اليوم في درس الكتاب تناولنا شخصية "يهوشافاط" كان صالحا "وجد فيك امورا صالحة". ومع ذلك فقد اخطأ خطأ جسيما حينما صاهر اخاب ملك اسرائيل الشرير، فزوج ابنه من عثليا ابنة اخاب.
قال له النبي موبخا "اتساعد الشرير، وتحب مبغضي ان الرب؟". ان ما فعله بدخوله الحرب مع اخاب كان خطأ.
سبق هذا الخطأ مصاهرته. والان اغوى، اي انه خدع، ويبدو ان قلبه شعر بهذا. لاننا نجدها لا يصدق انبياء اخاب الكذبة. وحتى حين قال ميخا كلامه بالموافقة. وحلفه بالرب ان يقول له الصدق. ومع انه قال انه سبخسر المعركة، الا انه سار الى النهاية.
في نهاية حياته يدخل مشروعا بحريا مشتركا مع ابن اخاب، وتتكسر السفن.
لا اعلم الوجاهة السياسية جعلت يهوشافاط يصاهر ملك اسرائيل ، ربما رأى ان بامكانه ان يوحد الشعبين والمملكتين، كما فعل سليمان من قبل بزواجه من ابنة فرعون!
وربما لان المعركة مع ارام كانت تمثل خطرا على يهوذا ايضا، فاسرائيل هي عمق استراتبجي ليهوذا!
الا ان الاختلاط مع الاشرار ماسأة.
فالمؤمنون الذين يصادفون العالم ويدخلون في نير متخالف ظانين أنهم قادرون على التمسك بالمبادئ السماوية وفي نفس الوقت يتوهمون أنهم بصداقاتهم مع غير المؤمنين يربحونهم للمسيح ليتأكدوا أنهم سيفتقدون القوة الروحية لأن العالم يأكل قوتهم ولا تؤخذ شهادتهم مأخذ الجد، مثلما بدا لوط "كمازح في اعين اصهاره". فالمؤمن الذي يربط نفسه بالعالم لا يمكن أن يجذب أشخاصاً للمسيح لكن العكس هو الصحيح فغير المؤمن هو الذي في مقدوره أن يجذب المؤمن وبدلاً من أن يكون شاهداً للمسيح بقوة يصبح مؤمناً عالمياً فقد قوة الشهادة دون أن يدري.
في القديم امر الله موسى ان يخرج شعبه من مصر، لا لسبب، الا لعزلهم عن العبادات الوثنية وممارساتها الشريرة التي كانت تمارس بمصر. وحقا قد جعل الرب نبوة على فم بلعام "شعب يسكن وحده.
وتكرر هذا المفهوم، اي عدم الاختلاط مع الاخرين. من خلال وصايا لها مظلول رمزي ، اذ يوصيهم "لا تزرع حقلك صنفين..".
"اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب فاقبلكم". لقد اورد الرسول هذه الوصية النبوية في محضر حديثه عن المعاشرات الردية التي تفسد الاخلاق الجيدة. لقد طلب من اهل كورنثوس ان يتجنبوا الخطاة، وليس مطلقا الاشرار، والا فيلزمهم الخروج من العالم. سبكون عدم الاختلاط في حدود الضرورة.