في صباح ذات يوم حين كان التلاميذ وحدهم مع يسوع على جبل التجلي، سألوه 3 اسئلة مهمة جدا. “قل لنا متى يكون هذا؟ وما هي علامة مجيئك؟ وانقضاء الدهر؟"(مت24: 3). لقد قبل التلاميذ حقيقة رجوع يسوع ، وعندئذ ارادوا ان يعرفوا متى يكون هذا. ارادوا ان يعرفوا ايضا هل ثمة علامة تسبق مجيئه. كانوا يعلمون ان العهد القديم مملوء بعلامات عن مجيئه اﻻول.
لو كان العالم قد درس نبوات العهد القديم لعرف الناس ان يسوع ات واستقبلوه بترحاب. لكن ادى جهلهم بالكتب المقدسة الى الفشل في ادراك المسيح.
ومع انه حذرهم من محاولة تحديد موعد رجوعه في وقت معين بالضبط، اﻻ انه اعطاهم علامات موجودة في كل اسفار اﻻنبياء كما هي ظاهرة في كلامه هو. ما هي بعض العلامات؟
1- حالة العالم الفكرية:
“وعلى اﻻرض كرب امم بحيرة"(لو21: 25). كتب سارتر كتاب عنوانه "ﻻ مخرج". وهذا يعبر ن الحيرة واﻻضطراب. سيصل العالم في علاقاته الدولية الى مازق شدي. فيه تسعى الشعوب وراء منفذ مسدود. “والناس يغشى عليهم من انتظار ما ياتي"(ع26). عندما يتامل الناس المستقبل فانهم ﻻ يخافون فقط بل يموتون من الرعب.
اﻻطباء النفسين في زماننا هم انفسهم يصابون بانهيار عصبي وهم يحاولون ان يعالجوا اعصابنا المنهارة تحت ضغط الحياة..
لدرجة يسلم الفرد اخاه في نفس العائلة "يسلم بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم".
حالة العالم الخلقية:
كتب عن ايام نوح "نهاية كل بشر قد اتت". وقال يسوع "كما كانت ايام نوح كذلك في مجئ ابن اﻻنسان". “ايضا في الضحك يكتئب القلب"(ام14: 13). لقد تلذذنا بكل انواع الملذات ووصل كبرياء ووقاحة اﻻنسان الى اقصى حد.
3- ارتداد:
"يقوم انبياء كذبة يضلون كثيرين" ويقول الرسول "الروح يقول صريحا انه في اﻻزمنة اﻻخيرة يرتد قوم عن اﻻيمان تابعين رواحا مضلة وتعاليم شياطين"(1تي4: 19. “سيكون وقت ﻻ يحتملون فيه التعاليم الصحيحة بل حسب شهواتهم يجمعون لهم معلمين..”(2تي4: 3-4). ينتشر الرياء بشكل فظيع. انبياء مزيفون هم اداة في يد ابليس ينشر بها اقواله وينفذ خطته في تشكيك الناس في كلامه "احقا قال الله؟" وهذا ما يردده البعض للان. “هل هذا فعلا كلام الله؟". “دخل بينكم اناسا خلسة (يه4). “ﻻ يخدعنكم احد ﻻنه ﻻ يات ان لم يات اﻻرتداد اوﻻ"
4-ازدياد اﻻثم:
ولكثرة اﻻثم تبرد محبة الكثيرين". محبتهم لبعض.. محبين للذات (2تي3: 1-5)
5- ظهور مستهزئين:
في اخر اﻻيام قوم سياتي مستهزئون سالكين بحس شهوات انفسهم. وقائلين اين هو موعد مجيئه؟"(2بط3: 3-4) يبني الناس اﻻن ناطحات سحاب 70 طابقا. ويتصل احد المدراء من مكتبه لعامل الجراج "اعد السيارة. انا في طريقي". هذا ﻻ يعني انه قد وصل الى الجراج بعد. بل انه في الطريق ينتظر وصوله فعلا. هذا هو المعني الذي تحمله الينا كلمات يسوع "ها انا ات سريعا".
6- اضطهاد عام:
“يسلمون بعضهم ويبغضون بعضهم". “سيسلمونكم الى مجامع..
7- الرخاء:
“قد كنزتم في اﻻيام اﻻخيرة"(يع5: 1-3). بينما ملايين من البشر يهلكون جوعا هناك ملايين اخر يزدادون ثراءا.
8 اﻻستعداد لهرمجدون:
“سوف تسمعون بحروب واخبار حروب". سوف تزداد الحروب باقتراب النهاية. ﻻ شك ان العالم يسرع الى حرب شاملة. اطلقنا اسم الحرب العالمية على حربينوكانت الدول تعد على اصابع اليد الواحدة. لكن هذه الحرب لن تسثني بلدا.
9- المعرفة واﻻسفار:
“اما انت يا دانيال فاخف الكلام واختم السفر الى وقت النهاية"(دا12: 4) ويكرر نفس الكلمات "ﻻن الكلمات مخفية ومختومة الى وقت النهاية"(ع9).
"المعرفة تزداد". كيف تزداد والكلمات مخفية؟ ان المعرفة العالمية هي التي تزداد كل 15 عاما اﻻن تتضاعف.
10- مؤتمرات السلام:
“حينما يقولون امان وسلام يفاجئم هلاك بغتة"(1تس5: 3). رؤساء العالم يتشاورون عن السلام وﻻ يستشيرون رئيس السلام وﻻ يطلبون ملك السلام.
11- مجئ طاغية عالمي:
هناك اشارات كثيرة عن حكومة عالمية مستقبلة يراسها دكتاتور طاغية يسمى "ضد المسيح". واضح ان قبول العالم لفكرة حكم شخص واحد يسبقها اعداد. قرات كتابا يقول انه ﻻبد لكي يعم السلام العالم ان يكون خاضعا لحكم واحد. اح مؤتمرات السلام اشار فيها متكلم تلو اﻻخر لنفس الفكرة. قال ارنلد تويني "ان العيش معا كعائلة واحدة هو مستقبل البشرية". كثيرا ما يكون تعدد اﻻراء سببا في عدم قيام الحكومات بواجباتها. يقول الكتاب "ﻻن الله وضع في قلوبهم ان يصنعوا رايه وان يصنعوا رايا واحدا ويعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل اقوال الله"(رؤ17: 17). الى ان "يرفع من الوسط الذي يحجز اﻻن. وحينئذ سيستعلن اﻻثيم..”(2تس3: 7-12). سيظل الروح القدس يحجز ويمنع فقط لكنه سياتي على كل حال.
فكلمة الوحش تشير الى انه سيكون طاغية وقدرة فائقة (سوبرمان) سيكون تجسيدا للشيطان. فالتعبير وحش ﻻ يعني ان يكون مكروها بل بالعكس يشير الكتاب ان الجميع سيعجب به "سيتعجبون منه ويخافون منه ويسجدون له". وسيبطل مؤقتا الحروب بين الدول. سيقف العالم مبهوتا من قدراته الفائقة "مجيئه بكل قوة وبايات وعجائب كاذبة..”. سيجند كل البشرية. سيختم كل رعاياه بسمة على جباههم قبل ان يتيسر ﻻحد شراء طعامه (رؤ13: 17) وسيساعد عصر اﻻﻻت والالكترونيات على ضبط حياة كل انسان على وجه البسيطة. سيكون حلمه الوحيد ومشتهاه لوحيد هو محو اﻻيمان بالله من على وجه اﻻرض. سيجدف على الله ويعلن نفسه فوق كل اله عرفه العالم.
نشرت احدى المجلات اﻻمريكية : (سيقوم الرجل وسيكون جذابا في مظهره ، سيلاشي البرلمانات ويمحو الديماجوجيات، ويحقق للحضارات ذروة مجدها ويعيدها الى امبراطورية واحدة. سيجعلها تنشر صورته في شتى الميادين. سيجمع الشرائع والدساتي الى قانون واحد، وينظم العلوم والمعارف في اكاديميات وضيعة يراسها اناس محتقرين ويضع نظاما ثقافبا عجيبا فتاتي شعوب العالم اليه شاكرة وتؤله هذه الذات الباغية).
يعلمنا الكتاب انه "يحذاقته ايضا ينجح المكر ويتعظم قلبه"(دا8: 25). وسيضل "المختارين" سيكون من اتباعه من يعترفون بالمسيحية.
12- البشارة في العالم:
“يكرز ببشارة الملكوت في كل المسكونة"(مت24: 14). في عام 1500 طبع الكتاب المقدس في 14 لغة. وفي عام 1800 طبع في 71 لغة. وفي عام 1965 صار يطبع في 1250 لغة ولهجة. يقول الشاعر كامبل (ان الحوادث القادمة تلقي ظلالها امامها). ما نراه ليوم قد يكون تدخل الله في شؤن البشر. “لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام".
ماذا افعل؟
ليس لك سبب للفشل او الياس. في ضوء هذه الحوادث يجب ان يكون موقفك اﻻتي:
اﻻستعداد:
قيل عن نوح "لما اوحى اليه عن امور لم تر بعد خاف فبني فلكا للاص بيته"(عب11: 7). وكلمة خاف تعني فزع . لقد فزع فزعا من توقع حوادث رهيبه لكنه خوف ادى به الى فعل ايجابي.
2- انتظار بصبر:
“ﻻنكم تحتاجون الى الصصبر بعد قليل ياتي اﻻتي وﻻ يبطئ"(عب11: 37). تاخرت وﻻدة اسحق لكنها تمت. وجر اﻻستعجال مشاكل ﻻبينا ابراهيم اذ جعل ابن الجسد يضطهد ابن الروح. وجاء صو الله "اسمع لسارة في كل ما تقوله. ﻻن ابن الجارية ﻻ يرث مع ابن الموعد".
3- سهر بتوقع:
كتب متى هنري (السهر ﻻ يعني مجرد اﻻعتقاد ان ربنا ات. بل الرغبة في مجيئه، التفكير الدائم في مجيئه، اننا نتطلع بشوق الى السماء التي منها ننتظر مجئ مخلصنا يسوع المسيح "(في3: 20). اضحت حياة المسيحي ملخصة في كلمة "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح"(تي2: 13).
4- العمل بنشاط:
“طوبى للعبيد الذي اذا جاء سيجه يجده يفعل هكذا"(مت24: 46). ان مجئ ربنا لا تدفعنا الى السؤال: لماذا نعمل؟ كما كان سلوك اهل تسالونيكي، اذ يحضهم الرسول على مضاعفة العمل "حتى ﻻ نخجل منه في مجيئه"(1يو2: 28).
عن كتاب: العالم يحترق، جراهام بيلي
روابط ذات صلة: