سألت ابي الراهب: اني اشعر اني اضعت سنوات عمري الماضية، لذا اشعر بحزن فظيع؟
اجابني: لماذا تقول هذا الكلام؟ لا شئ ضائع، فالله يعطينا الخيرات وهو قادر ان يملأ قلوبنا سرورا.
سألت ابي الراهب: كيف اعرف ارادة الله؟
اجابني: الطريق المفتوح، هو طريق الله، فاسلك فيه وﻻ تقلق.
قلت: حقا قال المسيح "انا افتح وﻻ احد يغلق..".
حدثنا سيدنا انبا صرابامون عن بعض ذكرياته مع قداسة المتنيح البابا شنودة، فقال: خطر لي خاطر ان اقول لقداسة البابا ان يأتي الى قلايتي في دير اﻻنبا بيشوي. وكان الخاطر او الفكرة مصحوبة بسلام قلبي عجيب، لذا عرفت ان مصدرها الله وليس الشيطان، ﻻن الشيطان ﻻ يمنح سلاما، المسيح وحده ملك السلام. ووافق البابا فورا ولم يمانع.. وبعدها بدقائق صدر قرار التحفظ على قداسة البابا في الدير.
معنى دير:
كلمة دير مشتقة من دائرة وهذا جاء ﻻنه قديما كان كل اب يلتف بعض الناس حوله طالبين التلمذة على يديه، وكنت ترى قلالي الرهبان ملتفة حوله في نطاق دائرة ومن نشأت اﻻديرة. فاﻻديرة قائمة على التلمذة ﻻب مشهود له.
الحكمة والذكاء:
كل حكيم هو ذكي ولكن ليس كل ذكي يعد حكيما.
الحكمة ترتبط بالحياة في مجملها لذلك تعتبر كافية للخلاص. ولكن الذكاء جانب عقلي لذلك فهو غير كاف.
هل الحكمة للجميع؟
نعم. يعلمنا الكتاب ان الحكمة تسعى لجميع الناس بمن فيهم الجهال وبسطاء الفكر "الحكمة تنادي في الخارج. في الشوارع تعطي صوتها. تدعو في رؤوس الاسواق في مداخل الابواب. في المدينة تبدي كلامها. قائلة الى متى ايها الجهال تحبون الجهل والمستهزئون يسرون بالاستهزاء والحمقى يبغضون العلم"(ام1: 20-22).
"وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة.لا يعبر فيها نجس بل هي لهم.من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل"(اش35: 8).
كيف ننال الحكمة؟
تبدو الحكمة كشخص وليس كصفة في الكتاب المقدس. فاﻻبن هو اقنوم الحكمة، كما ان الروح القدس هو روح الحكمة. يقول الكتاب عن المسيح "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم". ويقول عن الروح "ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب"(اش11: 2). لذلك فالسبيل الوحيد ﻻقتناء الحكمة هي اﻻلتصاق بالرب وبشريعته، فبدء الحكمة وجوهرها هو مخافة الرب (ام1: 7 و 9: 10).
الذكاءات المتعددة:
ترفض نظرية الذكاءات المتعددة الاختبارات التقليدية للذكاء، لأنها لا تنصف ذكاء الشخصن فهي تركز على جوانب معينة فقط من الذكاء . و في هذا الإطار يقول جاردنر : ” إن الوقت قد حان للتخلص من المفهوم الكلي للذكاء، ذلك المفهوم الذي يقيسه المعامل العقلي، والتفرغ للاهتمام بشكل طبيعي للكيفية التي تنمي بها الشعوب الكفاءات الضرورية لنمط عيشها".