الله يليق به المجد، و الناس تحتاج الى مسرة الخالق بها، و الارض في حاجة الى السلام.
عندما نتأمل في هذه الامور الثلاثة يمكننا ان نفهم ماذا فعلت الخطية بنا، يوم عصى ادم حدثت امور ثلاثة:
اهين مجد الله وكان يجب ان يعود مجد الله اليه، نزع السلام من الارض ، زرعت العداوة في قلوب البشر وصارت الخصومة بينهم وبين الله. كيف يعود المجد لله والسلام للارض والمسرة للناس؟
الاجابة هي: من خلال المسيح.
رنم الملائكة: "ها انا ابشركم بفرح عظيم. ولد لكم مخلص هو المسيح". جاء يخلصكم من شروركم فيرجع المجد لله بعمله وطاعته على الصليب ويرجع السلام للارض التي امتلأت بالحروب وسفك الدماء والخوف والموت. لكن ايضا جاء المسيح ليرجع الابن الضال الى حضن الاب فيعود الاب ليسر بابنه فيقول الملائكة "وبالناس المسرة".
هذه التسبحة كانت تكشف عن عمل المسيح على الارض :
1- يرجع المجد لله، المجد الذي سلبناه بخطايانا. في مز69 يقول: "حينئذ رددت الذي لم اخطفه". بموت المسيح على الصليب رد لله مجدا سلبناه نحن، وقبل الله تمجيده النيابي، لقد مجد المسيح الله نيابة عنا، عندما اطاع حتى الموت.
لكن لا يفوتنا ان نقارن بين هذه التسبحة وبين تسبحة الاطفال في احد السعف:
عندما دخل الرب يسوع الى اورشليم في احد السعف كانت التسبحة "سلام في السماء ومجد في الاعالي" وهي مختلفة عن تسبحة الملائكة. لماذا؟ لانه في الواقع عندما رفضت الارض المسيح لم يبق هناك سلام. لم يبق للناس مسرة الا انها موجودة ولكنها لم تعد لكل الناس بل للذين يقبلونه فقط . يستمتع بالمسرة الذين اصبحوا من اهل السماء.
الولادة المزدوجة:
قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب.. فلما رأوه..". الله ولد كانسان على الارض ولكن لكي تراه تحتاج الى ان تولد من الله. المسيح ولد لكن لن يرى المسيح المولود الا المولود من الله. نيقوديموس لم يكن يعرف المسيح لم يكن يراه لذلك قال المسيح لن تقدر ان ترى ما لم تولد من فوق.
د. ماهر فايز