السبت، 5 يناير 2019

هل شوهد قط شبحا يأكل؟



هل شوهد روح قط ياكل؟
(لو24: 36- 50 و يو20: 19- 23)
كان التلاميذ قد اجتمعوا مساء نفس اليوم الاحد في منزل اصدقاء لهم في اورشليم/ العلية. وكانوا متعصمين فيه لانهم يخشون من اليهود: اليس هم تلاميذ يسوع هذا المتهم بالتمرد على السلطات اليهودية والرومانية؟
وبغتة سمعوا:
"سلام لكم"
ذهول!.. يسوع موجود هنا.
من اين دخل؟ .. لا يعلمون! .. جميعهم مسمرون في مكانهم من الخوف .. يظنون انهم راوا روحا او شبحا.
"ما بالكم مضطربين هكذا؟ لماذا تشكون فيّ اني انا هو بنفسي؟ .. ان الارواح ليس لها جسم كما ترون لي".
غير انهم لم يجرؤوا بعد ان يصدقوا/ يتنازعهم الفرح والشك. يخشون ان ينتهوا بالاسف على لحظة فرح كاذب اذا تسرعوا واعتبروا مجرد رغبتهم في رؤيته حقيقة راهنة وليست وهما وتخيلات.
وعليه سالهم يسوع:
"الديكم ما يؤكل؟"
حقا ان جسم يسوع مختلف كل الاختلاف/ وهو جسم متجل بالطبيعة لايحتاج الى اكل. هذا واضح. ولكن الذي يقدر على الاكثر يقدر على الاقل. من له السلطان ان يتخلص من قوانين المكان والزمان بمكنه ان يخضع نفسه لهذه القوانين..
ناولوه قطعة من سمك مشوي. فاخذها واكلها بمراى منهم .. والاكل عملية تعبر عن الحياة.
وحصل ان تعرف التلاميذ على يسوع تدريجيا. تعرفوا عليه بكل حرية وكان في وسعهم ان يرفضوا الايمان. في ظل هذه المقابلة، ان اثبات الحالة جماعي والتحقق المتبادل سهل. فلانهم راوه ياكل ، هم على يقين الان انه هو بنفسه يسوع .. وحينذاك، كم كان فرحهم غامرا.
انا لا نندهش من ان تلاميذ يسوع قد شكّوا. في عصرنا ايضا يوجد من لا يؤمن بقيامة يسوع. يفكر الناس بسهولة: "قام يسوع من بين الاموات" تعني ان ذكراه بقيت حية في قلب تلاميذه فحسب، او ان مثله العليا ورسالته لا يزالان يحولان القلوب ويجددان حياة العلم. ولكن كتبة الاناجيل لم يكتفوا بتنسيق حوادث قصة، ولم يكذبوا. ان التلاميذ راوا حقا ان يسوع حيا بعد قيامته. ومئات من المسيحيين الذين يعيشون اليوم على الارض ما كانوا يضعون ايمانهم في يسوع ان لم يزد عن كونه ميتا مشهورا وراحلا ذائع الصيت. بل كانوا يعجبون فقط به ولكن لا يحبونه الى درجة ان يكونوا مستعدين للموت من اجله. والمسيحية ليست هي اولا عقيدة بل التعلق بشخص حي هو يسوع.
بعد قيامته اراد يسوع ان يعطي براهين على انه ليس روحا لذا قدم ذاته بطريقة مالوفة، مثلما كان يفعل في الحياة العادية، ترك الناس تلمسه، اكل وشرب .. ولكنه ايضا اراد ان يظهر انه من عالم اخر: فكان يظهر بغتة والابواب مغلقة، ويختفي بغتة.
ويسوع لم يظهر لمجرد البرهان على انه قاك حقا، بل كانت عنده رسالة يكلفهم بها: انهم يحلون محله لتكملة عمله:
"لابد من ان تشهدوا لي: اي انكم تكونوا مستعدين على ان تبذلوا حياتكم لتؤكدوا ما رايتم وسمعتم"
"كما ارسلني الاب السماوي لاخلص العالم من الشر والخطية، انا ايضا ارسلكم.. اذهبوا الى كل مكان واعلنوا عن عودة القلوب وغفران الخطايا للذين سوف يتجهون نحوي".
"قد تظهر هذه الرسالة فوق طاقتكم. ولكن اطمئنوا. سارسل اليكم روح الله الذي يملؤكم قوة تاتي من الاعالي"
وعليه نفخ فيهم يسوع.. لينفث فيهم حياة جديدة – لان النفس هو الحياة – وها هي العلامة الخارجية لتدفق قوة جديدة فيهم.
"اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خكاياه غفرت له. ومن امسكتم عليهم الغفران يرزحون تحت ثقل خطاياهم، بما انهم رفضوا ان يغيروا حياتهم.