كان ميخا اسما شائعا وهو تصغير لميخايا ويعني "من مثل الله؟". ويوصف ميخا بانه "المورشتي" اي الساكن في "مورشة جت"(1: 14)، وكانت هذه وفقا لايرونيموس، ما تزال في ايامه "ضيعة صغيرة بالقرب من ايليوثروبوليس". وتحدد ايليوثروبوليس انها "بيت جبرين" وتقع في الجنوب الغربي من اورشليم فينصف الطريق من جت غربا وعدلام شرقا. اما نسبتها الى مريشة (1: 15) فغير واضحة. وبعضهم يعتبرهما اسمين لمسمى واحد. ويبدو انها كانت في وقت ما تحت سيادة جت.
وهكذا فان ميخا لم يعش في مكان منعزل، بل في اهم الوديان، وهو الوادي الذي تخترقه الطريق الساحلي الى لعاصمة. كان في موقع اتاح له معاينة الماساة الرهيبة التي حصلت ما بين عامي 721 و 719 ق. م حينما حدث بعد سقوط السامرة ان تابع سرجون زحفه لدر القوات المصرية في رفح سنة 719 ق م. وبعد مرور عدة سنوات دخلت يهوذا في حلف مع مواب وادوم والفلسطينيين (بتاييد مصري) سعيا لكسر شوكة اشور. غر ان ترتان تعامل مع هؤلاء الحلفاء بحزم، ما ادى الى نهب اشدود وجت (اش20: 1). وبعد ذلك جاء سنحاريب الذي كان يتباهي في احد نقوشه انه استولى على 46 مدينة في اليهودية.
بوصفه ابن قرية راى النبي في عاصمة بلاده الاثم "ما هو ذنب يعقوب؟ اليس هو من السامرة؟ .."وربما كان هو ذاته مزارعا حرمه احد المالكين الجشعين ارضه "يشتهون الحقول ويغتصبونها..". فقد تكمن خلف تلك الكلمات تجربة شخصية مريرة. وكانت تتملك ميخا صراحة القروي، على انه ايضا كان على النطق باقوال رفيعة، حتى انه يتفوق على اشعياء برقة المناشدة (6: 1-8).
ومع ان ميخا من الارياف واشعياء من اهل لعاصمة والبلاط الملكي، فان رسالتهما في جوهرها واحدة. وفيما فاق اشعياء ميخا- وهذا متوقع في الالمام بالحلة السياسيةز جد كلا النبيين يتكلمان بصوت واحد في مواجهة الشرور الاجتماعية – قارن مثلا مي2: 1 مع اش5: 8 و مي3: 1-4 مع اش10: 1-4. فقد كانت الامة العبرانية عاجزة عن اتمام مهمتها في العالم، تلك التي دعاها الله اليها (مي2: 7 واش1: 21) لذلك كان لابد ان تطهر بالعقاب (مي3: 13 و4: 6 واش1: 25-27).