شعب اسرائيل يستقبل ملك السلام
(لو19: 29-45، مر11: 1-11، مت21: 1-11 و 14-16)
في عيد المظال الذي يسمى "سوكوت" ومعناها "اكواخا من الاغصان" يصل حجاج الاقاليم الى اورشليم في قوافل طوبلة. هو العيد الاكثر شعبية في السنةيقام في سبتمبر، في زمن جني الفواكه والعنب. ترتب مسبقا في الهيكل احتفالات كبيرة تسمع فيها صيحات "هوشنا"! وهي دعوات رنانة موجهة الى المسيح المنتظر.
اتت قافلة حجاج مهمة من الجليل، ومرت بضياع بيت فاجي والتي سميت بهذا الاسم لانها مجورة في ثنية ارض ومخفية في اشجار التين. كما عبرت على بيت عنيا، قبل ان تنفذ الى جبل الزيتون شرقا وتطل على اورشليم.
واذ هي تقابل يسوع وتلاميذه الاتين الى العيد. لان يسوع يحب الاعياد التي تجمع الجماهير، وتزيل الحواجز بين الناس وتجعلهم يتحدون في جو العيد.
فاعترى الجماهير حماس شديد: ان حجاج الجليل فخورون الى حد كبير بنبيهم يسوع، الذي من اقليمهم، وقد صنع معجزات عديدة واظهر بوضوح تام انه المرسل من الله. حتى انهم مستعدون الا يتركوا للانفلات اية فرصة ليتظاهروا لصالحه. بينما يشيعونه بمراسم النصر، يفكر الاكثر تحمسا بينهم في دخوله اورشليم بصورة تلفت انتباه الشعب. وبهتافهم له يريدون ان يظهروا انهم يعترفون بانه المسيح المنتظر.
ولا يتهرب يسوع من هذا التظاهر الشعبي: بل يقبل الاعلان بالهتاف انه الاتي باسم الرب. الا انه يتصرف بطريقة، تعلن للناس انه هو فعلا المسيح! لكن ليس كما يتصوره الشعب، الذي لا يزال يحلم بغاز وقائد حربي يطرد جيوش الاحتلال الروماني، ويجعل من الامة اليهودية الامة الاولى في العالم. ولهذا السبب لن يدخل اورشليم ممتطيا حصانا مهيبا كالادة المتغطرسين، لكنه يختار مطية الشعب البسيطة، الجحش، وهو الكطية التي كان يمتطيها جده داود، الملك في بساطته ووداعته.
ارسب يسوع اثنين من تلاميذه الى قرية بيت فاجي "بيت او بلد التين" وقال لهما:
"اذهبا الى الضيعة وعندما تدخلاها تجدان جحشا مربوطا فحلاه واتيا به".
ها هو الموكب يتحرك: نزل من منحدر جبل الزيتون متجها الى اورشليم.
والجمع كان يخيم هناك على منحدر الجبل اخذا معه سعف النخل واغصانا ن شجر الزيتون. وهكذا كان الموكب يتقدم في غابة متموجة من الخضرة. وعند دخول المدينة، كان الناس يزحمون بعضهم بعضا. يتدافعون لينثروا الازهار والاغصان على الارض، ويلقون بمعاطفهم ذات الالوان الزاهية ليكونوا بساط شرف ويصيحون وبشيرون، ويطلقون الهتافات المعتادة في مراسم عيد المطال: "هوشعنا.. ومعنى الكلمة يا رب خلص" هوشعنا لابن داود.. ويريدون بذلك ان يقولوا ليحي المسيح/ ابن داود.. ليحي المرسل من الله.. مجدا واكراما لله في اعالي السموات".
وتصادف مرور بعض الفريسيين فشاهدوا الموكب.. فصدموا بهذه الهتافات التي اعتبروها غير مناسبة، وصاحوا قائلين ليسوع:
"يا معلم، يحسن بك ان تنتهر تلاميذك".
في الواقع كان هؤلاء يحسدون يسوع على نجاحه. اجابهم يسوع:
"ان سكت هؤلاء لهتفت الحجارة".
وهو بذلك يريد ان يقول: يوجد جو انتظار حضور المرسل من الله وفرح لاستقباله وتحيته، الى حد ان الخلية باجمعها مشبعة بهذا الجو وملتهبة بهذا الفرح.
مل المدينة في هياج.
يتساءل الناس: ما الذي يحدث؟ من كل جهة تنتشر مثل نثار البارود هذه الكلمات: "هذا النبي يسوع من ناصرة الجليل".
والجمع يتزايد بعدد المتسولين وذوي العاهات الذين يكثرون ي ايام العيد هذه، يرافق يسوع وهو صاعد الى الهيكل. عند مروره دنا اليه عميان ومسحاء من الهيكل، فشفاهم. وتضاعفت الحماسة. ولكن حينذاك، انفجر الموقف: دخول الهيكل محظور على ذوي العاهات، بحجة انهم ليسوا في حالة طهارة شرعية: لان المرض يعتبر نتيجة الخطية. والواقع ان ذوي العاهات يدخلون الهيكل في اثر مخلصهم يحملهم الجمع. ولا يقدر حراس الهيكل ان يردوهم. وهم لا يبالون بهذا الحظر..
واسوا من ذلك .. بينما الكبار لهم شئ من الاحترام للمكان المقدس ويكفون عن الهتاف، يقوم الصغار بصراخ حاد: "ليحي يسوع!.. ليحي يوع!.. يريد المسئولين عن الهيكل ان يسكتوهم لكن صبيان اورشليم يحاولون بصورة تهكمية ان يغيظوا هؤلاء الشيوخ الحاقدين. فيعلو صراخهم اكثر فاكثر. فيقول الشيوخ في سخط: ها هو يسوع يستقر الان في الهيكل قلعتنا ويتصرف كسيد. فيقولون ليسوع: "اتسمع هؤلاء الصبيان يصرخون في الهيكل؟ اسكتهم احتراما للمكان المقدس".
"نعم/ اسمعهم بلا شك. لكن قولوا لي اما قراتم في الكتب المقدس هذه العبارة "من السنة الصغار تخرج اجمل الهتافات".
وكان اعداء يسوع في غيظ .. لانه من المحال ان يقبضوا عليه وهو يتمتع بهذه الحظوة لدى الشعب!
اما يسوع فكان يسرح النظر باحثا في انحاء الهيكل ويتفقد كل المتاجر في بيت الله. لكن، لما كان الوقت قد مضى، استاذن الجمع في الذهاب، ثم خرج بسرعة من المدينة والنتحق ببيت اصدقاء له في بيت عنيا وبات مع رفاقه هناك.
(لو19: 29-45، مر11: 1-11، مت21: 1-11 و 14-16)
في عيد المظال الذي يسمى "سوكوت" ومعناها "اكواخا من الاغصان" يصل حجاج الاقاليم الى اورشليم في قوافل طوبلة. هو العيد الاكثر شعبية في السنةيقام في سبتمبر، في زمن جني الفواكه والعنب. ترتب مسبقا في الهيكل احتفالات كبيرة تسمع فيها صيحات "هوشنا"! وهي دعوات رنانة موجهة الى المسيح المنتظر.
اتت قافلة حجاج مهمة من الجليل، ومرت بضياع بيت فاجي والتي سميت بهذا الاسم لانها مجورة في ثنية ارض ومخفية في اشجار التين. كما عبرت على بيت عنيا، قبل ان تنفذ الى جبل الزيتون شرقا وتطل على اورشليم.
واذ هي تقابل يسوع وتلاميذه الاتين الى العيد. لان يسوع يحب الاعياد التي تجمع الجماهير، وتزيل الحواجز بين الناس وتجعلهم يتحدون في جو العيد.
فاعترى الجماهير حماس شديد: ان حجاج الجليل فخورون الى حد كبير بنبيهم يسوع، الذي من اقليمهم، وقد صنع معجزات عديدة واظهر بوضوح تام انه المرسل من الله. حتى انهم مستعدون الا يتركوا للانفلات اية فرصة ليتظاهروا لصالحه. بينما يشيعونه بمراسم النصر، يفكر الاكثر تحمسا بينهم في دخوله اورشليم بصورة تلفت انتباه الشعب. وبهتافهم له يريدون ان يظهروا انهم يعترفون بانه المسيح المنتظر.
ولا يتهرب يسوع من هذا التظاهر الشعبي: بل يقبل الاعلان بالهتاف انه الاتي باسم الرب. الا انه يتصرف بطريقة، تعلن للناس انه هو فعلا المسيح! لكن ليس كما يتصوره الشعب، الذي لا يزال يحلم بغاز وقائد حربي يطرد جيوش الاحتلال الروماني، ويجعل من الامة اليهودية الامة الاولى في العالم. ولهذا السبب لن يدخل اورشليم ممتطيا حصانا مهيبا كالادة المتغطرسين، لكنه يختار مطية الشعب البسيطة، الجحش، وهو الكطية التي كان يمتطيها جده داود، الملك في بساطته ووداعته.
ارسب يسوع اثنين من تلاميذه الى قرية بيت فاجي "بيت او بلد التين" وقال لهما:
"اذهبا الى الضيعة وعندما تدخلاها تجدان جحشا مربوطا فحلاه واتيا به".
ها هو الموكب يتحرك: نزل من منحدر جبل الزيتون متجها الى اورشليم.
والجمع كان يخيم هناك على منحدر الجبل اخذا معه سعف النخل واغصانا ن شجر الزيتون. وهكذا كان الموكب يتقدم في غابة متموجة من الخضرة. وعند دخول المدينة، كان الناس يزحمون بعضهم بعضا. يتدافعون لينثروا الازهار والاغصان على الارض، ويلقون بمعاطفهم ذات الالوان الزاهية ليكونوا بساط شرف ويصيحون وبشيرون، ويطلقون الهتافات المعتادة في مراسم عيد المطال: "هوشعنا.. ومعنى الكلمة يا رب خلص" هوشعنا لابن داود.. ويريدون بذلك ان يقولوا ليحي المسيح/ ابن داود.. ليحي المرسل من الله.. مجدا واكراما لله في اعالي السموات".
وتصادف مرور بعض الفريسيين فشاهدوا الموكب.. فصدموا بهذه الهتافات التي اعتبروها غير مناسبة، وصاحوا قائلين ليسوع:
"يا معلم، يحسن بك ان تنتهر تلاميذك".
في الواقع كان هؤلاء يحسدون يسوع على نجاحه. اجابهم يسوع:
"ان سكت هؤلاء لهتفت الحجارة".
وهو بذلك يريد ان يقول: يوجد جو انتظار حضور المرسل من الله وفرح لاستقباله وتحيته، الى حد ان الخلية باجمعها مشبعة بهذا الجو وملتهبة بهذا الفرح.
مل المدينة في هياج.
يتساءل الناس: ما الذي يحدث؟ من كل جهة تنتشر مثل نثار البارود هذه الكلمات: "هذا النبي يسوع من ناصرة الجليل".
والجمع يتزايد بعدد المتسولين وذوي العاهات الذين يكثرون ي ايام العيد هذه، يرافق يسوع وهو صاعد الى الهيكل. عند مروره دنا اليه عميان ومسحاء من الهيكل، فشفاهم. وتضاعفت الحماسة. ولكن حينذاك، انفجر الموقف: دخول الهيكل محظور على ذوي العاهات، بحجة انهم ليسوا في حالة طهارة شرعية: لان المرض يعتبر نتيجة الخطية. والواقع ان ذوي العاهات يدخلون الهيكل في اثر مخلصهم يحملهم الجمع. ولا يقدر حراس الهيكل ان يردوهم. وهم لا يبالون بهذا الحظر..
واسوا من ذلك .. بينما الكبار لهم شئ من الاحترام للمكان المقدس ويكفون عن الهتاف، يقوم الصغار بصراخ حاد: "ليحي يسوع!.. ليحي يوع!.. يريد المسئولين عن الهيكل ان يسكتوهم لكن صبيان اورشليم يحاولون بصورة تهكمية ان يغيظوا هؤلاء الشيوخ الحاقدين. فيعلو صراخهم اكثر فاكثر. فيقول الشيوخ في سخط: ها هو يسوع يستقر الان في الهيكل قلعتنا ويتصرف كسيد. فيقولون ليسوع: "اتسمع هؤلاء الصبيان يصرخون في الهيكل؟ اسكتهم احتراما للمكان المقدس".
"نعم/ اسمعهم بلا شك. لكن قولوا لي اما قراتم في الكتب المقدس هذه العبارة "من السنة الصغار تخرج اجمل الهتافات".
وكان اعداء يسوع في غيظ .. لانه من المحال ان يقبضوا عليه وهو يتمتع بهذه الحظوة لدى الشعب!
اما يسوع فكان يسرح النظر باحثا في انحاء الهيكل ويتفقد كل المتاجر في بيت الله. لكن، لما كان الوقت قد مضى، استاذن الجمع في الذهاب، ثم خرج بسرعة من المدينة والنتحق ببيت اصدقاء له في بيت عنيا وبات مع رفاقه هناك.