه يعتقد بخرافات.
وبعضهم يقول انك ايليا..
ايليا كان القديس الشعبي، الذي اختفى بطريقة سرية وكان الشعب لا يزال ينتظر رجوعه الى الحياة حتى يعين المسيح رسميا ويكرسه علنا..
اخيرا بعض يظنون انك لست الا نبيا جديدا..
هذا كان جواب التلاميذ على السؤال الاول. وعليه طرح عليهم سؤالا ثانيا:
"من تظنون اني انا؟
كانت برهة صمت.
ثم جاء جواب بطرس. بديهي. ولا يمكن ان يكون الا نتيجة خبرة حية، والفة طويلة مع يسوع.
بالنسبة لنا انت المسيح المنتظر، انت المسيح بن الله الحي.
لذا فيسوع يهنئه:
"يا سمعان ، لم تكتشف ذلك وحدك، بل ابي السماوي اوحاه اليك.. اذن لقبتك ببطرس فذلك لاني اريد ان ابني كنيستي على مثل هذا الايمان القوي كالصخرة، وقوى الشر التي تجد في لقضاء عليها ستتحطم امامها.
يا بطرس اعطيك مفاتيح ملكوت السموات، حتى تسمح للناس بالدخول فيها، او تبغلقها امامهم، فمن امن بي ودخل ملكوتي تغفر له خطاياه ومن رفض رسالة الخلاص لن تغفر له خطاياه.
ان كلمة كنيسة تعني "جماعة". وهي الاخوة الجديدة التي اراد يسوع ان ينشئها. وصورة المفاتيح انما ترمز الى فتح ابواب الملكوت امام الامم وليس اليهود فقط ليكون الخلاص مقدما للجميع.