كما ان الفريق الذي لا يتدرب يوميا لعدد من الساعات يفقد لياقته البدنية ويظهر ذلك بوضوح ادائه الضعيف في المباريات، هكذا الانسان ان لم يواظب على تدريباته الروحية يفقد لياقته الروحية ولا يستطيع مواجهة التجارب اليومية التي يتعرض لها.
"الستم تعلمون ان الذي يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدا فقط يأخذ الجعالة؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا"(1كو9)
والذي يريد ان يصل الى الله ينبغي اولا ان يعرف الطريق الموصل اليه، ولكن المعرفة وحدها لا تكفي، يجب ان ينتقل الانسان من المعرفة الى الممارسة. ماذا يفيدك ان عرفت كل شئ عن الفضيلة وانت لا تسلك فسيها؟ او ماذا يفيدك ان عرفت كل المعلومات عن الله وانت غير ثابت فيه؟
والتدريب يحتاج الى انتظام فترة كافية لكي يأتي بثمره. وكما يقول مار اسحق السرياني:
"كل تدريب لا تثبت فيه مدة تجده ايضا بلا ثمر"
كما يجب ان يكون التدريب محدد وواضح. ان اردت التدريب على فضائل معينة، قسم هذه الفضائل الى عناصرها وفروعها المتعددة وخذ كلا من هذه الفروع على حدة موضوعا للتدريب، فالمحبة كلمة عامة واسعة تشمل الحياة كلها ، وقد ذكر معلمنا بولس الرسول 14 بندا لها وانت لا تستطيع ان تدرب نفسك على كل هذه البنود او الصفات دفعة واحدة. لذا عليك بالبدايات الصغيرة حتى لا يوقعك عدوك الخير في الملل واليأس والاحباط. وتذكر ان معلمنا بولس الرسول قال لاهل كورنثوس "سقيتكم لبنا لا طعاما لانكم لم تكونوا بعد تقدرون"(1كو3: 2).