اراد الرب ان يكون لاولاده في العهد القديم علامة مميزة، لذلك امر ابراهيم ان يختتن ويختن كل الذكور من اولاده. انها علامة ثابتة في الجسد.
لماذا خضع السيد المسيح للختان؟
لقد قال الرب "ما جئت لانقض بل لاكمل"(مت5: 17) ويصلي الكاهن في القداس "اكملت ناموسك عني". عندما وجدنا الرب عاجزين عن اتمام الناموس جاء هو واكمله عنا، جاء لكي "يكمل كل بر"، وبخضوعه للناموس رفع عنا لعنة الناموس، وبالتالي لم يعد للناموس سلطان علينا. وان كان الختان يتم حتى الان الا انه ليس ضرورة للخلاص، ولكن حلت محله المعمودية. "وبه ختمتم ختانا غير مصنوع بيد .. مدفونين معه في العمودية"(كو2: 11 و 12).
1. كان الختان علامة لا تمحى وكذلك المعمودية علامة ابدية لا تزال ولا تعاد حتى ان جحد الانسان الايمان.
2. كان الختان مدخلا للتمتع ببركات العهد القديم كذلك صارت المعمودية عضوية في جسد المسيح وبنوة لله.
3. كان الختان علامة تفصل اليهودي عن الامم، كذلك المعمودية تفصلنا عن مملكة ابليس.
يقول القديس استفانوس مخاطبا اليهود الذين رفضوا الايمان بالرب يسوع "يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والاذان.."(اع7: 51). اذا فهناك مفهوم روحي للختان على مستوى القلب والاذن. الختان بالمعنى الحرفي هو نزع قطعة من الجلد تغلف احد اعضاء الجسم.. اما المعنى الروحي الذي ادركه القديس استفانوس واشار اليه هو ان هناك غشاء على اذان وقلوب اليهود يجعلهم لا يسمعون باذانهم ولا يشعرون بقلوبهم، فالختان الذي يقصده القديس استفانوس هو ان يزيل الروح القدس هذا الغشاء من على القلب والاذن ليتمتع الانسان بسماع صوت الله والشعور بمحبته.
الختان هو قطع جزء من عضو وتركه ليموت علامة على موت الجسد كله، اما بالمعنى الروحي فهناك الانسان العتيق الذي لابد ان يموت في المعمودية ليخرج الانسان الى جدة الحياة او يحيا الحياة الجديدة في المسيح "اذ خلعتم الانسان العتيق ولبستم الجديد"، وما هو هذا الانسان الجديد الا الرب يسوع "لانكم انتم الذين اعتمدتم قد لبستم الرب يسوع".
ختان الاذن:
في العهد القديم كان العبد الذي يرفض ان يترك بيت سيده لانه احبه. يأتي به الى باب البيت ويثقب اذنه في الباب، فيصير له عبدا الى الابد. وكأنه يشير بذلك الى ان هذا العبد الذي سمع لصوت سيده واطاعه في الفترة السابقة سيظل هكذا طوال حياته، وهذه هي العلامة اقتطاع جزء من اذنه.
ولا ننسى ان السيد المسيح اشار الى ختان الاذن عندما قال "من له اذنان للسمع فليسمع"(مت11: 15). واخيرا نقول ان الختان هو علامة اني ملك الرب، علامة بالدم، علامة ابدية. بركة عيد الختان فلتكن معنا. امين.