التفسير الرمزي
هو طريقة قديمة، ويمكن تعريفه على انه اي عبارة او تصريح لحقائق والتي تقبل تفسيرا حرفيا ولكن تحتاج تفسيرا روحيا او معنويا وتسمى الرمزية. وهي سرد او قصة لكلمة مفردة تضيف معان اخلاقية او روحية لها.
احيانا المثل او الرمز يكون صرفا وﻻ يحوي مرجعية تاريخية له مثل اﻻبن الضال. واحيانا يكون خليط مثل مزمور80 خاصة عدد 17 “لتكن يدك على رجل يمينك، وعلى ابن ادم الذي اخترته لنفسك". والذي يفسر على انه يتكلم عن اليهود والكرمة التي تحدث عنها المرنم.
ويمكن ان يؤدي التفسير الرمزي ليس الى تفسير المكتوب بل الى لي الحقائق وتحريف المعنى الحقيقي تحت غطاء او ادعاء طلب تعمق في المعنى الروحي.
يفرغ الكلمات من معناها الواضح البسيط. وعلى ذلك تكمن الخطورة في انها تزيح سلطان الوحي وتتركنا بدون اي اساس يمكن ان يختبر عليه صحة التفسير وتختزل المكتوب فيما يراه المفسر معقوﻻ.
المدافعون: يقولون ان العهد الجديد استخدم هذه الطريقة وهذا مبرر كاف لاستعمالها.
1- في غلا4: 21-31: في المسيحية نؤمن ان الجديد حل محل العهد العتيق. لم يكن بولس يستخدم رمزا بل يفسر الرمز. وعلى ذلك فان استخدام الرموز واﻻمثال وسيلة شرعية لايصال اﻻفكار. كما انه انه ﻻ ينكر حرفية اﻻحداث وتاريخيتها.
نقل اﻻفكار من المجال الحرفي الى الروحي: اﻻمثال والصور والرموز.
الطريقة الحرفية
يقول عنه:
ان الجزء اﻻكبر من الوحي يصل بمعنى واضح عندما يفسر حرفيا. وانها الطريق اﻻم التي توافق تصور اﻻنسان وعقله. وانها الطريقة الوحيدة التي تنسجم مع طبيعة الوحي. فالروح يرشد اﻻنسان الى الحق باللغة التي يفهمها. لغة وليس اصوات غير مفهومة او افكار مبهمة. الفكر هو خيوط التي يربط الكلمات معا. ومن ثم يبدا فهمنا بالبحث في معنى الكلمات.
طالما الله اعلن كلمته عن طريق اﻻعلان، يجب ان نتوقع اعلانه يكون في شكل كلمات واضحة محددة. وللتفسير الحرفي عدة مزايا:
1- يضع اساسا كاﻻساس الذي تضعه التجارب للعلم. وبالتالي نقبل او نرفض التفسير. العلاقة بين الحق الحرفي واللغة الحرفية:
التفسير الحرفي ليس عكس التفسير الروحي لكنه عكس التفسير الرمزي. الروحي في نقيض للمادة من جانب وللجسد (بالمعنى السئ) على الجانب اﻻخر. المفسر الحرفي ليس هو من ينكر اللغة الرمزية، ﻻن الرموز استخدمت في النبوات، وﻻ هو من ينكر الحقائق الروحية العظمى. لكن ببساطة هو من يفسر النبوات طبقا لسياقها اللغوي. هو من يؤمن ان النبوات تحمل جزئيا تفسيرا عاديا ونواحي اخرى تحترم كمن تحتوي على اسرار.
وعلى هذا ﻻ ينكر المفسر الروحي ذلك حين يقال عن المسيح انه "رجل اوجاع ومختبر الحزن" ﻻنها تفسر حرفيا. وحين يقال "ابن اﻻنسان ياتي على سحاب السماء" تفسر روحيا كنبوة تحتوي على سر.
ﻻ ننكر ان الرموز تفسر الحق الحرفي بطريقة قوية عن الكلمات المجردة وبالتالي ﻻ ننكر الرمزية.
الله روح لذا فإن الطريقة الوحيدة التي يعلن بها عن الحق في عالم لم ندخله بعد، اي السماء هو ان يمد بساطا موازيا للعالم الذي نعيش فيه. اي
اﻻنتقال مما هو حق حرفيا في عالم نجهله الى عالمنا ليعلن المجهول. ان الله ﻻ يطلب تفسيرا رمزيا. لذا يجب ان نميز بين الروحي وبين الروحنة. وبينما نقول عن العهد القديم انه ظل والجديد اعلان للقديم. لكن اﻻعلان ليس من خلال الرمزية لما هو في القديم لكن خلال اتمام و اعلان الحق الحرفي للصور واﻻشكال. وهي بدورها يمكن ان تعلن الحق الحرفي واستعماله في القديم.
الروحنة يمكن ان تعتقدوا انه ﻻن اﻻعلان جاء متدرجا. اذن فالجديد اكثر قيمة. حقيقة ان اﻻعلان متدرج ليس لها قوة في تحديد طريقة التفسير وما ورد "الحرف يقتل لكن الروح يحيي"(2كو3: 6) ﻻ تنفر من التفسير الحرفي. واﻻ فكيف يقدم الله رسالته؟ ما يقصده الرسول هو ان القبول الحرفي دون عمل الروح القدس المرتبط به، يقود الى الموت.
الحرفية في ايام المسيح
1- الحرفية بين اليهود:
الرمزية في تفسير الوحي ﻻ يمكن اثباتها تاريخيا من زمن السبي او انها كانت شائعة زمن المسيح. يبدو ان يوسيفوس ﻻ يستخدمها . واليهود اتباع المذهب اﻻلاطوني الحديث في مصر ربما استخدموها كتقليد لليونان الوثنيين. فيلو السكندري في القرن اﻻول يدافع عن اليهود الذين استخدموها كشئ جديد وهذا يفسر معارضة بعض اليهود اﻻخرين. وعلى ذلك فان يسوع لم يكن في موقف مجبر فيه للامتثال لطريقة شائعة ي التفسير، اذ انها لم تكن شائعة بين اليهود وبالتالي بين اليهود في فلسطين.
الحرفية بين الرسل
بولس الرسول كان يرى في الجديد احلالا للقديم وبالتالي هو ظل و بذرة للتطور المستقبلي. واستخدام طريقة التفسير الرمزي كان غير معروف لباقي الرسل. كما لم يستخدمها الرب يسوع.
لم يكن الرسل في حاجة الى طريقة اخرى الى فهم المكتوب بل باﻻحرى الى تنقية الطريقة الحالية من تطرفها. اذ ان اول استعمال للرمزية ما ورد في (غلا4: 24 ), اذ انه يوجد فرق بين الرمزية وبين استخدامها كطريقة لتفسير. ختاما يجب ان نصرح كتبة العهد الجديد فسروا العهد القديم حرفيا.
نشأة الرمزية:
عقبات كثيرة كانت تواجه كتبة القرون اﻻولى. لم يكن لديهم اي قانون للعهد القديم او الجديد. كانوا يعتمدون على ترجمات معيوبة للمكتوب. فقط كان لديهم قواعد وضعها الربيين وبالتالي اضطروا ﻻن يحرروا انفسهم من التطبيق الخاطئ لقواعد التفسير. كانوا محاطين بوثنيين و يهود وهراطقة من كل نوع.