التجديف على الروح القدس
اظهر المسيح لليهود والعالم، نوعا واحدا من الخطايا يستثنى من الغفران، انه التجديف على الروح القدس (مت2: 31). ذلك ان التوبة الحقيقية هي بفعل الروح القدس. فالذي يهين الروح القدس يمنع فعله فيه، ويحرم نفسه الواسطة الوحيدة للتوبة والغفران الذي يتبع التوبة. وكل من يخاف التجديف على الروح القدس يبرهن برهانا قاطعا انه لم يجدف، لانت الذي يجدف يفقد كل شعور روحي، اذ ان ضميره مات فرفض التوبة عن عمد، واراد ان يختار الظلمة، الى ان تركه الروح القدس لقساوة قلبه.
**
خطية صعبة ايضا هي خطية اللسان. فلا ننس قول المسيح "من قال لاخيه يا احمق يكون مستوجب نار جهنم". كم يجب علينا ان ندقق في كلماتنا وليس افعالنا وتصرفاتنا فقط. لانه
من فضلة القلب يتكلم الفم. لقد
نبّه المسيح السامعين الى ان الكلام ثمر الافعال. لا يصلح الكلام الا اذا صلحت الافكار اولا. لا تقدر افكار اليهود الشريرة ان تاتي بكلام صالح، ولذلك فانهم يستحقون اللقب الذي وصفهم به يوحنا المعمدان وكرره المسيح "اولاد الافاعي". ان سمهم موروث، فهو لهذا السبب اصعب واردا. في القرينة علّم المسيح انه حتى الكلمة الواحدة البطالة يحاسب عنها الانسان يوم الدين. لماذا؟ لانها تكفي للدلالة على حالة القلب الشريرة، التي هي الاساس الحقيقي للدينونة.