العمامة الطاهرة:
اذ عاد الشعب وجد ان مدينتهم خربة . اعيد بناء الهيكل لكن فكرة اليمة خطرت ببالهم ما الفائدة من الهيكل المقدس ان لم يكن الكهنة اهلا لممارسة خدمتهم؟ يخبرنا ملاخي ويؤيده في ذلك زكريا ان الكهنة كانوا جشعين فاسدي السيرة ﻻ يصلحون مطلقا لخدمة الهيكل .
واذ اعادوا بناء الهيكل كانوا يحتاجون الى اعادة بناء الكهنوت. وفي اﻻصحاح الذي امامنا (زك3) نرى ذلك. نزعت الثياب القذرة وارتدى يهوشع الملابس البيضاء ووقف منتصبا امام الله كاملا عدا العمامة البيضاء. كان زكريا منشغلا بها جدا حتى انه صرخ في لهفة "ليضعوا على راسه عمامة طاهرة".
"فوضعوا على رأسه عمامة طاهرة".
وان كان زكريا تلهف عليها فكم يكون رب زكريا؟ وان كانت لهفة العهد القديم وصلت لهذا الحد فكم تكون لهفتنا نحن في العهد الجديد؟
الرب يسوع اقام كل مؤمن بمثابة كاهن لتقديم "ذبائح روحية"(رؤ1: 6).
ايها العزيز، هل استخدمت المرحضة؟
هل تعرف التطهير اليومي؟
هل دخلت القدس لتقدم صلاة شفاعية عن اخوتك؟
هل تعرف معنى خبز الوجوه الذي ﻻ يحل اكله اﻻ للكهنة فقط؟
الله ﻻ يضع العمامة الطاهرة لمن يرتي الثياب القذرة.
وﻻ يعطي تاثير الروح القدس لمن يحيا حياة غير طاهرة.
سمع اغسطينوس بعد تجدده هذه الكلمات "البسوا الرب يسوع وﻻ تصنعوا تدبيرا للجسد ﻻجل الشهوات"(رو١٣: ١٤).
عندما كنت طفلا كنت ارى اﻻطفال يسطون على احدى الحدائق. كنت اعرف حينها ان الثمار ناضجة. لانه لو كانت حامضية لما سطوا عليها. وهكذا عندما تكون حياتك حامضة غير ناضجة ﻻ فائدة فيك فان الشيطان ﻻ يبالي بك. اما ان كنت مثمرا فانتظر تجربة كل يوم. لذا فان شدة التجربة ﻻ تعني انك رجعت الى الوراء، بل انك متقدم في القداسة وان الشيطان خائف منك.