الثلاثاء، 1 يناير 2019

قائد مئة وام لحوح

ضابط في الجيش الروماني – ام لحوحة
(مت8: 5-13 و 15: 21-28)
جثا قائد المئة امام يسوع قائلا:
"لديّ عبد عزيز عليّ جدا. هو ملقى على الفراش يعاني اشد الالام.
قال يسوع:
"انا اذهب لاشفيه.
سيدي لست اهلا لان تدخل بيتي.. ثم اضاف:
سيدى يكفي ان تقول كلمة .. وانا على يقين ان عبدي سيبرأ. هكذا انا لست الا قائدا مرؤوسا، يكفي ان اقول لاحد جنودي: اذهب هناك فيذهب... بالنسبة اليك يحصل نفس الشئ: ليس عليك الا ان تامر المرض من بعيد.
وتعجب يسوع لسماعه كلام القائد وقال:
"الحق اقول لكم لم اجد من شعبنا يؤمن بي مثل هذا"
**
يدرك يسوع ان تلاميذه الذين حل بهم الارهاق يحتاجون الى راحة. فقرر ان يعبر الحدود وياخذ بعض الوقت للترفيه عن النفس في منطقة لا يعرفه سكانها: بلدتي صور وصيدا. الامر الذي يحتاج الى سفر يمتد بضع عشرات من الكيلومترات. وظن التلاميذ انهم هناك على الاقل سيكونون في هدوء.
ولكنهم اخطأوا في حسابهم. لان سمعة يسوع تعدت الحدود ..
واذا بامراة كنعانية تاتي وتووسل الى يسوع:
"سيدي، انت الذي يقال عنك ابن داود، رحماك! .. ان ابنتي يتخبطها الشيطان تخبطا.
هذه المراة من اصل سوري فهي وثنية.
يتابع يسوع سيره ولا يجيبها.
لكن المراة تتبع يسوع ملحة:
اغثني!
فقال التلاميذ: يا لها من امراة مزعجة! بصياحها هذا ستنبه كل اهل البلد.. اصرفها يسوع او امنحها ما تطلبه حتى تتركنا في سلام!
ايتها المرأة، تسمعين ما يقولون، وهم على صواب: اني لم ارسل الا لشعبي "لا يحسن ان يؤخذ خبز البنين ليلقى الى جراء الكلاب".
دخلت العادة في كلامهم: كان اليهود يقولون بسهولة "هؤلاء الغرباء الكلاب". واستانف يسوع عن قصد هذه الصورة المزدرية التي تجعل من اليهود "البنين" ومن الغرباء "الكلاب" الا انه يصحح قليلا ويتكلم على جراء الكلاب التي تعيش ببساطة تحت نفس السقف مع البنين، تعارضا مع "الكلاب الشاردة".
ولكن هذا الدافع بعدم سماع دعواها لم يكن له وقع في نفس المراة، ولم تكترث لاي اذلال. فهي لحوحة، لان الامر هنا هو حياة ابنتها، وتعرف كيف تنتهز الفرصة السانحة. فردت على اعتراضات يسوع:
"هذا صحيح. ولكن حتى جراء الكلاب تاكل من الفتات الذي يتساقط من مائدة البنين".
ويسوع الذي كان يريد ان يجربها رحب بهذا الجواب:
ايتها المراة الطيبة، ما اعظم ايمانك. ليكن لك كا تريدين. يمكنك ان تذهبي مطمئنة قد خرج الروح الشرير من ابنتك".
لابد ان تصل رسالة يسوع الى الانسان في كل الازمنة والاجناس، في كل الثقافات والديانات. من يرغب ان يكون عضوا في اسرته الجديدة، في كنيسته كما يسميها، لا يضطر الى ان يتخذ جنسية شعب معين ويفقد هكذا اصالته الثقافية، وليس عليه ان يتبنى اخلاق وعادات حضارة خاصة او يتبنى فلسفتها ولغتها، فنه وادابها، ولا حتى طريقة تعبيرها عن ايمانها. يكفي فقط ان يضع ثقته في يسوع وان يجعل حياته مطابقة لتعليم يسوع.