ان
سفر التثنية، واحد من اعظم اسفار العهد
القديم. ولا
يوجد بين جميع اسفار الكتاب المقدس بعهديه،
القديم والجديد ما يفوقه في قوة تاثيره
على الانسان، في حياته، وعلاقته الشخصية،
في المجالين، الديني والمدني على مر
الاجيال، بدليل كثرة الاقتبسات منه في
العهد الجديد، اذ تبلغ تلك الاقتبسات 80
اقتباسا.
محتويات
السفر، بحسب التعريف الوارد فيه هي
"شريعة".
واذا
اردنا تحديدا ادق نقول ان الشريعة ، ،
بحسب التعريف الوارد فيه "الشهادات
والفرائض والاحكام"(4: 45 و
6: 20).
وفي
بعض الاحيان يقتصر الامر على ذكر اثنتين
فقط فتكون "الشهادات
والفرائض" او
"الفرائض
والاحكام" وهذه
بالطبع كلها اصطلاحات قانونية.
على
اية حال، فان كلمة "توراة"
بمعناها
الاشمل، ربما لا تشير الى قانون يختص
بامور قضائية، بقدر ما تشير الى تعليم
ديني.. ان
دراسة دقيقة للسفر توضح انه لا يتضمن
مبادئ او احكاما قضائية، لكنه كتاب "شرح
ايمان" او
"شرح
لاصول الايمان". ولم
يكن الهدف من كتابته ، ان يكون كتابا خاصا
بقيادة بني اسرائيل.. ومع
ذلك ففي الامكان تحديد مجموعات من الاحكام
سواءا كانت احكاما قاطعة او مجرد فتاوى
وكلها مرصعة بالشروحات المواعظ.
لقد
كان "عهد
سيناء" في
صيغة العهود التي كانت شائعة في بلدان
الشرق الاوسط قديما،اذ كان يتضمن الشروط
التي تحكم العلاقة بين طرفيه، وهما السيد
والعبد.
وكانت
العهود المادية تتضمن عقوبات يوقعها
السيد على المتمردين من رعاياه، وعلى هذا
النمط، كل من يرفض عهد الله يكون رافضا
لمحبته، تلك المحبة التي انبثق منها هذا
العهد. لذلك
فان هذا الرفض يعتبر اشنع خطية، بل انه
روح الخطيةوجوهرها.
تركيب
السفر:
يشمل
3 خطابات:
فبعد
مقدمة التي تضمنتها الاعداد الخمسة الاولى
في السفر ، نجد الخطاب الاول.
وهذا
الخطاب في معظمه يتضمن سردا للاعمال
العظيمة التي عملها الله مع شعب اسرائيل
في زمن التيه. يلي
هذا نصيحة ثم ملحق قصير عن مدن الملجا.
اما
الخطاب الثاني، الذي يعتبر لب هذا السفر،
فيبدا مع بداية الاصحاح الخامس، بعد مقدمة
قصيرة (4: 44-49) وينتهي
بنهاية ص28.
وفي
ص29 و30
نجد
الخطاب الثالث وهو في الواقع حث وحض لبني
اسرائيل على قبول العهد.
ص31-
34 خاتمة
او ملاحق للسفر.
عن
كتاب: التفسير
الحديث للكتاب المقدس – تثنية -
تيندال