صغير السنّ خرج من العالم بدون إهانة، ونال الإكليل بدون جهاد البر.
هوذا الغلبة مملوءة عجباً بدون معركة، والإسم المنتصر المملوء عجباً بدون حرب.
موت الطفل مملوء تعزية لمن هم متميزون، وهو بدون ألم لمن ينظر بتمييز.
صعد من البحر، ولم تعذبه أمواج البحر. دخل إلي العالم وخرج منه بدون ذنوب…
نبت كالزهرة في مرج البشر، وقطفه العريس (السماوي)، وها أنه مصفوف في إكليله وهو جميل.
جسد نقي ونفس طاهرة من الشرور، جمال سامٍ لم يتلطخ بالشهوات.
صورة الملك الثابت جمالها، والبهي محياها، ولا يوجد عيب أو نقص ليشوّهها.
أيها المتميز الذي كفّن ميتاً مليء جمالاً، لماذا تبكي علي الجميل الذي لا يوجد فيه دنس؟
مَنْ يبكي علي اللؤلؤة التي صعدت من بين أمواج البحر، فها هي موضوعة في إكليل الملك؟
مَنْ لا يفرح بِمَنْ انتصر بدون معركة، وهو ظافر بدون حرب، ومصفوف مع الظافرين؟ …
مَنْ يبكي علي مَنْ فيه مثل هذا الجمال وأُخذَ عند الله وجماله موجود فيه؟
له طبيعة بهية وصورة عظيمة لم تتوسخ ولم تتلوث ولم تفسد بالشهوات.
لم يأكل الثمرة من شجرة المعرفة، ولم يفتح عينيه ويري نفسه عارياً.
لم تدخل الخطيئة وتعضّه ليخجل لكونه قد تعري، ولم يضايقه التجاوز علي الوصية ليصير خجلاً.
إنه متباهٍ وممجد في موضع أبناء النور العالي، مُبارك الذي أخذه ليصير وارث الملكوت ]
القديس يعقوب السروجي