نعرف جميعا ما حدث للنبي أشعياء عندما رأى الرب جالسا على كرسي عال ومرتفع واذيال (ثيابه) تملأ الهيكل. قال أشعيا "ويل لي! إني هلكت. لأنني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن في وسط شعب نجس الشفتين؛ لان عيني رأتا الملك، رب الجنود"(اش6).
عزيزي، نحن مثل أشعياء، يوميا نرى الرب يسوع معلقا على الصليب، فيا ليتنا نشعر بخطايانا ونتوب ويقول كل منا "ويل لي! إني هلكت. لأنني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن في وسط شعب نجس الشفتين لان عيناي قد رأتا الرب يسوع"، لقد مات يسوع لاجلنا على الصليب، و دفن وقام ثانية لكي يكون لنا حياة. وفي (2 كورنثوس 07:10) يخبرنا الرسول بأن هذا الحزن ضروري للخلاص لانه ينشئ توبة "لان الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة للخلاص بلا ندامة؛ واما حزن العالم فينشئ موتا".
عندما ذهب إشعياء إلى الهيكل، لم يذهب لرؤية شخص اخر، بل الرب فقط. في (يو6: 40) يوضح لنا الرب يسوع اهمية رؤيته فيقول: "وهذه هي مشيئة الآب الذي أرسلني، ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية. وأنا أقيمه في اليوم الأخير".
ونحن نعلم ما حدث لأيوب عندما رأى الرب. قال أيوب الرب في (ايوب 42: 5) " بسمع الاذن قد سمعت عنك والان راتك عيني . لذلك ارفض واندم في التراب والرماد". ونحن مثل ايوب، عندما نرى الرب يسوع، سوف نمقت انفسنا لخطايانا ولا نخجل من الركوع على مذبح التوبة في الغبار والرماد.
عزيزي، اليوم نحتاج إلى التوبة والاعتراف بذنوبنا، وان نؤمن يفداء يسوع لنا بموته على الصليب، لقد مات يسوع وقام ثانية لكي ننال الخلاص من الخطية. أنه من الخطأ أن نقول إننا لم نخطئ لأننا لم نقتل ولم نزن ولم... انها خطيئة أن نقصر في عمل الخير. يقول معلمنا يعقوب الرسول في يع 4:17 "أن من يعرف أن يفعل حسنا، ولا يفعل ذلك خطية له".
القديسين ليسوا مثل الخطاة. القديسين قد يخطئون ولكنهم لا يحبون أن يخطئوا. الخطاة يمارسون الخطية ويرغبون في الخطيئة ويحبونها. إذا حصل ان شخصا سمع واعظا يتحدث ضد الخطية وكرهه، فهذا معناه انه خاطئ ويحتاج الى توبة لأن القديسين لا يحبون الخطية. المشكلة اليوم هي أن الخطاة لا يرون القديسين يتوبون عن خطاياهم. إذا القديسون بدأوا التوبة اليومية عن خطاياهم، ورأى الخطاة توبتهم ، فانهم حينئذ يتوبون عن خطاياهم. يا ليت ثمار التوبة تظهر في حياتنا حينئذ سنكون سبب خلاص للكثيرين وتمجيد للرب "لكي يرى الناس اعمالكم الصالحة فيمجدوا اباكم الذي في السموات"(مت5).
في (1كو14: 23 و 24) يذكر لنا الرسول حالتين. الحالة الاولى دخول خطاة الى كنيسة يمارس اعضاؤها التوبة الحقيقية والحالة الثانية، كنيسة ليس بها روح التوبة. فيقول " فان اجتمعت الكنيسة كلها في مكان واحد وكان الجميع يتكلمون بالسنة فدخل عاميون او غير مؤمنين افلا يقولون انكم تهذون. ولكن ان كان الجميع يتنبأون فدخل احد غير مؤمن او عامي فانه يوبخ من الجميع. يحكم عليه من الجميع. وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة وهكذا يخر على وجهه ويسجد لله مناديا ان الله بالحقيقة فيكم" والتنبؤ هنا معناه الوعظ الممسوح بالروح القدس للحث على التوبة والسلوك في طريق البر. ان الخاطئ في الحالة الثانية سيتبكت على خطيته ويخر ويسجد لله مقدما توبة هو ايضا.
دعونا نرى ما حدث للنبي دانيال عندما رأى الرب يسوع. دانيال رأى الرب يسوع " وجهه مثل البرق، وعيناه كما مصابيح من نار، وذراعيه وقدميه مثل النحاس المصقول وصوت كلامه كصوت جمع غفير". وقال دانيال في (دانيال 10 : 8) " فبقيت انا وحدي ورايت هذه الرؤيا العظيمة ولم تبق في قوة ونضارتي تحولت في الى فساد ولم اضبط قوة. "
مثل دانيال، عندما نرى الرب يسوع، نحن أيضا سوف نعترف بأن طبيعتنا الفاسدة تحتاج الى التطهير بدم يسوع لإزالة خطايانا. في (أفسس 2: 3) يقول لنا الوحي أننا كنا بالطبيعة أبناء الغضب. لاحظ انه لم يقل لنا ان الناس يصبحون خطاة. بل انهم ولدوا خطاة. ولكن الآية التالية في أفسس 2: 4 تقدم لنا الخبر السار الذي ينبغي ان نقوله بصوت عال الآن. "الله الذي هو غني في الرحمة، من اجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها. ونحن أموات بالخطايا، احيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مخلصون."
"سمعت فارتعدت احشائي . من الصوت رجفت شفتاي. دخل النخر في عظامي وارتعدت في مكاني"(حب3: 16)
أيضا، في الصورة أعلاه نرى أن شاول مثل حبقوق ارتعد أيضا وذهل عندما رأى الرب يسوع. وقال شاول عندما رأى الرب يسوع (اع 9: 5) "من أنت يا رب؟ فقال الرب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده. من الصعب عليك ان ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير:«يارب، ماذا تريد ان افعل؟» فقال له الرب:«قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل؟ .. وكان ثلاثة ايام لا يبصر، فلم ياكل ولم يشرب.
وأخيرا، في الصورة أعلاه نرى ما حدث لبطرس عندما رأى الرب يسوع. وقال بطرس للرب يسوع في (لوقا 5: 8) اخرج من سفينتي يا رب؛ لأني رجل خاطئ". اعترف بطرس انه رجل خاطئ وتاب وقبل الرب يسوع. ونحن مثل بطرس، نحتاج للتوبة يوميا عن خطايانا من خلال التقابل مع الرب.