الأحد، 1 نوفمبر 2015

اللجاجة في الصلاة



ان الناس يصلون حتى ينالون استجابة صلواتهم، ويمنحهم الله طلباتهم. في الصورة اعلى نرى رجلا يسأل صديقه بالحاح في منتصف الليل ان يعطيه ثلاثة أرغفة من الخبز. في البداية، قال الصديق للرجل في (لوقا 11: 7): لا تزعجني، الباب مغلق، وأولادي معي في الفراش. لا أستطيع أن أقوم وأعطيك". لكن هذا الرجل حصل على الثلاثة أرغفة من الخبز بسبب لجاجته أو الحاحه او طلبته المستمرة بعد ان رفض صديقه في البداية. تظهر كلمة لجاجة مرة واحدة فقط في الكتاب المقدس في (لوقا 11: 8). يسوع يقول لنا في لوقا 11: 8 على الرغم من انه لم يقوم ويعطيه لكونه صديقه، ولكن بسبب لجاجته اعطاه (طلبات متكررة ثابتة حتى بعد الرفض المبدئي) وقال ايضا "انه قام واعطاه قدر ما يحتاج."

كل من يقرأ هذا التأمل في أي مكان، دعونا جميعا نكون مثل الرجل في الصورة السابقة اي يكون لنا لجاجة السؤال باستمرار. ان نطلب من يسوع يوميا أن يباركنا. سوف يرى الرب لجاجتنا وطلباتنا الثابتة بوصفها الإيمان فيعطينا طلباتنا. تذكر، يسوع يعتبر اللجاجة أو الطلبات المتكررة الثابتة انها الإيمان. كلما نطلب من يسوع أي شيء روحي، إيماننا يزيد أكثر ونحن نمجد يسوع. 

في (عبرانيين 11: 6) يقول لنا "ولكن بدون إيمان يستحيل إرضاء الله؛ إذ إن من يتقرب إلى الله يجب أن يؤمن أنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه". لاحظ أن يسوع يكافئ الناس الذين بجد ومثابرة يطلبون إليه مرارا وتكرارا.

بعض الناس يقولون إذا كنت تصلي او تطلب الشئ أكثر من مرة فان ذلك معناه ان ليس لديك الإيمان. هذا غير صحيح ولا يتفق مع الكتاب المقدس لان الرب يسوع نفسه صلى نفس الكلمات في الصلاة ثلاث مرات في بستان الجثمانية. 

في (متى 26:44) يقول "وانه (يسوع) تركهم وذهب بعيدا مرة أخرى، وصلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه". إذا لقد صلى الرب يسوع نفس الكلمات في الصلاة ثلاث مرات، لا تترك الصلاة حتى تنال البركة، وسوف يسوع يبارك إيمانك ويمنحك طلباتك. وهذا ما حدث تماما مع ابينا يعقوب. يقول سفر التكوين (32:26) " لن اتركك ان لم تباركني".


في الصورة أعلاه نرى زكا الذي سعي بعزم ثابت على الوصول ليسوع. وبحسب تعبير الكتاب عن زكا "طلب ان يرى يسوع". كان الرب يمر وحوله حشد من الناس. ولقصر قامة زكا تسلق شجرة لكي يتمكن من رؤية يسوع وهو يمر، وكان ان نال بركة أن يزور يسوع منزله. أصدقائي، دعونا نكون مثل زكا ونسعى من خلال الايمان لمواجهة اي عقبات في هذا العالم للوصول إلى يسوع لكي نتلقي البركة بالإيمان. يقول (لوقا 1:53) "أشبع الجياع من الخيرات، وصرف الأغنياء فارغين"، وفي (متى 5: 6) وعد الرب بالاستجابة لمن يطلب باشتياق طريق البر "طوبى للقيام الجوع والعطش بعد البر، لأنهم يشبعون."


يخبرنا الانجيل ايضا عن امرأة نازفة الدم فيقول "وامرأة بنزف دم منذ اثني عشر عاما، وقد عانت كثيرا من العديد من الأطباء، وانفقت كل ما عندها، ولم تشفى بل صارت الى حال أردأ. عندما سمعت بيسوع جاءت من ورائه ومست ثوبه. لانها قالت، إذا مسست هدب ثوبه فقط شفيت، فللوقت جف ينبوع دمها ؛ وعلمت في نفسها أنها قد شفيت من هذا الداء.

لاحظ أن هذه المرأة كانت تركز على يسوع وحده، ولم يكن إيمانها مبنيا على اشخاص، واعظ، أو طبيب. إنها تعرف أن يسوع فقط يمكن أن يشفي مرضها. كما انها مصممة للوصول الى يسوع واختراق صفوف الجموع حوله مهما كانت ضعيفة بدنيا ومتعبة. تذكر ان الله يبارك الناس الذين يؤمنون به مثل هذه المرأة. التي نتيجة ايمانها شفيت من مرضها الذي دام اثني عشر سنة. 

دعونا جميعا أن مثل هذه المرأة التي حصلت على شفاء كامل كمثل ايمانها بقوة الرب يسوع. في (متى 11:28) يقول الرب يسوع:"تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة حتى نفوسكم. لان نيري هين وحملي خفيف".

عزيزي، اذا تأملنا قطارا نجد ان القاطرة والتي تمثل الايمان بالحق الكتابي تكون في المقدمة، ثم يتبعها عربات تمثل مشاعرنا المختلفة. الكثير من الناس يقولون انهم في حاجة الى الشعور ببركات الرب وانهم يريدون ان ينالوا الشفاء اولا لكي يؤمنوا بيسوع. ولكن المرأة نازفة الدم، لمست اولا يسوع بالإيمان، ثم باركها الرب ونالت الشفاء. 

يجب أن "يسبق الايمان الادراك" بحسب تعبير القديس اغسطينوس. والايمان في حالتنا يجب ان يسبق المشاعر (بالبركة او الشفاء او اي نعم اخرى).


نجد ايضا اليشع الذي حصل على نصيب اثنين من روح إيليا، كما نجد غلام إيليا الذي رأى سحابة بحجم يد الرجل. في الصورة باعلى، تلقى إليشع عباءة إيليا ونصيب اثنين من روح إيليا لأنه تبع إيليا إلى الجلجال، وبيت ايل، وأريحا، والأردن. اصر إليشع ان يتبع ايليا وصرح بانه لن يفارقه وانه يبغي الحصول على نعمة مضاعفة.

دعونا نكون جميعا مثل اليشع ونثابر على اتباع يسوع كل ايامنا حتى نحصل على البركة والسلام. وعد يسوع في (يوحنا 14:27) "سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم لكم، وليس كما يعطيكم العالم، أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع"

وأخيرا، لقد صلى إيليا سبع مرات حتى نال الاستجابة. رأى غلامه سحابة بحجم كف انسان اعلانا بهطول المطر بعد الجفاف الذي استمر ثلاث سنوات ونصف. سأل إيليا غلامه ست مرات "هل هناك أي أمطار؟". وحتى عندما قال: " لا يوجد سوى سحابة صغيرة مثل كف رجل"، فانه آمن بأن هذه السحابة الصغيرة يمكن أن تغرق الارض بالامطار. وكرّم الله إيمان إيليا فتلبدت السماء بالغيوم والرياح، وكان هناك مطر عظيم.