الجمعة، 25 أكتوبر 2019

هوشع: ص ١١-١٣

"كما اخرب شلمان.." ربما كانت لفظة شلمان اختصار "شلمناصر" الذي لقى مقاومة من السامرة في ايام الملك هوشع (2مل17: 3). نلاحظ ان الذي عاقب الشعب ليس الله بل بيت ايل اي خطيتهم المشخصة في بيت ايل الصنمية(ع15).

هوشع: ص11
انتصار رحمة الله
وسط رعود الدينونة ياتي النبي بفاصل من المحبة الرقيقة ، وهي طريقة محببة اليه للغاية. فتعود الذاكرة بالله مرة اخرى الى سعادة علاقته المبكرة باسرائيل. غير ان تلك العلاقة تدهورت سريعا. "كلما دعوهم ذهبوا"(2) ضمير الفاعل يعود الى انبياء الله. فاصل المحبة في العدد الاول، يصل الى قمته في ع3 و4 في صورة بيانية بليغة.
"كنت لهم كمن يرفع النير عن اعناقهم" تتضمن الرحمة الالهية التي تنتظر كي تضع حدا للعقوبة التي وردت في 10: 11.
والوعد بانه لا يرجع الى مصر"(5) لا يناقض 8: 13 و9: 3، اذ ان مصر في ذينك الموضعين تستعمل مجازيا  باعتبارها رمز للعبودية، ولنها هنا مستعملة بمعناها الواقعي.
"كيف اجعلك يا افرايم؟" الصراع بين العدل الالهي والرحمة.
"ادمة وصبوييم" مدينتان دمرتا مع سدوم وعمورة.
وها الرحمة تغلبت على العدل في ع9. وع10 و11 يتحدثان عن العودةمن السبي في صورة اسد يزمجر ليجمع اشباله حوله وصورة الطيور العائدة من هجرتها.
**
الله يوبخ اسرائيل (11: 12 – 13: 16
عدم امانة اسرائيل بالمقارنة مع اتكال يعقوب على الله (11: 12 – 12: 14)
"افرايم راعى الريح"(12: 1) ليست الريح رمزا للباطل وحسب، بل للتدمير ايضا كما هي الريح الشرقية (13: 15).
لاحظ عامل التذبذب في سياسة اسرائيل: فحينا يخطب ود اشور، وحينا اخر يرسل الزيت هدية الى مصر لضمان مساندتها.
اما يعقوب وهو في بطن امه كان تواقا الى بركة الله وجاهد في الموضع الذي اخطا فيه حفدته. هذا المثال يقدم لنسل يعقوب كي يبين لهم الى اي مدى قد ابتعدوا عن نموذج سلفهم المؤمن، ولكي يدلهم ايضا على الريقة التي بها يطلبون الرب (6).
تفوق الكنعانيين في التجارة حتى صارت لفظة كنعاني ترادف التاجر. هذا من جهة، ومن جهة اخرى فان استخدام اللفظة له دلالة خاصة: فقد بلغ الفساد من نسل اسرائيل كل مبلغ حتى استبدلوا باللقب اسرائيلي اللقب الكنعاني. وقد كان لاسرائيل اساس واه للدفاع عن النفس: انه يشير الى الثروة التي احرزها، باعتبارها علامة على رضى الله عنه(8) قارن مع رؤ3: 17.
وفي التعبير "كايام الموسم"(9)، وبالنظر الى سياق الكلام، ايحاء بوعيد لا بوعد. فان تشردهم في بلاد السبي مشبه بالسكنى في الخيام في اثناء عيد المظال. اما ان الله قد تكلم مرارا الى اسرائيل بانبيائه الذين ضربوا امثالا (قصص شعبيه) واستخدموا لغة سهلة الفهم. فذاك زاد خطية اسرائيل (اش5: 4).
"انهم في جلعاد قد صاروا اثما"(11). استفهام استنكاري يقصد التاكيد. والجلجال (9: 15).
ستاتي الكارثة التي تنثر في الحقول حطام مذابحهم الصنمية.
في ع12 و13 يقارن النبي مرة اخرى بين عيشة يعقوب البسيطة وترف الحياة عند نسله العاصي، وليشدد ايضا على عناية الله بشعبه. فان يعقوب قد حفظ غيران الجيل الحالي سيتحمل عقاب ذنبه.
**
الخراب الحتمي والسريع ص13
الترجمة لاكثر رجوحا "لما تكلن افرايم حصلت رعدة..." ههنا مقابلة بينفترة ازدهار اسرائيل ، يوم اظهر الجميع احترامهم لها، وفترة خرابها.
يعلن خراب اسرائيل باربع صور:
سحاب الصبح، والندى الباكر، والعصافة، ودخان يخرج من المدخنة او الكوة.
"اثم افرايم مصرور" نه مخزون ليوم الدينونة. وهذا رد على بعض مواطني النبي الذين زعموا ان الله، لكونه قد اتخذ امته شعبا ، سينسى خطيتهم، الامر الذي راوا بيّنة عليه في الازدهار الذي خيّل اليهم انهم يعيشون في بحبوحته (15).
ثم يعبر النبي عن كربه النفسي بتبديل مفاجئ في التصوير البياني. فتاتي اولا صورة المراة الماخض وهي تلد. ثم الولد الذي لا ياتي في موعده الصحيح. الصورة الثانية ترمز الى عدم التوبة في الوقت المناسب.
"اين اوباؤك يا موت.."(14) قارن مع 1كو15: 55. معنى العدد صعب. اهو قبس من الرحمة يمض على غير توقع؟ ان كان كذلك، فعلينا ان نقرا العبارة الاخيرة في ضوء رو11: 29. يتضح ان الندامة في اخر اي "تغيير الفكر من جانب الله" لن يحدث.
"وان كان مثمرا.." هذه التورية المنطلقة من الاسم افرايم ومعناه "اثمار" تبرز عقم الشعب الكلي.
الانباء بالتوبة والرجوع ص14
ع3 فيه الاعتراف بخطايا الشعب الرئيسية الثلاثة: الاتكال على اشور، وعلى مصر، وعبادة الاصنام.