بدا المسيح العظة بالتطويبات. لانه جاء لسعادة الانسان.جاء لكي يباركنا اع3: 26. كرسول اعترافنا وكرئيس كهنة (عب2: ) انه فيه تتبارك جميع قبائل الارض. انه يسكب البركات ويفعل ذلك بسلطان. انه يامر بالبركة.
انتهى العهد القديم بلعن او تحدذير من اللعنة (ملا4: 6) اما العهد الجديد فيبدا المسيح بالبركة هنا.
اين تكمن السعادة؟السعادة التي يجد البشر في طلبها ولسان حالهم"من رينا خيرا؟(مز4: 6). ان الافكار العامة هي:طوبى للاغنياء للمبجلين لمن يلهون.. الذين ياكلون السمين ويشربون الاطياب. الان يصحح يسوع هذا ويقدم لنا نظرية جديدة:
وهي تبدو في ظاهرها تحمل المتناقضات في نظر المغرضين، لكنها في نظر المخلصين المستنيرين تحمل عقيدة سليمة وحقا ابديا.
قصد بها ازالة روح الياس : ان الاصغر في ملكوت السموات المستقيم القلب سعيد بامجادوامتيازات الملكوت.
نطق في بدء عظته وهذا يذكرنا بجبلي عيبال وجرزيم حيث نطق ببركات الناموس ضمنيا ولعناته صراحة (تث27: 12). اما هنا فاعلنت البركات صراحة واللعنات ضمنيا.في كلا الموقفين نجد الموت والحياة. غير ان الناموس ظهر كخادم للموت اما الانجيل فهو عهد للحياة لكي يقربنا للمسيح.
لقد فتح لنا المسيح طريق مقدسة (اش35: 8). كان لبعض الحكماءاراء تخالف السائد وهي مستقاة من اراء مخلصنا. فسينكا يقرر ان الانسان السعيد هو (الذي تنحصر لذاته في احتقار لذاته).
كل تطويبة لها بركة زمنية ووعد ببركة مستقبلية.
"طوبى للمساكين بالروح"
في العالم فقراء كثيرون لكنهم منتفخوا الروح. "قد تعلمت ان اكون مكتفيا بما انا فيه..". ان نعترف بحكمة الله الذي سمح لنا بالفقر ونشكر
على ما اعطانا. يجب ان لا نبالي بالثروة العالمية ولا نضع عليها قلبا"(مز37).
ان نكون متواضعين ووضيعين في اعين انفسنا
ان نكون كالاطفال صغارا وضعفاء وجهلاء ومحتقرين (مت8)كانت كنيسة اللاودكيين غنية ماديا وفقيرة روحيا (رؤ3: 17). ان ننظر للاخرين بتبجيل ولانفسنا باتضاع. نعظم من شان الاخرين ونحقر من شان انفسنا.
ان نعترف بعظمة الله وحقارتنا، بقداسته ونجاستنا. بانه هوكل شئ ونحن لا شئ.
ان نتخلص من كل ثقة ببرنا وقوتنا لكي نتكل على استحقاق المسيح في تبريرنا.
ان هذه المسكنة توضع في مقدمة الفضائل.. لم يعتبر الفلاسفة الاتضاع ضمن فضائلهم الادبية اما المسيح فيضعها في المقدمة.
الذين يريدون ان يبنوا بناءا عاليا يجب عليهم ان يبداوا من اسفل.
طوبى لهم لان الله ينظر اليهم (اش63)
طوبى لهم لانهم يرثون الملكوت. ان الملكوت يؤلف من امثالهم "لبائسي صهيون".
لا شك ان الاغنياء الذين يفعلون خيرا ينالون اجرا اذ يدخرون اساسا للدهر الاتي (تيم ). لقد وعد بالبركة للفقراء الذين يقنعون بفقرهم كما الاغنياء الذين يخدمون بثروتهم.لقد"افتقر لكي نستغنى"
"طوبى للحزانى"
تطويب غريب حقا. ويليق ب هان يلى التطويب السابق. هناك حزن خاطئ. حزن العالم. حزن لا يقبل العزاء.وهناك حزن طبيعي..وهناك حزن مقدس.
هو حزن على الخطايا.. حزن على الخطية مع التطلع للمسيح (زك13: 10).والذين بسبب غيرتهم على مجد الله يئنون من اجل خطايا الاخرين ويتنهدون على كل رجاسات اسرائيل (حز9: 4).
وحزن العطف والاشفاق: فرحا مع الفرحين وحزنا مع الحزانى. ينظرون نظرة الاشفاق على النفوس الهالكة ويبكون عليها كما بكى المسيح على اورشليم.
كما انه في الضحك يكتئب القلب (ام)، كذلك في الحزن المقدس يفرح القلب ..فرحا لا يشاركه فيه غريب (ام14: 10). يتبعون من قيل عنه "انه رجل احزان"(اش53).
"يتعزون" لان "امام الرب شبع سرور..". يتعزون لانهم يحصدون بالابتهاج..
"طوبى الودعاء ":
يشبهون يسوع "تعلموا مني لاني وديع.."
يرثون الارض (مز37: 11). لها موعد الحياة الحاضرة كما هوواضح.
"طوبى للجياع.."
البر يمثل كل البركات الروحية لنا في المسيح. البر ان يصير لنا المسيح من الله برا (1كو1: 3) وان"نصير نحن بر الله فيه"(2كو5: 21).
يجب ان نتوق اليها كما يتوق الجائع للطعام. ان يقول كل واحد كما قالت راحيل لزوجها "هب لي هذه والا فانا اموت".
الجوع والعطش غريزتان تتكرران كل يوم لا تقنعان بما تحصلان وتتطلبان كل يوم بطلب جديد. النفس الحية تطلب دوما المزيد من البر.
طوبى للذين لا يتعطشون للسراب الخادع ولا يتهممون (يتوقون الى) تراب الارض عا2: 7واش55: 2).
"طوبى للرحماء":
علينا ان "نلبس احشاء رحمة ورافات"(كو3: 12). يجب ان "نرثي للاخرين نعطف علي المتراخين المتهاونين وننذرهم .ونرثي للخطاة "مختطفين من النار"(زك3: 2 ويع5.)
"ان صانع الرحمة لا يسيتطيع ان يطالب الله باستحقاق ولكنه يلتجئ الى رحمته فينال "مع الرحيم تكون رحيما"
"طوبى لاتقياء القلب":
رؤية الله هي كمال سعادة النفس. ورؤيته بالايمان هي السماء على الارض.ورؤيته بالعيان بعد الانتقال من الارض هي سماء السموات.ان سعادة السماء هي ان نراه كما هو وليس كما في مراة في لغز .. حينها نصير شبهه بالحق، لاننا سنراه كما هو.
ان سعادة رؤية الله محفوظة فقد "لانقياء القلب". اية لذة للنفس الدنسة في رؤية الله؟ وكما ان الله لا يحتمل رؤية اثمهم لا يحتملون هم رؤية قداسته. "لا يدحل اورشليم السمائية شئ دنس ولا ما يصنع رجسا".
طوبى لصانعي السلام:
علينا ان نسعى للسلام. ان نكون "مرممي الثغرات". قد يكون نصيب من يفض المنازعات ان يتلقى اللطمات من الجانبين المتخاصمين. الحكمة السمائية هي اولا "طاهرة ثم مسالمة"(يع3: 7). لذلك قيل عن "رابح النفوس" انه حكيم (ام).
طوبى للمطرودين من اجل البر: هي التطويبة الاكثر تناقضا.كيف يكونون سعداء ان عاشوا مطاردين؟ لذلك ارجئت لاخر التطويبات. كرر هذا التطويب مرتين ، ربما لانه كحلم فرعون يصعب تصديقه. غير انه على كل حال الامر قد تقرر (تك4: 32).
وفي الجزء الاخير يغير المسيح صيغة الخطاب الى الضمير المخاطب. "طوبى لكم" انتم يا اتباعي لان هذا الامر يهمكم اكثر من غيركم. انتم الذين تفاضلت فيكم النعمة جدا ، لانكم يجب ان تتوقعوا الصعوبات والنتاعب اكثر من سواكم.
انهم يطاردون من الوحوش الضارية التي تريد افتراسهم. او انهم يتتبعون وكانهم "وسخ كل شئ". يحسبون مثل "غنم للذبح". كان هذا نتيجة عداوة نسل الحية ضد النسل المقدس منذ وقت هابيل.
اضطهد الانبياء. استهزئ باشعياء لتعاليمه (اش28: 10-14)؟ وباليشع لانه اقرع؟.
+++
"انتم ملح الارض":
عمل الرسل بصمت وسكون فان حفنة من الملح كانت تكفي ليظهر مذاقها في دائرة فسيحة. وقد استطاعوا ان يوسعوا دائرة نفوذهم دون ان يشعر بعملهم احد، ودون ان يستطيع احد الوقوف في طريقهم كالخميرة (3: 23).
اننا نقرأ عن ان للمعرفة رائحة .. "رائحة معرفة المسيح"(2كو2: 4). يدعى العهد الدائم "ميثاق ملح"(عب) والانجيل ابدي. كان الملح ضروريا في الذبائح (لا2: 13 – مر9: 49).
"ان فسد الملح" كيف نصلح الطعام ؟بالملح.كيف نصلح الملح؟.. اذن فمصيره النبذ "يطرح خارجا". يقطع الخاطئ من شركة الكنيسة، ويطرح الاشرار الى الظلمة الخارجية.
"انت نور العالم". نور الشمس حلو للعينين (جا: 7). المسيحيون يصيرون "ايات وعجائب"(اش8: 8). "رجال اية" (او يتعجب منهم)(زك3: 8). كل الناس تتطلع اليهم. البعض يمدحونهم ويحاولون الاقتداء بهم، والبعض يحسدونهم ويسيئون اليهم. فالواجب يحتم ان يعيشوا بالتدقيق لانهم "قد صاروا منظرا للعالم"