الرسائل الجامعة:
يكشف يهوذا الرسول في بدء رسالته ان الامر الطبيعي – ان يكتب عن مواضيع عامة واساسية في الايمان المسيحي، مثل المحبة والرجاء والايمان والنعمة والصليب وغير ذلك. لكن امرا ما قطع عليه تفكيره وجعله يكتب في موضوع خاص وهو محاربة المنحرفين الذين دخلوا خلسة الى الكنيسة. اي ان هناك شدا وجذبا بين الهدف الاساسي الذي يجب ان يكتب فيه والموضوع الذي اضطر ان يكتب فيه. ولم تكن رسالة يهوذا هي الفريدة في ذلك، فكل الرسائل الجامعة سارت على هذا المنوال ايضا. فرسالة بطرس الثانية مثلها مثل يهوذا ورسالة بطرس الاولى تتحدث عن الاضطهادات من خارج ورسالة يعقوب تحذر من الاسترخاء والاستهتار ..
هذه الرسائل الاربعة الانفة الذكر يعطينا فكرة عن حركة الكتابة في الكنيسة الاولى التي طالما ظننا انها حركة بسيطة. ان حخركة الكتابة في الكنيسة الاولى اوسع واعمق مما نظن. انها اوسع من ان تقتصر على رسائل بولس الرسول. فسفر العبرانيين الذي يعتبر اقرب الى الكتاب منه الى الرسالة وظهور الاناجيل الثلاثة، ثم الانجيل الرابع وسفر الرؤيا.. كل هذه تدل ان انماطا كثيرة من الكتابة، وطرقا متعددة للشهادة المكتوبة واعلان الانجيل قد ظهرت في الكنيسة الاولى.
وكلها تتشابه في انها تستخدم شهادة الكنيسة الاولى التي استخدما الرسول بولس نفسه كتوبة في ترانيم روحية، وعبارات عقائدية وتعاليم اخلاقية. وتحذيرات من الهراطقة. انها تتفق في الاقتباس من العهد القديم ومن كلمات الرب يسوع. وكل هذا التشابه لا يعني ان هذه الاسفار تكرر افكارا متشابهة تكرارا مملا.