وضع الملك سليمان امام اول اختبار، وكم كان الاختبار صعبا؟!
ان حكمته وثبات عرشه وضع على المحك امام اول قضية تعرض عليه.
وضع الملك الحكيم ثقته في مشاعر الأمومة.
فكم هي عظيمة مشاعر الامومة والتي لا يفوقها اي شئ اخر!
كان حكم الملك صادما الى اقصى حد، فقد اذهل الأم الحقيقية،
أن محبة الأولاد أمر طبيعي حتى في الأشرار،
ان حكمته وثبات عرشه وضع على المحك امام اول قضية تعرض عليه.
وضع الملك الحكيم ثقته في مشاعر الأمومة.
فكم هي عظيمة مشاعر الامومة والتي لا يفوقها اي شئ اخر!
من المستحيل أن تقبل اي ام قتل ابنها،
انها تريد له الحياة حتى لو اضطرت أن تتخلى عنه لغريمتها.
تَكَلَّمَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي ابْنُهَا الْحَيُّ لِلْمَلِكِ،
لأَنَّ أَحْشَاءَهَا اضْطَرَمَتْ عَلَى ابْنِهَا،
وَقَالَتِ: «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ».
وَأَمَّا تِلْكَ فَقَالَتْ: «لاَ يَكُونُ لِي وَلاَ لَكِ. اُشْطُرُوهُ»" (1مل 3: 26)
وبهذا عُرف لدى جميع الواقفين امام الملك انها هي الأم الحقيقية.
وشلّ قدرتها على التفكير.
لا بُد أن الملك سليمان كان سيوقف تنفيذ الحكم،
تماما كما أوقف ملاك الرب إبراهيم عن أن يذبح ابنه،
فبعد أن رفع يده بالسكين جاءه الصوت:
لا تمد يدك الى ابنك لاني علمت محبتك..
لقد نجحت خطة الملك تمامًا،
إذ عرف الجميع من هي الأم الحقيقية،
خاف الشعب الْمَلِكَ، لأَنَّهُمْ رَأَوْا حِكْمَةَ اللهِ فِيهِ لإِجْرَاءِ الْحُكْمِ" (1مل 3: 28).
أن محبة الأولاد أمر طبيعي حتى في الأشرار،
فلا نتعجب أن رأينا كل واحدة من المرأتين قد ادَّعت أن الولد لها.
ولكن محبة أم الولد الحقيقية أقوى من محبة المرأة الأخرى له،
المرأة الكاذبة لم تحتمل أن ترى ولدًا في حضن رفيقتها وهي بلا ولد.
أن محبة الأم الحقيقية أقوى من الحسد، وأما الأخرى فحسدها أقوى من محبتها للولد.
حينما أمر الملك بشطر الطفل غالبًا ما اضطرب كثيرون في داخلهم،
حينما أمر الملك بشطر الطفل غالبًا ما اضطرب كثيرون في داخلهم،
وحسبوا قراره غريبًا وغير حكيم، يحمل وحشية،
إذ يُقتل طفل برئ لا ذنب له.
وربما تساءلوا في أعماقهم:
هل هذه هي حكمة الملك الجديد المختار من الله؟
هل هذا ما تسلَّمه من الله عندما ظهر له في حلم..؟
لكنه إذ أصدر الحكم بعد أن أعلن عن الأم الحقيقية أدرك الكل حكمته،
حقا أن "قُلُوبُ الْمُلُوكِ لاَ تُفْحَصُ"(أم 25: 3).