مثلث العاهات
جاء الناس للمسيح بمريض مصاب بثلاث علل: كان مجنونا، اعمى واخرس. تهلل الجموع وتساءلوا انكان هذا المحسن القدير هو مسيحهم بن داود. لم يحتمل رؤساء اليهود عواطف الحب والاحترام التي بدت من الجموع، فاشاعوا انه يفعل هذا ببعلزبول.
دعاهم الكمسيح وفنّد حكمهم الشرير. وقد دفع السيد التهمة بثلاث دفوع:
اولا - لا يمكن ان ابليس يساعد الميح الذي يقاومه ويخطف من يده فرائسه. لو ان الشيطان فعل هذا لسقطت مملكته، لان انقساما حدث في بيته. تماما مثل قول الشاعر: متى يبلغ البناء يوما كماله، ان كنت تبني واخر يهد. فلو كان ابليس يهدم مملكته بيده، فكيف اذا يريد بنائها.
2- بعض اليهود كانوا يدّعون انهم يخرجون شياطين، فان صحّ الاتهام على المسيح، يصح ايضا على هؤلاء اليهود الذين يقولون انهم يخرجون شياطين. وعندها يكونون القضاة الذين يدينونهم.
3- اخراج الشياطين من عمل روح الله. فكيف يكون المسيح شريك ابليس الذي قيده بسلطانه؟
اليس غريبا ان الفريسيين راوا في معجزات المسيح ناحية القوة ولم يروا جانب الرحمة؟ عند الشيطان قوة فائقة ولكن بلا رحمة، فكيف اغفل شيوخ اليهود عنصر الرحمة في ممعجزات السيد. ولم يفطنوا الى ان كل اعمال ابليس منافية تماما للرحمة والخير؟ فما اعظم عماهم وهم ينسبون اعمال الخير الى غير الله – وحده صانع الخيرات.